في الحياة، كثيرًا ما نلاحظ أن البشر ينجذبون إلى الضعفاء الذين لا يشكلون تهديدًا، بينما يتجنبون أو يحذرون من الأقوياء الذين لا يمكنهم التحكم بهم. تنعكس هذه الظاهرة في مقولة “الأسد والشيواوا”حسب ما أسماها ربيع صوما، التي تجسد كيف يميل الناس إلى حمل وتدليل الكلب الصغير لأنه لا يمثل خطرًا عليهم، بينما يحافظون على مسافة بينهم وبين الأسد، رغم أنه رمز القوة والهيبة.
الضعف جاذب.. والقوة مقلقة
الشيواوا، رغم صغر حجمه وصوته الحاد، يحظى بالحب والاهتمام لأنه لا يشكل تهديدًا. فهو كائن يمكن السيطرة عليه، يمكن احتواؤه وتوجيهه كما يشاء صاحبه. بينما الأسد، رغم جاذبيته وعظمته، يُعامل بحذر واحترام لأنه لا يسمح لأحد بالتحكم فيه أو استغلاله لصالحهم. هنا يظهر الفرق بين من يكون تابعًا وضعيفًا ومن يكون سيد نفسه، وكيف أن المجتمع يميل إلى احتضان الأول والنظر بعين الريبة إلى الثاني.
مصالح البشر تحدد تفضيلاتهم
البشر بطبيعتهم يبحثون عن الأمان والمصلحة. لذلك، يميلون إلى دعم أولئك الذين لا يشكلون أي تهديد، بل قد يخدمون مصالحهم بطريقة أو بأخرى. أما القوي، الذي لا يمكن السيطرة عليه بسهولة، فيثير المخاوف أو حتى العداء. فحين يكون شخص ما مؤثرًا ومستقلًا، يواجه صعوبة في أن يتقبله الآخرون بنفس العفوية التي يتقبلون بها شخصًا ضعيفًا يمكنهم توجيهه.
لماذا يخشى الناس الأسود؟
الخوف من الأسد ليس فقط بسبب قوته الجسدية، بل لأنه يمثل شخصية مستقلة لا تتبع القطيع. الأسد لا يتملق ولا يسعى لرضا أحد، وهذا ما يجعله بعيد المنال. في المقابل، الكلب الصغير مستعد لإرضاء الآخرين بأي طريقة، مما يجعله أقرب إليهم وأكثر راحة لهم.
الأسد يظل ملكًا.. حتى وإن لم يحمله أحد
قد لا يستطيع الناس حمل الأسد أو تدليله كما يفعلون مع الشيواوا، لكنه يظل ملك الغابة. قوته لا تحتاج إلى تصديق من أحد، وهيبته لا تعتمد على مدح الآخرين له. في النهاية، ربما يكون من الأسهل أن تكون شيواوا محبوبًا، لكن أن تكون أسدًا محترمًا ومهابًا هو ما يصنع الفارق الحقيقي في الحياة.
عن / ربيع صوما