«الأورومتوسطي»: صمت المجتمع الدولي منح «إسرائيل» تفويضًا مطلقًا لتصعيد الإبادة في غزة
القاهرة – بوابة الوسط الثلاثاء 18 مارس 2025, 03:43 مساء
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن صمت المجتمع الدولي على الجرائم الدامية التي ارتكبتها «إسرائيل» على مدى الثمانية عشر شهرًا الماضية في قطاع غزة لم يكن مجرد فشل مشين، بل تفويض فعلي لها لمواصلة مجازرها، وتصعيد جريمة الإبادة الجماعية عبر العودة إلى القتل الواسع النطاق للفلسطينيين، والاستمرار في التدمير الممنهج لمقومات حياتهم، في سعيٍ واضحٍ لإبادتهم بالكامل هناك.
وحذر «المرصد الأورومتوسطي» في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء، أنه بغض النظر عن الذرائع التي تروج لها «إسرائيل»، فإن الأنماط المنهجية للقتل الجماعي، والتجويع القسري المتواصل، والحرمان المتعمد من المواد الأساسية اللازمة للبقاء، والتدمير الشامل للبنية التحتية في غزة، لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف، منبها أن هذه الأفعال تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتعد أفعال إبادة جماعية وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وأكد «الأورومتوسطي» أن محاولات تصوير هذه الجرائم كضرورات عسكرية أو اعتبارات أمنية ليست سوى تضليل مكشوف للتغطية على جريمة الإبادة الجماعية. غير أن هذه التبريرات لا تغيّر الواقع القانوني، إذ تُنفَّذ هذه الأفعال بنية واضحة للقضاء على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة. وحذّر المجتمع الدولي من التعاطي مع هذه التبريرات بأي شكل، مؤكدًا أن عليه اتخاذ إجراءات فورية، لمحاسبة المسؤولين، ومنع استمرار هذه الجريمة ضد سكان قطاع غزة.
استشهاد 420 شخصًا بينهم 150 طفلًا
ذكر المرصد أنّه وثّق شن جيش الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء 18 مارس مئات الغارات الجوية على مختلف محافظات القطاع الخمس، استهدفت معظمها منازل مدنية مأهولة ومراكز لإيواء النازحين وخيامًا للنازحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 420 شخصًا، بينهم نحو 150 طفلًا وعدد كبير من النساء، إلى جانب إصابة مئات آخرين.
وأوضح «المرصد الأورومتوسطي» أنّ الغارات الجوية كانت متتالية ومتزامنة، واستمرت على هذا النسق العنيف لنحو خمس ساعات (من الثانية صباحًا وحتى السابعة صباحًا)، مما يعني مقتل شخص كل دقيقة في هذه المدة خلال اليوم في قطاع غزة.
– «الصحة الفلسطينية»: 404 شهداء جراء الغارات الإسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
– حماس: نتنياهو قرّر التضحية بالرهائن باستئنافه حرب الإبادة في غزة
ولفت «المرصد الأورومتوسطي» إلى أنّ الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم جاءت بعد أكثر من أسبوعين على إغلاقه المعابر مع قطاع غزة، ومنع دخول جميع أشكال السلع الأساسية والمساعدات الغذائية، بما فيها تلك المنقذة للحياة، إلى جانب الوقود والمستلزمات الطبية الأساسية، مما ترك جميع القطاعات الخدمية والحيوية في حالة من الانهيار، على النحو الذي سيعقّد من جهود الاستجابة الإنسانية، ولا سيما تقديم خدمات الرعاية الطبية.
انهيار النظام الصحي بالكامل
لفت «المرصد الأورومتوسطي» إلى أن النظام الصحي في غزة انهار بالكامل، حيث يعمل الآن بقدرة شبه معدومة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المنهجي للمستشفيات والمرافق الصحية، والقصف المباشر لسيارات الإسعاف والفرق الطبية، إلى جانب الحصار الخانق الذي منع إدخال الإمدادات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات. وأكد أن هذا التدمير المتعمد للقطاع الصحي سيؤدي إلى ارتفاع أعداد القتلى بشكل كارثي، إذ يُترك الجرحى ينزفون حتى الموت دون إمكانية تلقي العلاج، ويحوّل كل جريح إلى ضحية محتملة.
كما أشار «الأورومتوسطي» إلى أنّه بعد جولة الغارات الجوية المكثفة على قطاع غزة، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء فورية لبلدات ومدن عدة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، مما يعني نزوح عشرات آلاف السكان إلى المجهول، ومفاقمة الأزمة الإنسانية إلى مستويات جديدة.
«إسرائيل» تحاول تبرير جرائم القتل الجماعي
نبّه «المرصد الأورومتوسطي» على أنّ «إسرائيل» تحاول تبرير جرائم القتل الجماعي التي ترتكبها بالادعاء باستهدافها مسلحين أو مطلوبين فلسطينيين، غير أنّه في كثير من الحالات لم يثبت صحة هذه الادعاءات. وحتى على افتراض استهداف مطلوبين أو مسلحين، فإنّ ذلك لا يبرر بالمطلق قتل عدد كبير من المدنيين في سبيل ذلك، خصوصًا مع امتلاك الجيش الإسرائيلي قدرات تسليح ومراقبة فائقة التطور والدقة، على النحو الذي يمكنها قطعًا من استهداف المطلوبين لها باستخدام أسلحة دقيقة أو على الأقل متناسبة، لكنها تتعمد قتل المدنيين، وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في الأرواح والإصابات، في إطار وجود النيّة بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
وقد شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، عدوانا واسعا على غزة، مستأنفة حرب الإبادة مجددا على القطاع، حيث قصفت مناطق عدة، مما أدى إلى استشهاد 420 فلسطينيا، بينهم أطفال، وأصيب أكثر من 562، بينهم حالات خطيرة.
وترتكب «إسرائيل» بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.