القوة الناعمة هو مصطلح يتكرر بكثرة حاليا كبديل للإقناع والتأثير بدلا من أية قوة صلبة وهو كمفهوم يرجع إلى “جوزيف ناي” أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد فـي الولايات المتحدة الأمريكية، والذي صاغه عام 1990 في كتاب له بعنوان «وثبة نحو القيادة: الطبيعة المتغيرة للقوة الأمريكية» لوصف القدرة على التأثير والإقناع، فضلًا عن الجذب والاستحواذ دون إكراه أو استخدام للقوة والتهديد، كوسيلة لتحقيق الأهداف المطلوبة.
وتعتبر القوة الناعمة هي من أشهر وسائل النجاح في السياسة الدولية من خلال مصادر وأدوات القوة الناعمة التي يمكن استخدامها لتحقيق الأهداف المرجوة دون حروب أو تدمير أو صراعات أو أي من أدوات الإكراه.
تعريف القوة الناعمة
هي ببساطة القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجذب والإقناع، بدلًا مـن القسر والإرغام والإكراه». وفي الوقت الحالي.
واكتسب مفهوم القوة الناعمة زخما كبيرا؛ إذ بات يستخدم على نطاق واسع في الشؤون السياسـية والعلاقات الدولية من قبَل المحللين والسياسيين، والدبلوماسـيين،
وواضعي الاستراتيجيات طويلة المدى، ومتخصصي علم الاجتماع السياسي، والقيادات الأمنية.
فهي عكس القوة الصلبة أو الخشنة ،بمعنى القدرة على الإقناع والتأثير في بعض الأطراف حتى تتم الاستجابة لرغبات الجهة التي تمارس القوة الناعمة.
ويمكـن فـي هـذا الصدد الاستفادة من أدوات عديدة؛ منهـا: الثقافة، والفنون، والرياضة، فضلًا عن المجتمع المدني والتيارات المستقلة وغيرها.
فالقوة الناعمة أن يكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق ومن خلال الدعم في مجالات حقوق الإنسان والإعلام وحرية التعبير والمجتمع المدني مما يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ثم اتباع مصادره، والتأثر به بحيث يصبح ما تريده هو نفسه ما يريدونه.
وتقوم القوة الناعمة للدولة على ثلاثة مصادر أساسية وهي ثقافتها في الأماكن التي تجذب فيها الآخرين. وقيمها السياسية عندما ترقى إليهم في الداخل والخارج. وسياستها الخارجية عندما يراها االأخرون شرعية وأخلاقية.
وهناك عدة طرق لجعل الآخرين يريدون ما تريد، يمكنك إكراههم بالتهديدات، يمكنك تحفيزهم بالدافع، أو يمكنك جذبهم واستضافتهم لجعلهم يريدوا ما تريد، وهذه هي القوة الناعمة. فهي أكثر من مجرد تأثير، لأن التأثير يمكن أن يعتمد أيضًا على القوة الصلبة للتهديدات أو المدفوعات، ولكن القوة الناعمة هي أكثر من مجرد الإقناع أو القدرة على تحريك الناس بالحجة، فهي أيضًا القدرة على الجاذبية التي تقود غالبا إلى الرضا .
ولها العديد من الأدوات مثل الثقافة والتعليم والمنظمات المدنية ووسائل الإعلام، الموسيقى، الفن، السينما، والرياضة… إلى آخره.. وقد تمّ استخدامها من قبل العديد من الحكومات والأطر السياسية في استراتيجيتها من أجل التأثير في سلوك الآخرين.
والأسبوع الماضي شهدت أروقة قاعة سينما الهناجر في ساحة دار الأوبرا المصرية والتابعة لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة بمصر نموذجا مميزا للحوار بين تجمع القوي الناعمة المصرية لإحداث التغيير الإيجابي الملموس من خلال عقد مؤتمر صورة مصر وبهدف نقل الصورة الحقيقية بإعتبارها مسئولية كل مصري حيث أكد المشاركون في مؤتمر صورة مصر الذي عقدته احدي مؤسسات المجتمع المدني وهي المنظمة العربية للحوار بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية إلي أن صورة مصر هي مسئولية كل مصري
وقدم المشاركون عدد من الرسائل الهامة من اجل تقديم الصورة الحقيقية لمصر وفي مقدمتها التركيز على أدوات القوة الناعمة في الدبلوماسية الثقافية والإعلامية والتعليمية والمجتمع المدني من خلال وحسن اختيار الكفاءات التى تتحدث عن مصركما ركز المشاركون علي الاهتمام بالجانب السياحي وإحياء مشروع مسار العائلة المقدسة حيث أن صورة مصر هي حضارة وأمن امان واستقرار ودلالة على الأمان وعظمة شعب مصر مع الاهتمام بدعم السياحة من أجل تحقيق خطة الدولة للوصول ل 30 مليون سائح 2030.
لتوفير العائد لتغطية نفقات الدولة في وجود خطط تنموية لاستيعاب الزيادة فى عدد السياح،وتشجيع السياحة البينية بين دول الوطن العربي،واستقطاب السياحة العلاجية لمصر،وإنتاج دراما ومواد إعلامية مشتركة والتسويق الدولى فى الانتاج الاعلامى.
وأكد الحضور الي أن البداية تأتى أولا من الثقافة والإعلام لأنهما القوة الناعمة المميزة لمصر ووجه المشاركون رسالة الي الشعب المصرى بضرورة الوقوف خلف القيادة السياسية .
