حققت كيرستي كوفنتري، السباحة الأولمبية السابقة من زيمبابوي، تاريخا في الرياضة بتعيينها رئيسة للجنة الأولمبية الدولية. انتخابها يجعلها أول امرأة وأول أفريقية تتولى هذا المنصب المهم منذ تأسيس اللجنة الأولمبية الدولية قبل 131 عامًا، وهو إنجاز يعكس التقدم نحو التنوع والشمول داخل الحركة الأولمبية.
رحلة أولمبية ناجحة
ولدت كيرستي كوفنتري في 16 سبتمبر 1982 في هراري، عاصمة زيمبابوي، وتفوقت في السباحة منذ سن مبكرة للغاية. خلال مسيرتها المهنية، حصلت على مكانة بين أفضل السباحين على الظهر في العالم، وحصلت على ما مجموعه سبع ميداليات أولمبية، بما في ذلك ميداليتين ذهبيتين في دورة الألعاب الأولمبية في أثينا عام 2004 وفي بكين عام 2008. لقد جعلها تفانيها وموهبتها رمزًا رياضيًا، ليس فقط في بلدها ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى إنجازاتها الأولمبية، كانت كوفنتري رمزًا للمثابرة والقوة، وألهمت أجيالًا من الرياضيين.
• ما لا تعرفه عن أثرى امرأة في إسبانيا.. من تكون ساندرا أورتيغا؟
من السباحة إلى القيادة
بعد اعتزالها المنافسة في عام 2016، لم تبتعد كوفنتري عن الرياضة. وبدلاً من ذلك، قادها شغفها بالنشاط البدني والرفاهية الاجتماعية إلى أدوار قيادية في الإدارة الرياضية. وكانت عضوًا في لجنة الرياضيين التابعة للجنة الأولمبية الدولية، كما خدمت في مجلسها التنفيذي. خلال فترة توليها هذه الأدوار، عملت كوفنتري بنشاط على تعزيز الإدماج والمساواة بين الجنسين وتطوير الرياضة على مستوى العالم. وقد جعلتها رؤيتها ومهاراتها القيادية شخصية رئيسية داخل الحركة الأولمبية، وهو ما وضعها بشكل طبيعي كمرشحة لتولي رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية.
تغيير ضروري للجنة الأولمبية الدولية
يشكل انتخاب كيرستي كوفنتري رئيسة للجنة الأولمبية الدولية بداية حقبة جديدة للمنظمة. ومن المتوقع أن تشكل قيادتها نقطة تحول في عملية تحديث اللجنة، مع التركيز المتجدد على التنوع والشفافية والابتكار. وأكدت كوفنتري طوال حملتها الانتخابية على ضرورة زيادة التمثيل الأفريقي داخل اللجنة الأولمبية الدولية والعمل على تحسين البنية التحتية الرياضية على مستوى العالم، وخاصة في البلدان النامية.
وبالإضافة إلى ذلك، بصفتها وزيرة الرياضة في زيمبابوي، فقد دافعت عن السياسات التي تسعى إلى تحسين مشاركة الشباب في الرياضة، فضلاً عن البنية التحتية الرياضية في بلدها وبقية أفريقيا. ويعد التزامها بالرياضة كأداة للتغيير الاجتماعي وتمكين المرأة أحد مفاتيح نجاحها، سواء كلاعبة رياضية أو كقائدة.
إرث من الشمول
ولا يعد اختيار كوفنتري انتصارا شخصيا فحسب، بل يشكل أيضا خطوة مهمة نحو مزيد من الإدماج في عالم الرياضة. وباعتبارها امرأة وأفريقية في مؤسسة تاريخية مثل اللجنة الأولمبية الدولية، فإن تعيينها يمثل خطوة مهمة في النضال من أجل المساواة بين الجنسين وزيادة مشاركة البلدان الأفريقية في صنع القرار الرياضي.
في دورها الجديد، تواجه كيرستي كوفنتري تحديًا هائلاً: ضمان بقاء المثل الأولمبية ذات صلة مع التكيف مع العصر الحديث. إن العولمة، والتكنولوجيات الجديدة، والتوقعات المتغيرة للرياضيين والجماهير ليست سوى بعض العناصر التي يتعين عليها معالجتها. ومع ذلك، بفضل رؤيتها المبتكرة وخبرتها في مجال السباحة والإدارة العامة، فإن كوفنتري على أهبة الاستعداد لقيادة هذا التغيير بنهج شامل وشامل.
ومن المتوقع أن ينمو إرثها، الذي يعد تاريخيا بالفعل في عالم الرياضة، بشكل أكبر في دورها الجديد كرئيسة للجنة الأولمبية الدولية. في عالم متنوع ومترابط بشكل متزايد، يوضح تعيين كيرستي كوفنتري أن الرياضة يمكن أن تكون انعكاسًا للتقدم نحو مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا للجميع.
إسبانيا بالعربي.
