وفقًا لوكالة تصدير الأسلحة الروسية “روس أوبورون إكسبورت” (ROSOBORONEXPORT)، كما نقلت تقارير إعلامية حديثة، يمثل هذا الإنجاز اختراقًا استراتيجيًا يعزز حضور Su-57E في سوق المقاتلات العالمي، كما يعزز نفوذ روسيا في تجارة الأسلحة عالية المخاطر.
موقع الدفاع العربي 20 مارس، 2025: من المقرر أن تدخل النسخة التصديرية من مقاتلة الجيل الخامس المتطورة “سوخوي Su-57E” مرحلة الإنتاج الكامل هذا العام، ما يمثل لحظة حاسمة في طموحات موسكو لمنافسة التفوق الجوي الغربي.
وتُعد الجزائر أول زبون دولي مؤكد لهذه الطائرة، حيث من المنتظر أن تستلم المقاتلة المتعددة المهام المتطورة خلال نفس الإطار الزمني، مما سيدشن حقبة جديدة في قدرات القتال الجوي للدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
وفي ظل اشتداد المنافسة في سوق مقاتلات الجيل الخامس، يمكن لنجاح تصدير Su-57E أن يعيد تشكيل ديناميكيات الدفاع العالمية، مقدماً بديلاً للمنصات الغربية الشبحية، ويوسع نفوذ موسكو في المناطق الجيوسياسية الرئيسية.
إلا أن الوكالة التزمت الصمت بشأن هوية أول زبون تصديري.
وفي حديثه لوكالة “إنترفاكس”، أكد المدير العام لـ”روس أوبورون إكسبورت”، ألكسندر ميخييف، أن تسليم هذه المقاتلة المتطورة إلى عميل أجنبي مقرر هذا العام.

وقال: “لقد وقعنا العقد الأول مع زبون دولي”، مشيرًا إلى أن الاهتمام بالمنصة الشبحية المتطورة لروسيا لا يزال قويًا.
ورغم السرية الرسمية، انتشرت تكهنات واسعة حول هوية المشتري الأول.
وفي الشهر الماضي، أكدت القناة التلفزيونية الجزائرية الحكومية أن الجزائر أصبحت الزبون التصديري الأول لمقاتلة Su-57E، منهيةً سنوات من التكهنات حول المشغل الأجنبي الأول لهذه الطائرة.
ووفقًا للقناة الجزائرية، “يخضع الطيارون الجزائريون حاليًا للتدريب في روسيا، ومن المتوقع أن يتم تسليم مقاتلات Su-57 هذا العام”.
تمثل صفقة الجزائر لاقتناء Su-57E تحولًا رئيسيًا في ميزان القوى الجوية في شمال إفريقيا، مما سيؤثر بشكل كبير على الحسابات الاستراتيجية في المنطقة.
وتُعد الجزائر من أهم عملاء روسيا في مجال الدفاع، حيث تعتمد منذ فترة طويلة على الطائرات المقاتلة الروسية للحفاظ على تفوق نوعي على منافسيها الإقليميين، وخصوصًا المغرب، الذي عزز بشكل ملحوظ علاقاته الدفاعية مع الولايات المتحدة.
وتشغل القوات الجوية الجزائرية حاليًا أسطولًا من الطائرات الروسية المتقدمة، بما في ذلك Su-30MKA وMiG-29 وSu-24، وأبدت منذ فترة طويلة اهتمامًا بالحصول على مقاتلة شبحية.

ويُنظر إلى شراء Su-57E على أنه جزء من برنامج التحديث العسكري الجزائري 2021-2027، الذي خصص تمويلًا كبيرًا للتكنولوجيا الدفاعية من الجيل التالي.
ووفقًا للتقارير، تخطط الجزائر مبدئيًا لشراء ست وحدات من Su-57E، مع إمكانية التوسع مستقبلاً بناءً على المتطلبات التشغيلية والتطورات الأمنية.
ويُعتقد أن هذه الصفقة تأتي كرد مباشر على حصول المغرب على مقاتلات F-16 Block 70/72، التي بدأ سلاحه الجوي في دمجها ضمن قواته.
كما تشير تقارير حديثة إلى أن المغرب يدرس بنشاط اقتناء مقاتلات “لوكهيد مارتن” F-35 Lightning II الشبح من الجيل الخامس.
وتعد Su-57E منافسًا مباشرًا لمقاتلات الجيل الخامس الغربية، حيث تتميز بقدرات شبحية متطورة وإلكترونيات طيران متقدمة ومجموعة من الأسلحة من الجيل الجديد.
في غضون ذلك، أكد فاديم بادخا، المدير العام لشركة “يونايتد إيركرافت كوربوريشن” (UAC)، أن منشأة إنتاج Su-57 في كومسومولسك-نا-أمور مجهزة بالكامل لتلبية الطلبين المحلي والدولي، مع استمرار جهود التحديث لتحسين الإنتاج ومراقبة الجودة.
وفي معرض Airshow 2024 في زهايي، الصين، أعلنت روسيا رسميًا عن توقيع أول عقد تصديري لمقاتلة Su-57E، لكنها لم تكشف عن هوية المشتري.
ومع ذلك، كانت الجزائر في طليعة الدول التي نوقش احتمال حصولها على هذه المقاتلة المتطورة.
ومع اقتراب موعد تسليم Su-57E، تستعد الجزائر لأن تصبح أول دولة إفريقية تمتلك مقاتلة من الجيل الخامس، مما يمثل خطوة تاريخية في قدراتها الجوية العسكرية.
وفي ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتغير التحالفات الدفاعية، يشير إدخال الجزائر للمقاتلات الشبحية في قواتها الجوية إلى بداية حقبة جديدة في الاستراتيجية العسكرية لشمال إفريقيا، حيث سيلعب التفوق التكنولوجي دورًا حاسمًا بشكل متزايد في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والردع.
ولا تعزز هذه الصفقة نفوذ روسيا المتنامي في سوق الأسلحة العالمي فحسب، بل تمهد أيضًا الطريق لمنافسة تسليحية جديدة في منطقة المغرب العربي، حيث يفكر المغرب في خياراته الخاصة لمقاتلات الجيل الجديد.
ومع ريادة الجزائر في هذا المجال، قد تجد Su-57E نفسها تجذب اهتمامًا متزايدًا من الدول الباحثة عن بديل للمقاتلات الغربية من الجيل الخامس—وهو احتمال قد يعيد تشكيل المشهد الدفاعي العالمي في السنوات المقبلة.