توالت المؤشرات التي تدل على ضلوع إيران في الأحداث الأخيرة، وأبرزها التصريحات التي صدرت عن علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قبل يوم واحد من المواجهات، والتي حذر فيها من احتمالية اندلاع حرب أهلية على الرغم من حالة الهدوء التي كانت سائدة باستثناء الاشتباكات على جبهة “قسد”.
استعادة إيران للزخم الإقليمي
لإيران مصلحة بتحركات على الساحة السورية تؤكد قدرتها على استعادة الزخم الإقليمي، بل قد تكون هذه الخطوة ضرورية للغاية بعد أن تراجعت ثقة الحلفاء بها، وانتقلت النقاشات إلى الساحة العراقية حول جدوى الاستمرار بالاعتماد على العلاقة مع إيران، ما يرفع مؤشرات الخطر لدى طهران نظراً إلى ما تمثله الساحة العراقية من أهمية وقاعدة ارتكاز لنفوذ إيران الإقليمي.
استثمار إسرائيلي
لم تعد تخفي إسرائيل رغبتها في تقويض الدولة السورية الناشئة، وترجمت خطابها تجاه الدولة السورية ميدانياً، منذ اليوم التالي لمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في شباط/ فبراير وكان بمثابة تفويض مدني للإدارة الحالية لاستكمال بناء مؤسسات الدولة، إذ بادر سلاح الجو الإسرائيلي إلى شنّ هجمات واسعة على أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة، مع التأكيد على جدية تل أبيب في منع القوات الحكومية من التمركز في الجنوب السوري.
استعراض القوة
حراك فلول الأسد في الساحل السوري أتى بعد يومين فقط من الكشف عن إرسال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة إلى إيران بخصوص التفاوض على الاتفاق النووي، ما يعني أن طهران تجنح إلى استعراض القوة، وتأكيد عدم فقدانها للقدرة على تحريك الساحة القريبة من إسرائيل.
وفي 8 آذار/ مارس الحالي، أكد خامنئي أن بلاده لن تدخل المفاوضات مع الولايات المتحدة تحت وطأة “البلطجة والضغط”، وبالتالي قد ترغب طهران في تحسين أوراقها التفاوضية قبيل الانخراط في محادثات مع واشنطن.
وقبل يوم واحد من تصريحات خامنئي، أوضح ترامب أن بلاده على وشك اتخاذ “قرار ما” بخصوص إيران، مؤكداً عدم السماح لها بامتلاك سلاح نووي، مشيراً في الوقت نفسه، إلى تفضيله عقد اتفاق سلام على الخيار الآخر.
وربما تشجعت إيران على خطواتها الجديدة في سوريا، في ظل ما تلمسه من رغبة أميركية بفتح باب المفاوضات، وظنها أن هناك هوامش متاحة للتحرك الإقليمي.