مؤكدين ان الكنز الحقيقى لمصر هو امتلاك مجموعة كبيرة من الموهوبين المثقفين وهم من يقف مع الوطن وقيادته السياسية والمثقفين المصريين على مدى تاريخهم داعمين للقيادة السياسية،وأن نشر الثقافة هو السبيل لمواجهة التحديات الحالية.
كذلك دعا المشاركون الي الاستدامة فى نقل الخبرات بما يتناسب مع احتياجات الشباب من الجيل الحالى، وكذلك تعزيز فكر التعليم الاخضر،حيث إن الدولة إتخذت خطوات كبيرة من خلال مؤتمرات المناخ العالمية بتنفيذ السياحة الخضراء واستخدام الطاقة النظيفة بشكل كبير،لإظهار الوجه الحقيقى لمصر
و طالب الحضور بالاهتمام بنشر الوعي لمواجهة الشائعات في الحروب النفسيةوالاهتمام بالفن والدراما والقوى الناعمة لنقل صورة مصر للخارج لنشر الوعى الحضارى والبعد عن تقديم صور سلبية
مع ضرورة تدريب كل من يتعامل مع السياح لتقديم صورة مشرفة لمصر،صورة مصر مسئولية كل مصرى فى الداخل والخارج من خلال الانتماء وحب الوطن وتعزيز دور الجاليات فى الرد على الشائعات عن مصر كدبلوماسية شعبية مساندة الدبلوماسية الرسمية ،وتدعيم التعاون مع هيئة الاستعلامات والسفارات لتوصيل معلومة موحدة حقيقية للرد على الشائعات المغلوطة.
وتعتبر هذه المبادرة الفريدة هي نموذج متميز لتطبيق القوة الناعمة المصرية من خلال اداء المجتمع المدني بادوات الثقافة والاعلام والتعليم في إحداث التغيير الايجابي وحشد التأييد الشعبي لدعم الدولة المصرية في معركتها في التنمية والبناء وإنه من الاولويات في المرحلة الحالية دعم خطة القيادة السياسية لكل من غزة والسودان.
رسائل عديدة حملها المشاركون في هذا التجمع من القوي الناعمة المصرية والذي عكس نموذجا فريدا في كيفية استثمار ادوات القوي الناعمة لتحقيق الأثر الايجابي وتقديم الاطر البديلة المساندة للدولة في بناء الإصطفاف الوطني لدعم إستراتيجية الدولة في البناء والتنمية .
وهي مبادرة تستحق توجيه التقدير والإشادة الي وزارة الثقافة المصرية وصندوق التنمية الثقافية بها علي دعمها للمبادرات المدنية الثقافيّة وتعاونها مع مؤسسات المجتمع المدني الثقافية من أجل تنظيم هذا اللقاء الذي يقدم صورة قوية لتعاون الجهات الحكومية وغير الحكومية بآليات القوة الناعمة المتمثلة في مبادرة إظهار صورة مصر المشرفة .
وقد شارك في اللقاء نخبة من كبار الشخصيات ورموز الفكر وقيادات الجاليات المصرية بالخارج بالاضافة الي نخبة مرموقة من كبار الرموز الوطنية في السياسة والثقافة والتعليم والاعلام والاقتصاد والرياضة والشباب
ونتمني أن تجد هذه المبادرة من تجمع القوة الناعمة إستمرار الدعم للإطار التنفيذي لبرامج المبادرة من خلال التعاون مع عدد من الجهات الحكومية وغير الحكومية من أجل تفعيل محاور الاستراتيجية التي تستهدف تقديم الصورة المصرية المشرفة التي تعيشها مصر تحت القيادة الحكيمة لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتهدف الي تصحيح صورة مصر داخليا و خارجيا و الرد علي الإفتراءات و الأكاذيب التي تروج لها بعض الأبواق الإعلامية المغرضة من خلال عدد من البرامج والمشروعات فى قطاعات مختلفة ،وتسعى المبادرة إلى تقديم صورة ايجابية لمصر واستثمار مفردات القوي الناعمة المصرية من إعلام وثقافة ومفكرين واقتصادين من أجل نقل صورة ايجابية مشرفة لمصر في الخارج والارتقاء بمستوي الاداء الاعلامي في الداخل، وكذلك تحقيق التكامل بين دوائر الحوار الثلاثة “الحوار الداخلي المصري- العربي والاقليمي والدولي” لتصدير صورة مصرية مشرفة.
وهنا تأتي الدعوة الي صناع القرار و الوزراء و جهات الصلة مثل وزارات الثقافة والسياحة والخارجية والتعليم العالي والهيئات الاعلامية وجامعة الدول العربية والشراكة الأورو ومتوسطية واتحاد المصريين بالخارج والازهر والهيئات القبطية والبرلمان بحجرتيه وغيرهم الي ضرورة دعم مثل هذه المبادرات المدنية الوطنية .
على اعتبار أن الأدوات الناعمة اليوم هي أساسيات العمل السياسي والاستراتيجي داخليا وخارجيا ويجب التركيز عليه في المجتمع من أجل تحقيق اليات داعمة للتغيير الايجابي وتنمية المجتمع وبناء الإنسان وتعتمد على أدوات القوة الناعمة التي تذخر بها مصرنا الغالية طوال تاريخها العريق.