أحداث اليوم – أحداث اليوم – وكالات
لم يجف حبر قرارات القمة العربية في القاهرة قبل أن يوجه الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” تهديداً مباشراً لحركة حماس عبر منصته الخاصة “تروث سوشال”، مطالباً بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن وإعادة جثث القتلى، محذراً من “عواقب وخيمة” في حال عدم الامتثال.
وقال “ترامب” في منشوره: “‘شالوم حماس’ تعني مرحباً ووداعاً – يمكنكم الاختيار. أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقاً، وأعيدوا فوراً جثث الأشخاص الذين قتلتموهم، وإلا فسينتهي أمركم. فقط الأشخاص المرضى والمنحرفون يحتفظون بالجثث، وأنتم كذلك!”.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه سيدعم إسرائيل بكل ما تحتاجه “لإنهاء المهمة”، مضيفاً: “لن يكون أي عضو في حماس بأمان إن لم تفعلوا ما أقول”. كما وجه رسالة إلى قيادة الحركة، داعياً إياهم لمغادرة غزة “بينما لا تزال لديهم فرصة”.
وفي حديثه إلى سكان غزة، قال ترامب: “مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتجزتم الرهائن. إن فعلتم ذلك، فأنتم أموات! اتخذوا قراراً ذكياً. أطلقوا سراح الرهائن الآن، وإلا سيكون هناك ثمن باهظ لاحقًا!”.
هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها ترامب حماس. في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال إنه سيكون هناك “جحيم يدفع ثمنه” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول الوقت الذي تولى فيه منصبه.
وقبل ذلك بساعات، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع حركة حماس بشأن الرهائن المحتجزين في غزة.
ولطالما تجنبت واشنطن حتى اللحظة أي تعامل مباشر مع حركة حماس، إذ تتبنى الولايات المتحدة نهجاً راسخاً يحول دون التواصل المباشر مع جماعات تصنّفها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وأعلنت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي، أن واشنطن تشاورت مع إسرائيل قبل إجراء المحادثات.
وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري لأول مرة بأنباء المحادثات، موضحاً أن الجانبين يناقشان إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين إلى جانب اتفاق أوسع يهدف إلى وضع حد للحرب.
وقالت ليفيت: “عندما نتحدث عن المفاوضات التي تشيرون إليها، أود التأكيد أولاً على أن المبعوث الخاص الذي يشارك في تلك المفاوضات يمتلك الصلاحية الكاملة”.
وأشارت إلى أن عمل المبعوث الخاص للرهائن، آدم بوهلر، يُعد “جهداً صادقاً لتحقيق ما هو في مصلحة الشعب الأمريكي”.
انتهت القمة العربية، كما كان متوقعا، باعتماد الخطة المصرية، لإعادة إعمار قطاع غزة ، غير أن العديد من المراقبين، يرون أن قرارات القمة الطارئة، التي انعقدت في القاهرة، لم تكن واضحة بشكل كاف، في ضوء تفاصيل خطة إعادة الإعمار المصرية.
ويتحدث المنتقدون، عن أن الخطة التي تبنتها القمة، لم تكن واضحة، فيما يتعلق بكيفية التعامل مع حركة حماس، ودورها المستقبلي في حكم قطاع غزة، كما لم تكن واضحة، فيما يتعلق بمصادر تمويل عملية إعادة الإعمار.
وبدا واضحا وفق الخطة المصرية، التي تبنتها القمة العربية بشان غزة، أن الخطة استبعدت حركة حماس من إدارة القطاع، بما يتواءم مع أحد أهم المطالب الإسرائيلية، لكنها تجاهلت الإشارة بوضوح، إلى نزع سلاح حماس وبقية الفصائل وتفكيك هياكلها العسكرية.
ويعتبر مراقبون أن القادة العرب الحاضرين للقمة، فضلوا اتخاذ موقف يكتنفه الغموض، في مقاربة لإرضاء جميع الأطراف، فهم لم يعطوا تفاصيل واضحة بشأن وضع حماس في غزة، ربما سعيا لتفادي إغضاب كل من إسرائيل والولايات المتحدة، أو إغضاب الشارع العربي، المتعاطف مع المقاومة الفلسطينية على الجانب الآخر.
وكان البيان الختامي للقمة، قد رحب بقرار تشكيل “لجنة إدارة غزة”، تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية، بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية من العودة إلى غزة.
كما دعا البيان مجلس الأمن الدولي، لنشر قوات حفظ سلام في القطاع والضفة الغربية، على أن يكون ذلك، في سياق تعزيز الأفق السياسي، لتجسيد الدولة الفلسطينية، وأكد أن السلام هو خيار العرب الإستراتيجي القائم على رؤية الدولتين.
