إقبال كبير على متحف الفن الحديث في باريس قبل إغلاقه 5 سنوات لتجديده
القاهرة – بوابة الوسط الأحد 09 مارس 2025, 07:52 مساء
شهد متحف الفن الحديث في مركز بومبيدو في باريس إقبالًا كبيرًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي الأخيرة له قبل إغلاق أبوابه للخضوع لأعمال تجديد تستمر خمس سنوات.
وفي الطبقتين الرابعة والخامسة من المبنى الواسع المتعدد الألوان والذي يضم نحو ألفي عمل فني معروض ضمن مساحة 12 ألف متر مربع، يُسجَّل حضور كثير للزوار في الصالات والممرات، لمعاينة الأعمال للمرة الأخيرة قبل الإغلاق، في حين أن الدخول كان مجانيًا إلى هذا الصرح الثقافي الذي يستفيد زواره من برنامج ثقافي وموسيقي (عروض، حلقات عمل، عرض موسيقي لمنسق اسطوانات…)، وفق وكالة «فرانس برس».
ويخرج البعض هواتفهم الذكية لتصوير لوحة لدالي أو لبيار سولاج أو عمل لإيفا جوسبان.
«من حقك ألا تحب»
وأمام لوحة قماشية ضخمة لفرنان ليجيه، يتبادل مارك ديكسامبل وألان بياسنتيني (18 عامًا) آراءهما. يقول ديكسامبل لبياسنتيني: «من حقك ألا تحب».
ويقول ألان الذي يزور المتحف للمرة الأولى في حديث للوكالة الفرنسية «نحاول أن نفهم من خلال قراءة الملصق».
وهي الزيارة الأولى أيضا لأليسا (11 عامًا) التي حضرت لمعاينة لوحات بييه موندريان من قرب بعدما أطلعتها عليها مدرستها للفنون البصرية.
كذلك فهي زيارة فريدة أيضًا لبولا غولار، وهي برازيلية تبلغ 25 عامًا، إذ تؤكد وهي تحمل كاميرا في يدها، أنها حضرت أولًا لتستمتع بالمنظر الخلاب من أعلى مركز بومبيدو. أما صديقتها البرتغالية لويزا فراغا، وهي زائرة دائمة للمتحف فتبدي رغبتها في «الاستفادة قدر الإمكان من الأعمال قبل إزالتها من المكان».
«نادر جدًا في تاريخ الفن والمتاحف»
ولدى جلوسها على مقعد قرب لوحة «عازف الكمان عند النافذة» في قاعة هنري ماتيس، تقول يوجي زو «أحب ماتيس. إنه الرسام الأول الذي درسته في المدرسة». وبعد تخرجها في الصيف الماضي، تستمتع بوقتها في أوروبا قبل العودة إلى بلدها الصين.
وأمام «متجر بن» الذي يحمل اسم مبتكره بنجامان فوتييه مع شعارات بأحرف بيضاء مكتوبة بخط اليد على خلفية سوداء، يبدي المدير العام ديفيد كاسكارو إعجابه بهذا العمل الفني «الديناميكي» و«الحي».
ويقول كاسكارو لنحو 30 شخصًا يصغون إليه باهتمام «في ثمانينيات القرن العشرين وتسعينياته وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أكمل بن هذه الفترة عن طريق إنجاز قطع فنية. وهذا أمر نادر جدًا في تاريخ الفن والمتاحف!».
وبعد أن يُغلق مساء الإثنين المتحف الذي استقبل 3.2 مليون زائر العام الماضي، ستُنقَل الأعمال إلى أماكن محمية أو متاحف أخرى في باريس أو مراكز أخرى داخل فرنسا أو خارجها.
وسيغلق مركز بومبيدو الذي افتُتح العام 1977، بالكامل في 22 سبتمبر مع معرضه الموقت الأخير، للخضوع لأعمال تجديد تستمر حتى العام 2030.
«تطوير رؤيتي للفن المعاصر»
وتقول إليسا إيرفيلان التي تعمل في المتحف منذ 14 عامًا «أنا حزينة، فالأعمال ستوضَع في مكان آخر.. لن تكون المجموعات كما هي معروضة حاليًا في المتحف».
وتتابع المرأة المعتادة على استقبال «الزوار الجدد ومَن يرتادون المتحف باستمرار وتلاميذ المدارس «أكثر ما سأفتقده هم الزوار الفضوليون والمنفتحون».
وتستعد إميلي برنار (21 عامًا)، وهي طالبة في الفنون البصرية ترتاد المتحف باستمرار، لإغلاقه وتقول «على مدى العامين الماضيين، كنت أزوره مرة واحدة تقريبًا في الشهر. لقد كان ذلك مفيدًا جدًا لي، إذ تمكّنت من تطوير رؤيتي للفن المعاصر وإثراء ثقافتي من أجل دراستي»، مضيفة «أشعر وكأنني استفدت منه، لكنّ قرار إغلاقه مؤسف بعض الشيء».
وتتابع أن «ذلك سيجبرني على الذهاب إلى متاحف أخرى، أنا بحاجة إلى ذلك كثيرًا!».