نشرت رئاسة الحكومة مساء اليوم فيديو حول اشراف رئيس الحكومة كمال المدوري مع نظيره الجزائري نذير العرباوي على موكب احياء الذكرى الـ 67 لأحداث ساقية سيدي يوسف، اليوم السبت 8 فيفري 2025 بالمنطقة الحدودية بين البلدين.
ووفق بلاغ صادر لاحقا عن رئاسة الحكومة أشرف وزيرا البلدين على احياء الذكرى 67 لأحداث ساقية سيدي يوسف، وذلك بحضور كل من وزير الداخلية، خالد النوري وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد بن عياد، ورئيس مؤسّسة “فداء” أحمد جعفر ووالي الكاف، وليد كعبية، عن الجانب التونسي، ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية الجزائري،إبراهيم مراد، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق الجزائري، العيد ربيقة، بالإضافة إلى كاتب الدّولة المكلف بالجالية الوطنيّة بالخارج سفيان شايب و سفير الجزائر بتونس السيد عزوز بعلال عن الجانب الجزائري. كما حضر ثلة من الإطارات الجهوية وممثلي الغرفتين النيابيّتين وممثلين عن المجتمع المدني وعدد من مناضلي الحركة الوطنية لكلا البلدين.
وعلى اثر استقباله للوزير الأوّل الجزائري والوفد المرافق بالمعبر الحدودي بساقية سيدي يوسف، عقد رئيس الحكومة لقاء ثنائيّا مع نظيره الجزائري تم خلاله التباحث حول سبل تدعيم أوجه التّعاون الثنائي بين البلدين والارتقاء بالعلاقات الثنائية لما فيه مصلحة الشعبين، وبما يجسّد المعاني العليا والقيم النبيلة التي رسختها ملحمة أحداث ساقية سيدي يوسف التي امتزجت فيها الدماء الزكية لشهداء البلدين لترسيخ صورة خالدة لتلاحم الشعبين والمصير المشترك بين البلدين، كما تمّ استعراض مختلف الاستحقاقات الثنائية المقبلة خاصة اجتماع اللجنة الكبرى المشتركة التي ستنعقد بتونس إلى جانب تبادل وجهات النظر حول أهمّ القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك وعمق التحولات الإقليمية والعالمية وما تستوجبه من إحكام التنسيق والمتابعة واليقظة بين الجانبين، علاوة على مختلف المشاريع في إطار العمل المشترك لتنمية المناطق الحدودية، بما يدعم التّنمية الاقتصادّية والاجتماعيّة وبما يضمن مقوّمات العيش الكريم لسكان هذه المناطق، داعيا في هذا الإطار إلى مواصلة الجهود لتعزيز التواصل بين ولاة المناطق الحدوديّة واستكشاف فرص الاستثمار المشترك فيها، مع توفير الحوافز الملائمة للقطاع الخاص بهدف تحويل المناطق الحدودية إلى فضاءات تنمية ورفاه متقاسم تساهم في تعزيز أسس الاستقرار والازدهار للشعبين.
كما توجّه رئيس الحكومة رفقة الوزير الأول الجزائري نحو النصب التذكاري المخلد لذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف حيث توليا وضع اكليل من الزهور وتليا الفاتحة تخليدا لذكرى الشهداء من البلدين الشقيقين.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، رحَب رئيس الحكومة بنظيره الجزائري والوفد المرافق له مستحضرا بالمناسبة النّضالات البطولية والتضحيات الجسام لشهدائنا الأبرار من الشعبين التونسي والجزائري، الذين امتزجت دماؤهم الطاهرة في مواجهة الاستعمار الغاشم، ليؤكدوا للعالم أجمع وحدة المصير المشترك بين بلدينا، مضيفا أن هذه الذكرى المجيدة ليست فقط محطة للتأمل في الماضي المشرَف، بل أيضًا فرصة لتعزيز إيماننا بقيم التضامن والعمل المشترك لمواجهة التحديات الراهنة وبناء مستقبل مشرق لشعبينا.
وأشار إلى أن الإرث التاريخي العظيم الذي يجمع الشعبين، وبدفع من قائدي البلدين رئيس الجمهورية قيس سعيد و الرئيس عبد المجيد تبون، يضعنا أمام مسؤولية مشتركة للعمل على تعزيز أواصر التعاون.
من جانبه عبّر الوزير الأول الجزائري، نذير عرباوي، عن فخره واعتزازه بإحياء الذكرى 67 لأحداث ساقية سيدي يوسف المجيدة التي تعدّ منارة من منارات تاريخ النضال المشترك ضد الاستعمار الفرنسي معتبرا ان مكانة مدينة ساقية سيدي يوسف، التي تعرضت لهجوم غاشم من طرف المستعمر يوم 08 فيفري 1958 واسفرت عن استشهاد العشرات ومئات الجرحى، تبقى مكانة خالدة في الذاكرة الجماعية للشعبين ورمزا للتآخي والتلاحم ومصدر الهام للأجيال المتعاقبة.
كما أعرب نذير عرباوي عن ارتياحه لمخرجات اللجنة الثنائية التونسية الجزائرية لتنمية المناطق الحدودية بين البلدين المنعقد في الجزائر خلال جانفي 2024 ولجنة المتابعة التي انعقدت مؤخرا في طبرقة يعكس الاهتمام الخاص والأولوية الكبرى التي تحظى بها المشاريع والبرامج التنموية في المناطق الحدودية، مضيفا انه يتعين مواصلة الجهود وتعبئة الطاقات لتنفيذ مخرجات وآليات التعاون الثنائي في مقدمتها توصيات اللجنة الكبرى المشتركة الثانية والعشرين المنعقدة بالجزائر في أكتوبر 2023 والعمل على إنجاح الاستحقاقات الثنائية القادمة خلال الدورة الثالثة والعشرين التي ستنعقد هذه السنة بتونس.