حققت أسعار النفط مكاسب الأسبوع الماضي؛ لكنها ما زالت محدودة، مع ترقب المتعاملين الزيادة المنتظرة في إنتاج تحالف “أوبك +”، في الوقت الذي ما زالت تسيطر فيه مخاوف حدوث فائض في المعروض على المشهد.
وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم مارس ارتفاعا بلغ 1% إلى 70.58 دولار للبرميل في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، لتظل بذلك فوق مستوى المقاومة البالغ 70 دولارا. وارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.95% إلى 67.18 دولار للبرميل.
ويتوقع بنك باركليز أن يصل سعر برنت إلى 74 دولارا هذا العام.
وبينما تشير توقعات البنك إلى ارتفاع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بحلول نهاية هذا العام بنحو 200 ألف برميل يوميا فقط عن مستويات نهاية الربع الأخير من عام 2024، فإنه يتوقع نمو الطلب هذا العام بواقع 900 ألف برميل يوميا.
ترجح وكالة “بلاتس” الدولية لمعلومات النفط بقاء تدفقات الخام الإيراني إلى مصافي التكرير الصينية المستقلة مستقرة، بعد انتعاشها في فبراير الماضي، على الرغم من العقوبات الأمريكية الجديدة على البلاد، والتي قد تؤدي إلى تعطيل إمدادات بنحو 2.87 مليون برميل في وقت لاحق من مارس الجاري.
وتثير زيادة إنتاج “أوبك+” ونمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة مخاوف بشأن فائض في المعروض، وفقا لما يراه خبراء ومحللون معنيون بقطاع النفط تحدثوا لـ “الاقتصادية”. ومن المقرر أن يمضي التحالف النفطي في زيادة الإنتاج تدريجيا من أبريل المقبل.
وبينما ما زال الطلب مرنا مع استمرار انخفاض أسعار النفط في الولايات المتحدة، يحذر المختصون من أن الرسوم الجمركية وبيانات التصنيع الضعيفة من الصين تلقي بظلالها، وسط آمال قوية في أن يتعافى الطلب العالمي في الوقت المناسب لرفع الأسعار.
ترقب لمرونة “أوبك +”
ظلت أسعار الخام متداولة في نطاق ضيق الأسبوع الماضي، مع سعي المتداولين إلى موازنة المخاطر الجيوسياسية في ظل زيادة الإمدادات، وفقا لما قاله لـ “الاقتصادية” روس كيندي، العضو المنتدب لشركة “كيو.إتش.أيه” لخدمات الطاقة.
وأدت مرونة إمدادات “أوبك+” وحالة عدم اليقين الاقتصادي إلى إبقاء مكاسب النفط “تحت السيطرة” بحسب ما قاله لـ “الاقتصادية” دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة ” تكنيك جروب” الدولية.
وقال تسبرات: “ستكون التطورات الجيوسياسية وقرارات سياسة أوبك+ وإشارات الطلب عوامل رئيسية في تشكيل الخطوة التالية للنفط”.
من جهتها قالت آرفي ناهار، مدير النفط والغاز في شركة “ناهار” الدولية للطاقة، لـ “الاقتصادية” إن تحالف “أوبك +” يظل محل اهتمام، حيث إن زيادة الإنتاج المخطط لها في أبريل المقبل تثير المخاوف بشأن فائض محتمل في المعروض.
وبينما أشارت إلى التزام التحالف بزيادة الإنتاج تدريجيا من الشهر المقبل، فقد ذكرت أن الروس قد يعيدون تقييم الأمر إذا ظلت الأسعار ضعيفة.
تبدد آمال السلام
جاء ارتفاع أسعار الخام في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي مع تضاؤل الآمال في نهاية سريعة للحرب الروسية الأوكرانية، وهو الأمر الذي من شأنه تأخير إعادة إمدادات الطاقة من روسيا إلى الأسواق في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
ومن المتوقع أن يجري الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير، في وقت تضغط فيه واشنطن على موسكو للموافقة على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
وقال ستيف ويتكوف، مبعوث ترمب الذي التقى بوتين قبل أيام، إن هناك “أمورا كثيرة لا تزال تتطلب مناقشة، وأعتقد أن الرئيسين سيجريان هذا الأسبوع مناقشة جيدة وإيجابية”، وفقا لما نقلته عنه شبكة “سي.إن.إن” الأمريكية.
وأكد الكرملين يوم الجمعة أن بوتين سلم المبعوث الأمريكي رسالة إلى ترمب حول اقتراحه وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “حين يحمل ويتكوف كل المعلومات إلى الرئيس ترمب، سنحدد موعد الحديث بين الرئيسين”.
ووافقت كييف على مبدأ هدنة غير مشروطة تستمر 30 يوما إذا أوقفت موسكو هجماتها في شرق أوكرانيا. لكن الرئيس الروسي لم يقبل بأي هدنة، وطرح شروطا من بينها تخلي أوكرانيا عن 5 مناطق أعلنت موسكو ضمها، وتراجع كييف عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى تفكيك السلطة الأوكرانية الراهنة.