تزامنًا مع قرار وزارة الثقافة بأن يكون 2025 عام أم كلثوم احتفاء بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق صدر العدد الجديد من مجلة “عالم الكتاب” عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د.أحمد بهي الدين وخصص بالكامل لإبراز الحضور الثقافي لظاهرة أم كلثوم وبمشاركة كوكبة من المبدعين العرب.
في افتتاحيته كتب رئيس التحرير الشاعر عزمي عبد الوهاب عن ذلك الصوت الذي اجتمع فيه سحر الماضي بتاريخ الوطن منذ الحرب العالمية الأولى وحتى اللحظة الراهنة.
وأفردت المجلة ملفًا كاملًا لمبدعين عرب شاركوا بشهاداتهم، فمن الكويت كتب صبيح السلطان عن تجربته المباشرة في حضور حفلات أم كلثوم منذ ستينيات القرن الماضي، وكذلك حفلها في الكويت، وكيف اختار أن تكون دراسته الجامعية في القاهرة وليس في أوروبا كي يستمتع بحضور حفلاتها، مهما كلفه ذلك من بحث عن تذكرة في السوق السوداء، حيث مازال يحتفظ بهذه التذاكر برغم مرور ستين عامًا.
ومن السعودية كتب المبدع الكبير عبد الله ناصر عن علاقته المبكرة جدًا مع “الست” من خلال “أنت عمري” لكن الأمور لم تكن سهلة مثلما هي الآن في ظل رفض والدته، حيث يقول: “سرعان ما وقعت أمي على شرائط أم كلثوم التي خبأتها تحت سجادة غرفتي، ولو دفنتها تحت الأرض لوقعت عليها بحدس الأمهات. قالت ستحطمها، قلت سأشتريها من جديد.
ولّت غاضبة وظنت أني سأتعلق بأستارها كالعادة. كنت من الأولاد الذين لا يتحملون زعل أمهاتهم دقيقة واحدة. أتبعها من الصالة إلى الفناء فالمطبخ ثم إلى غرفتها. أتوسلها أن تسامحني. تقفل الباب فأخبطه متعهداً ألا أخطئ مرة أخرى”.
الشاعر السوري الكبير هاني نديم بدأت علاقته بالموسيقى الأجنبية أولًا إلى أن تعرف على أم كلثوم بالصدفة حيث يقول: “ذات ليل، كنت عائداً إلى المنزل في عتمة وحزن، بعد موعدٍ فاشل مع حبيبةٍ جبانة لم تخرج للقائي ببنطالي الممزق وسترتي المبشمة! سمعت صوت أم كلثوم يأتيني من سيارة شحن تتهادى ببطء شديد وهي تمر بجانبي.. كانت تقول: حيّرت قلبي معاك!”.
من جانبة يربط الروائي والأكاديمي العراقي لؤي حمزة عباس زيارة أم كلثوم المبكرة جدًا للعراق بمشروع بناء الدولة والحداثة وتغير الذوق الموسيقي وإن كان تعرفه الحقيقي عليها تأخر إلى مرحلة انضمامه إلى الجيش، وعن ذلك يقول: “إن التلقي العاطفي لصوت أم كلثوم تأخّر قليلاً، فقد بدأ مع دخولي الجيش في بواكير الثمانينيات، ولم أكن قد أكملت العشرين من العمر، الدفقة الأولى لصوت أم كلثوم تلقيتها في المعسكر، وتلك واحدة من المفارقات الغريبة في حياتي، أن أعيد اكتشاف أم كلثوم مع دخولي الجيش”.
من فلسطين كتب الناقد والباحث حسن عبد الله دراسة مهمة عن حضور كوكب الشرق في ذاكرة وتاريخ وفضاء فلسطين ودورها في المقاومة بالأغنية، وحضورها لدى المعتقلين.
وتحت عنوان “الصوت الذي يغزل الحلم” كتبت الشاعرة المغربية رشيدة الدبيش عن تعلقها بكوكب الشرق منذ الطفولة، وأجواء زيارتها التاريخية إلى المغرب، وأضافت: “علمتني أم كلثوم ” أن الغناء ليس مجرد تسلية بل وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر ودروسا عظيمة في القوة والصبر والعزم والوفاء والحب .. علمتني أن أجد حريتي من خلال الكلمة”.
أما الأبواب الثابتة للمجلة فتشمل “ثنائيات” حيث يكتب شريف صالح عن علاقته المعقدة بالموسيقار محمد القصبجي، ويرصد شهدي عطية أهم معاركها، وتقوم رشا عبادة بزيارة إلى مكتبة شاعرها ومستشارها أحمد رامي، وتكتب مي جاد عن مكانتها بين مطربات عصرها حول العالم، وحنان شافعي عن الدبلوماسية الثقافية في تجربتها، وآية حسن عن حضورها في الثقافة الكويتية، بينما تسلط هند مختار الضوء على العازفين في فرقتها خصوصًا محمود رحمي الذي علمها العزف على العود، وفي ملف خاص عن “سهرة الخميس” الشهيرة يكتب د.وليد الخشاب ومصطفى طاهر.
مشاركة
بتاريخ: 2025-03-10
من المصدر