تستمر حالة من القلق تنتاب الفاتيكان فى ظل استمرار مرضه، حيث أنه دخل المستشفى منذ حوالى 3 أسابيع بسبب التهارب رئوى مزدوج ثم مر بأزمات تنفسية أخرى، وهو ما أثار الجدل حول احتفالات عيد الفصح، ومن سيحل محل البابا فرانسيس.
ورغم أنه ما زال هناك 40 يوماً حتى ذلك التاريخ، إلا أن الوضع، وفقاً للتقارير الطبية الأكثر حذراً، ودخل البابا فرنسيس المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع بسبب إصابته بالتهاب رئوى ثنائى، وخلال هذه الأيام العشرين، شهدت صحته تقلبات من “تحسنات طفيفة” إلى أربع أزمات حادة فى وقت قصير: أزمة تنفسية مع الربو فى 22 فبراير، وأخرى بسبب تشنج قصبى فى 28 فبراير، وفشلين فى الجهاز التنفسى وتراكم المخاط فى 3 مارس، وفقا لصحيفة ليكتورا الأرجنتينية.
ورغم عدم ظهور أى أعراض أخرى منذ يوم الجمعة، فإن تشخيص حالته لا يزال متحفظا، ويؤكد الفريق الطبى أن البابا “ليس خارج الخطر”. ومع اقتراب أسبوع الآلام، أحد أكبر المناسبات فى الكنيسة الكاثوليكية، يتساءل أبناء الرعية: من سيقود الاحتفالات إذا بقى البابا فرانسيس فى المستشفى؟
وقالت الصحيفة أنه فى إطار هذا الاحتفال، تم استبدال البابا، بالكاردينال أنجيلو دى دوناتيس، رئيس محكمة التوبة الفاتيكانية، فى الموكب التقليدى على تلة أفنتين والقداس اللاحق فى بداية الصوم الكبير فى كنيسة سانتا سابينا.
قلق كبير على صحة البابا فرانسيس
وأوضح الكاهن خوليو رييس أن فرانسيس كان “بعيد النظر، ويعرف جيدًا الحالة الصحية الدقيقة التى كان عليها”: “خضع البابا لعمليتين رئويتين، وعانى من انتكاسات متكررة فى صحته أثناء أسقفيته، حتى فى بوينس آيرس”، وقال “إذا قرر الأطباء أن المريض لا يستطيع التنفس من تلقاء نفسه، بل يحتاج إلى مساعدة ميكانيكية دائمة، فقد يكون هناك تنشيط لجهاز التنفس الصناعى المعطل”، يفترض الخبير فى ضوء الوضع الحالى، حيث يتعين على الأطباء اللجوء إلى التنفس الصناعى، فى الوقت الحالى أثناء الليل.
وأكدت طبيبة أمراض الرئة كارولينا جوتيرا فى البرنامج الصباحى على قناة “تيليسينكو” أن “التهاب الشعب الهوائية شائع فى هذا الوقت من العام” وأنه “مرض قابل للعلاج والشفاء”، لكنها ذكرت أيضًا أن “العدوى التنفسية التى تتطلب دخول المستشفى فى سنه هو تشخيص مهم“.
تؤكد تصريحات الفاتيكان دائمًا على أن البابا “مستقر” و”متكيف جيدًا”، لكنها تؤكد أيضًا على أن لديه “صورة سريرية معقدة”، ويقترب العشرات من المؤمنين يومياً من تمثال البابا يوحنا بولس الثانى أمام المستشفى التى يتلقى فيها البابا فرنسيس العلاج، للصلاة من أجله.
وقال البابا فرانسيس، الذى يعانى من التهاب رئوى مزدوج منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، فى أول تصريح علنى له منذ دخوله مستشفى جيميلى فى روما، “أشكركم من كل قلبى على دعواتكم التى تقدمونها من أجل صحتى.. شكرا لكم“.
وسجل البابا فرانسيس بصوت متعب بشكل واضح، تلك الرسالة القصيرة تم بثها فى المستشفى، وهذا هو أول تصريح علنى له منذ دخوله المستشفى، وتم تسجيله فى عيادة جيميلى فى روما، ويأتى بعد أن أكد الفاتيكان أن حالته لا تزال “مستقرة” بعد ثلاثة أسابيع فى المستشفى.
وفى إشارة إلى التقدم الذى أحرزه البابا البالغ من العمر 88 عاما والذى يواصل علاجه، قال أطباء البابا، إنهم لن يصدروا نشرة طبية أخرى حتى يوم السبت “نظرا لاستقرار حالته السريرية“.
تم نقل البابا فرانسيس إلى مستشفى جيميلى فى روما فى 14 فبراير بسبب عدوى تنفسية خطيرة تتطلب العلاج المستمر.
وفى أحدث تحديث طبى مفصل عن حالته، قال الفاتيكان، أن البابا لم يكن يعانى من الحمى وأن اختبارات دمه ظلت مستقرة، وعلى الرغم من توقف التحديثات اليومية عن حالته الصحية، إلا أن الأطباء ما زالوا يعطون البابا تشخيصا “حذرا”، وهو ما يعنى أنه لم يخرج من الأزمة بعد.
وقال أيضا، أن البابا، الذى استخدم كرسيا متحركا فى السنوات الأخيرة بسبب آلام فى الركبة والظهر، واصل العلاج الطبيعى للمساعدة فى الحركة، والذى بدأه يوم الأربعاء.
وبحسب الفاتيكان، فإن البابا الآن لا يحتاج إلا إلى التنفس الصناعى فى الليل. خلال النهار يتلقى الأكسجين من خلال خرطوم صغير تحت أنفه.
ولم يظهر البابا فرانسيس علنا منذ دخوله المستشفى، وهو أطول غياب له منذ توليه منصب البابوية قبل 12 عاما. ولم يحدد الأطباء مدة العلاج.