بعد مشاركته كلاعب أساسي مع ليل الفرنسي للمرة الأولى في مسيرته ضمن دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عن 18 عاما، لم يحقق إيثان مبابي نجاح شقيقه كيليان ضد بوروسيا دورتموند الألماني، في ملعب فيستفالن شتاديون قبل ثماني سنوات.
أشهر مدرب ليل برونو جينيزيو سلاحا مفاجئا عندما أعلن إشراك إيثان في التشكيلة الأساسية، قبل ساعة من انطلاق المباراة.
حلّ مبابي بدلا من الهولندي ميتشل باكر في الخط الهجومي وتحديدا في مركز الجناح الأيمن.
وأوضح المدرب البالغ 58 عاما “قدم إيثان أداء جيدا في باريس (خسر فريقه 4-1 أمام سان جيرمان السبت) وأردت أيضا التمتع بالاختراق والسرعة في المقدمة”.
وتابع “لدينا الكثير من المشاكل فيما يتعلق بلاعبي الهجوم: بعضهم لا يزال مصابا، والبعض الآخر يعود للتو من الإصابة، فكرت في (البلجيكي) ماتياس فرنانديس باردو وريمي كابيلا. أردنا استغلال العمق والمساحات خلف الدفاع. أعتقد أن إيثان مبابي قدم ساعة مثيرة للاهتمام للغاية”.
اعتاد مدرب ليل على الرهانات التكتيكية الجريئة التي حاول تطبيقها هذا الموسم في المسابقة القارية المرموقة، فنجح فريقه بالتأهل الى الدور ثمن النهائي مباشرة بحلوله سابعا في دور المجموعة.
ففي المباراة ضد أتلتيكو مدريد الاسباني، أشرك تشكيلة شابة جدا تمكنت من الفوز في ملعب ميتروبوليتانو (3-1).
وفي بولونيا، نجح أيضا في تحقيق نتيجة جيدة من خلال إشراك الكونغولي نغالايل موكاو (20 عاما) كصانع ألعاب، فحقق الفوز (2-1).
منذ بداية الموسم، كانت المحطات التي لعب بها إيثان مبابي أساسيا تحت قيادة جينيزيو، نادرة.
بعد تعرضه لالتواء في يوليو الماضي، ثم إصابته في الفخذ في بداية الموسم، اضطر الشقيق الأصغر لنجم ريال والمنتخب الفرنسي كيليان مبابي للخضوع لعملية جراحية مطلع أكتوبر بسبب تمزق العضلة الرباعية للفخذ.
أبعد هذا التدخل الجراحي اللاعب الشاب عن الملاعب حتى أواخر يناير 2025، ولم يشارك سوى لبضع دقائق في المباراة التي خسرها فريقه ضمن الدوري الفرنسي أمام ستراسبورج 1-2.
وفي أمسية صاخبة الثلاثاء على ملعب فيستفالن شتاديون المهيب في دورتموند وسط حضور حوالى 80 ألف متفرج، يتقدمهم المدرج الضخم الذي يضم 25 ألفا ويعرف بـ”الجدار الأصفر” الخاص بمشجعي الألتراس، كان إيثان أحد أبرز لاعبي نادي شمال فرنسا، في مباراة مغلقة للغاية من الناحية الدفاعية وخجولة جدا بالفرص.
وكان مبابي أحد الذين شكلوا الخطورة الأكبر على مرمى الحارس السويسري جريجور كوبل خلال الشوط الأول، في ظل أداء حذر بشكل عام لفريقه.
في الدقيقة الخامسة، أبعد قائد دورتموند إيمري تشان عرضية مبابي برأسه. وفي الدقيقة 30، أرسل عرضية بقدمه اليسرى تصدى لها كوبل بسهولة.
وكان جينيزيو قال بعد المباراة ضد لوهافر (خسر فريقه 2-1) والتي شارك فيها إيثان مبابي في الشوط الثاني “أعتقد أنه شاب يتمتع بصفات مميزة لكرة القدم الحديثة، وخصوصا بالنسبة للاعب هجومي. إنه سريع وقادر على الاختراق السريع والكرة بحوزته، ويتمتع بثقة كبيرة في نفسه”.
وفي الشوط الثاني، وقبل هدف التعادل لفريقه الذي جاء إثر تمريرة متقنة من الكندي جوناثان ديفيد للآيسلندي هاكون هارالدسون، جرب مبابي الأصغر حظه بقدمه اليسرى من ركلة حرة، لكن تسديدته لم تعبر حائط الصد.
ونوه جينيزيو في بداية فبراير: “عندما يعود اللاعب إلى المنافسة، فإنه يحتاج إلى إيجاد الإيقاع، إيقاع المباريات، لأن لا شيء يحل مكان المواجهات”.
لم يشارك إيثان لمدة تسعين دقيقة كاملة، حيث خرج في الدقيقة 71 ليحل مكانه فيرنانديس باردو العائد أيضا من إصابة.
غادر ليل الأراضي الألمانية بتعادل ثمين (1-1) لتصبح حظوظه قائمة في بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، عندما يستضيف لقاء الإياب الأربعاء المقبل.
وسيأخذ إيثان على الأرجح الإلهام بعد ثماني سنوات وتحديدا في أبريل 2017، من تألق شقيقه الأكبر كيليان الذي سجل ثنائية في سن الـ 18 في عقر دار النادي الألماني في طريقه إلى قيادة موناكو الى نصف نهائي دوري الأبطال.
بتاريخ: 2025-03-05