أجواء شرقية وأغانٍ وطنية في مهرجان البستان اللبناني
القاهرة – بوابة الوسط الإثنين 03 مارس 2025, 05:44 مساء
صدحت، ليلة الأحد، أغنيات لبنانية تتمحور على حب الوطن ضمن أمسية أضفت أجواء شرقية على برنامج مهرجان البستان الدولي الذي تغلب عليه الموسيقى الكلاسيكية، مستعيدة أعمالا من التراث وأخرى تُرافق اللبنانيين في يومياتهم.
وحسب وكالة «فرانس برس» تضمّنت الحفلة التي امتدت نحو ساعة وعشرين دقيقة بعنوان «بنان بغنيّة»، مجموعة من الأغنيات الوطنية التي طبعت ذاكرة أجيال من اللبنانيين، أدتها جوقة جامعة سيدة اللويزة، فيما تولت العزف أوركسترا بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي.
وتخللت الحفلة إطلالة منفردة للفنانة سُمَيّة بعلبكي كضيفة شرف، وأخرى لمُخرج العمل الممثل والمسرحي والكاتب جورج خباز، ملقيا قصيدة من تأليفه تحية للبنان وفنانيه الكبار كالأخوين رحباني وفيروز وزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح ونصري شمس الدين وملحم بركات وسواهم.
ولم تغب الموسيقى الكلاسيكية عن هذه الأجواء الوطنية، إذ أُدرِجَت في برنامج الحفلة مقطوعتان كلاسيكيتان مطعّمتان بنَفَس شرقي، الأولى عنوانها «آثار على الرمال» لزياد الرحباني، والثانية «رقصة العروس» لمارسيل خليفة.
– «البستان» اللبناني يرد بالموسيقى على «إيقاعات الأزمات واليأس»
– مهرجان البستان يحتفي موسيقيا بـ«الفجر الجديد» في لبنان
وأوضح لبنان بعلبكي أمام جمهور المهرجان في بيت مري (شرقي بيروت) أن الحفلة بمثابة تحية للبنان وما عاناه وشعبه العظيم على مر التاريخ، وتحية أيضا للأغنية اللبنانية والفن اللبناني والمؤلفين اللبنانيين.
أغاني يعاد توزيعها
وشرح خبّاز: أن «ما اختير إدراجه في الحفلة من ربرتوار الأغنيات الوطنية الواسع جدا، هي أغنيات يمكن أن يعاد توزيعها مجددا، ويستطيع الكورس أن يغنيها».
وقال خبّاز إن «الحفلة مرتبطة بحدثين، الأول هو الحرب الأخيرة التي كنا فيها بحاجة إلى أن نعزز وطنيتنا بشكل أو بآخر، والثاني هو أن لدينا تفاؤلاً أيضاً. لدينا فجر جديد».
هدنة بعد الحرب المفتوحة
ودخلت في 27 نوفمبر حيّز التنفيذ هدنة بين إسرائيل وحزب الله بعد مناوشات حدودية استمرت بين الطرفين أكثر من عام وتحوّلت في آخر شهرين منها إلى حرب مفتوحة.
وانتخب البرلمان اللبناني في يناير رئيسًا جديدًا للجمهورية بعد فراغ استمر أكثر من عامين في سدة الرئاسة. وفي 8 فبراير الماضي، تألفت حكومة برئاسة نواف سلام الذي تعهّد بالتركيز على الإصلاح والإنقاذ.
وقال خبّاز : «من جهة، لا يمكننا أن ننسى الحرب التي مرّت، وأردنا أن نوجّه تحية إلى من سقطوا خلالها، وفي الوقت نفسه أيضاً شئنا أن نعطي أملاً بالأيام المقبلة».
النشيد الوطني دون موسيقى
ومن أبرز الأغنيات التي أدّاها الكورس وسط تفاعل كبير من الجمهور، «بلدي حبيب» لزكي ناصيف، و«رُدَّني إلى بلادي» من كلمات الشاعر سعيد عقل وألحان الأخوين رحباني.
ووقف الجمهور عند النشيد الوطني اللبناني الذي أُنشد من دون موسيقى (اكابيلا) بطريقة أوبرالية تتناسب مع أجواء المهرجان المتخصص عموما بالموسيقى الكلاسيكية. وعزا بعلبكي عدم عزفه في بداية الحفلة إلى كونه دُمج ضمن مجموعة أغنيات شكلت لوحة تراثية، على قوله، تضمنت (الميجانا والدلعونا ويا غزيّل يابو الهيبة وسواها).
أغنيات لكل زمن
وترك بعلبكي منصته ليذهب ويصطحب شقيقته التي أدت «ع اسمك غنيت» و«خدني زرعني بأرض لبنان» لفيروز بإحساس عميق وتقنية عالية، قوبلت باستحسان الجمهور الذي هتف لها وصفّق بحرارة.
وبادرت الحاضرين قائلة: «أنا متأثرة اليوم أكثر من العادة (…). نحن آتون من جنوبي (لبنان) حاملين كل الوجع والألم لنغني ونفرح معكم ولنحلم بلبنان الآتي، لبنان الفن والثقافة والفرح».
وقالت بعلبكي: «اليوم نغني ما أسمّيه الأغنية الوطنية العاطفية، لا أغنية المناسَبة المرتبطة بوقت تنتهي بانتهائه. فهذه الأعمال التي اخترناها وخصوصا تلك الرحبانية منها هي أعمال لكل زمن، لا تنتهي في وقت، إن من حيث كلماتها أو حتى لجهة ألحانها المصنوعة بطريقة كلاسيكية».
وجّه المايسترو بعلبكي تحية إلى ماجدة الرومي التي أنشدت لها الجوقة «عم بحلمك يا حلم يا لبنان».
أما «بتتلج الدني» فغنى مطلعها خباز يرافقه الجمهور، وانفرد كذلك الجمهور مدعوما بالجوقة، بإنشاد «بحبك يا لبنان» التي عُرضت كلماتها على الشاشة فوق المسرح.
وبعد الختام والتصفيق وقوفا، عاد المايسترو ومعه عصاه ليقود الأوركسترا والجوقة مجدداً في أغنية «راجع بِصوات البلابل» وسط حماسة الجمهور.
وأعربت ريمي الزير، التي حضرت الحفلة، عن إعجابها باختيار الأغنيات والتوزيع. ووصف هشام منعم الذي يعيش خارج لبنان الحفلة بأنها جيدة جدا وقال: «أحَبَّ ابني الصغير الحفلة أيضا واكتشف من خلال الأغنيات كل ما يدور حول لبنان والفنانين اللبنانيين والموسيقيين سررنا بالعرض وبالجمهور الذي كان بمستواه».