في شهر رمضان المبارك من كل عام، نحن على موعد كريم، للتشرف بالاستماع إلى الكلمة الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم.. بما تحمله من مضامين رفيعة وتوجيهات سديدة وروئ حكيمة هدفها صالح الوطن والمواطن.
((ومن أعظم ما أنعم الله به علينا؛ نعمة الأمن والاستقرار لمجتمع متحاب نفخر بإنجازاته المتميزة، ومواقفه المشرّفة، وخُلُقه السمح، إنه مجتمع لا يفرّط في وحدته، ولا يرضى إلا بأن تكون البحرين منارة رخاء وسلام، وموطنا للتسامح والتعايش الحضاري لجميع أهلها ولكل من يقصدها)).
تلك المضامين السامية والعبارات المتميزة التي أشار إليها وأكدها جلالة الملك المعظم.. هي قوام وركيزة نهضة وازدهار وتقدم الأوطان.. نعمة الأمن والاستقرار.. نعمة عظيمة حبانا الله بها في هذا الوطن.. بفضل رعاية جلالته، ودعم وجهود سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وبفضل عطاء وإخلاص أبناء الوطن بكافة مكوناته من «فريق البحرين».
مجتمع لا يفرط في وحدته.. ولا يرضى إلا بأن تكون بلاده منارة رخاء وسلام، وموطنا للتسامح والتعايش.. هذه هي البحرين بتاريخها العريق، وحاضرها المزدهر، ومستقبلها المشرق.. هذه هي الأمانة التي حافظ عليها الآباء والأجداد.. والميراث الأصيل الواجب أن ننقله إلى الأجيال القادمة.
بالوحدة الوطنية، والثوابت الراسخة، والهوية البحرينية، والرسالة الإنسانية النبيلة، والعمل والتميز.. نحقق كل الطموحات والآمال، والإنجازات والتطلعات.. ولعل إطلاق القمر الصناعي البحريني (المنذر)، أكبر شاهد ودليل على الحرص والاهتمام لبناء مستقبل جديد في عصر الابتكار والتقدم التكنولوجي، من أجل رفعة الوطن بشكل مستدام.
التوجيهات الحكيمة في الكلمة الملكية السامية، تشكل للجميع منهاج عمل وطني، ومسارا للإنجاز البحريني، عبر مضاعفة الجهود لتلبية الطموحات الوطنية في القطاعات الحيوية، مع التركيز على تطوير قطاعي التعليم والصحة كونهما حجر الأساس في نهضة الإنسان ودوره في بناء الوطن.
كما أن التوجيه الملكي السامي بتسريع وتيرة المشاريع الإسكانية لتوفير 50,000 وحدة سكنية جديدة، وتطوير الخدمات العامة من أجل الأسرة البحرينية، تلبي طموحات المواطنين، وتدعم برنامج الحكومة، وتؤكد على الدوام أهمية تسخير كل جهود التنمية والمشاريع من أجل المواطن البحريني.
وانطلاقا من الموقف البحريني الثابت، في دعم القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، جاءت الكلمة الملكية السامية، لتذكير الجميع، بأن «فلسطين» في قلب مملكة البحرين، وأن جهود السلام والاستقرار لن تتحقق إلا من خلال الحل الجذري وإنهاء النزاعات وتثبيت دعائم السلام الشامل والدائم.
إن المجتمع المتماسك، الواقف خلف قيادته، والداعم لتوجهات وطنه، الذي ينعم بالأمن والاستقرار، ويواصل عمله وإنجازاته، لتحقيق تطلعاته وأهدافه، ويؤكد دعم الأمن والاستقرار.. سيكون على الدوام مجتمعا فاعلا محليا.. ونموذجا دوليا.. لذلك كله ولكثير غيره.. علينا أن ندرك أهمية كلمة جلالة الملك المعظم أن المجتمع البحريني لا يفرط في وحدته.