وتتحدث تقرير لوكالة الأنباء “رويترز” في تقرير لها عن تفاصيل الخطة المصرية، التي تبنتها القمة العربية الأخيرة ، إن الخطة لا تعالج قضايا حاسمة، مثل من سيمول إعادة إعمار غزة، كما لم تحدد أي تفاصيل دقيقة، حول كيفية حكم القطاع، ولا كيف سيتم إبعاد جماعة مسلحة قوية مثل حماس، وتشير إلى أن المسودة المصرية، لا تتناول مسألة الإجراءات التي يمكن اتخاذها، إذا رفضت حماس نزع السلاح، أو التنحي عن العمل السياسي.
وكانت حماس قد كررت مرارا أن سلاحها هو “خط أحمر”، وأن لا أحد سيقترب منه، في وقت تعتبر فيه إسرائيل أن تفكيك سلاح حماس، هو شرطها من أجل بدء مفاوضات المرحلة الثانية، التي ستتأسس عليها الخطة المصرية – العربية.
ورغم أن حماس قد أعلنت موافقتها على الخطة، التي تبنتها القمة العربية الأخيرة بشأن غزة، فإن الرفض الأمريكي والإسرائيلي لها، ولمخرجات القمة العربية بشكل عام، يضع علامات استفهام كبيرة، حول إمكانية تطبيقها على أرض الواقع.
وقد رحبت حماس من جانبها، بانعقاد القمة العربية الأخيرة في القاهرة ، معتبرة أن عقدها يدشن مرحلة متقدمة، من الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية العادلة، كما ثمنت الحركة كلمات القادة والزعماء في هذه القمة، التي أكدت جميعها رفض خطط الاحتلال، لتهجير الشعب الفلسطيني، ورفض طمس قضيته الوطنية، ووصفته بأنه “موقف مشرف ورسالة تاريخية”.
ودعت حماس إلى الضغط على الاحتلال، للشروع في مفاوضات المرحلة الثانية والمضي قدما في تنفيذ الاتفاق، كما دعت الدول العربية إلى الاستمرار في دعم صمود الشعب الفلسطيني، و”التصدي لأطماع العدو التوسعية وخططه للهيمنة على حساب فلسطين ودول المنطقة وشعوبها”.
إسرائيل وأمريكا ترفضان
على الجانبين الإسرائيلي والأمريكي، رفضت الخارجية الإسرائيلية ، الخطة المصرية التي اعتمدتها القمة ، وتمسكت بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.وقالت الوزارة في بيان لها إن : “البيان الختامي للقمة العربية الطارئة يفشل في معالجة حقائق الوضع بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويبقى متجذرًا في وجهات نظر عفا عليها الزمن”.
وجدد البيان تمسك إسرائيل ت، بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا: “الآن، مع فكرة الرئيس ترامب، هناك فرصة لسكان غزة للاختيار الحر بناءً على إرادتهم الحرة. يجب تشجيع هذا! بدلاً من ذلك، رفضت الدول العربية هذه الفرصة، دون منحها فرصة عادلة، وتستمر في توجيه اتهامات لا أساس لها ضد إسرائيل”.
وعلى الجانب الأمريكي ، اعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي براين هيوز أن الخطة العربية لإعمار القطاع “تتجاهل واقع كونه مدمرا، ولا تعالج حقيقة مفادها أن غزة غير صالحة للسكن حاليا”.
وأضاف هيوز -في بيان نشرته صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) أن الخطة العربية لا تعالج حقيقة أنه لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة، كما أكد أن الرئيس ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء “غزة خالية من حماس”، ويتطلع إلى مزيد من المحادثات “لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة”.
وتبقى أسئلة كثيرة بشأن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة ونتائج القمة العربية في القاهرة معلقة:
هل رأيتم الخطة المصرية- العربية بشأن غزة واضحة بما فيه الكفاية؟
وهل تعتقدون بأنها قابلة للتنفيذ؟
كيف ترون ما يقوله مراقبون من أن الغموض في الخطة يمثل تهربا من الاصطدام بإسرائيل والولايات المتحدة؟
من برأيكم سيمول عملية إعادة إعمار غزة؟
وهل تثير هذه النقطة مستقبلا خلافا بين الأطراف العربية؟
هل يمكن أن يثير سلاح حماس نزاعا مستقبليا يؤدي إلى إفساد الخطة؟
وكيف ترون تأثير الرفض الإسرائيلي- الأمريكي للخطة؟