الدوحة/الأناضول
ألقى المخرج البرازيلي الحائز على جائزة الأوسكار، والتر سالس، السبت، كلمة خلال فعاليات النسخة الـ 11 من ملتقى “قمرة” السينمائي، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، ناقش فيها العلاقة بين الفن والهوية.
وشهد الحدث، الذي أُقيم في قاعة متحف الفن الإسلامي بالدوحة بإدارة مدير مهرجان نيويورك السينمائي السابق ريتشارد بينيا، حضور عدد كبير من صُنّاع الأفلام الهواة والمخرجين.
وأشار سالس المعروف بأفلامه “وسط البرازيل”، و”يوميات دراجة نارية”، و”أنا لا أزال هنا “، إلى وجود علاقة عميقة بين السينما والثقافة، وبين الفن والهوية، معتبرا أن هذه العناصر تشكل وسيلة مهمة لمواجهة النسيان.
ولفت سالس إلى أن شغفه بالتصوير الفوتوغرافي كان له دور في توجهه نحو الأفلام الوثائقية والطويلة، وقال: “في أعمالي، أُبرز روح الإنسانية كموضوع أساسي. وقد تعلمت هذا النهج من أساتذة التصوير الذين يشعرون بأنهم جزء من المجتمع قبل أن ينصبوا كاميراتهم”.
وقال:” في فيلم ‘يوميات دراجة نارية’، عملت مع ممثلين غير محترفين. في هذا الفيلم، قمت برحلة حقيقية لفهم الهوية الثقافية لأمريكا الجنوبية. عادة ما أكتب وأرتجل مع الممثلين لالتقاط لحظات عفوية مثل الأفلام الوثائقية”.
أضاف سالس أنه يحب اكتشاف ما هو غير مخطط له في السينما، وقال: “من المهم أن نشعر بما هو أبعد من المرئي. السينما ترصد المرئي وما لا يُرى. ما لا نعرضه أيضًا له نفس قيمة ما نعرضه. وكل فيلم له هيكل درامي وحسي”.
كما نصح سالس المخرجين الشباب بالابتعاد عن ما هو واضح، وقال: “إذا عرضت كل شيء، فسيصبح هذا تلفزيونًا. عندما تدعو الجمهور لإكمال الصورة، فأنت في عالم السينما، وعندما تترك مساحة لإكمال الحوار، فأنت في السينما”.
**من هو والتر سالس؟
يعد المخرج البرازيلي والتر سالس واحدًا من الأسماء البارزة في سينما أمريكا اللاتينية المعاصرة.
فاز فيلم “وسط البرازيل” بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي وترشح لجائزة الأوسكار، حيث يعرض الواقع الاجتماعي في البرازيل من خلال منظور إنساني. أما فيلم “مذكرات دراجة نارية”، فقد حصل على جائزة “أفضل سيناريو” في مهرجان كان السينمائي، حيث استطاع سالس تجسيد موضوعات الهوية والمقاومة في أمريكا اللاتينية بشكل عالمي.
يتميز المخرج المخضرم بأسلوبه الذي يمزج بين الواقعية الوثائقية والخيال، ويولي أهمية كبيرة للممثلين الهواة والمشاهد المرتجلة. كما يدعم السينما المستقلة من خلال تقديم الإرشاد للمخرجين الشباب، ويؤكد أن السينما هي “أداة مقاومة” من خلال تناول موضوعات مثل الذاكرة الاجتماعية والهجرة.
– ملتقى قمرة السينمائي
والجمعة انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، فعاليات النسخة الـ 11 من ملتقى “قمرة” السينمائي، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام.
ويدعم ملتقى قمرة السينمائي رحلة صُنّاع الأفلام على مختلف الأصعدة، ويجمع في بنيته صُنّاع السينما من أنحاء العالم مع الخبراء المتخصصين في القطاع.
ومن المقرر هذا العام، حصول 49 مشروعا من 20 دولة على نصائح استراتيجية في مجالات التمويل، والإنتاج المشترك، والتسويق، ووضع المشروع، واستراتيجيات المهرجانات والتوزيع، بالإضافة إلى نصائح مهنية أخرى.
كما يشهد الملتقى الذي يستمر لغاية 9 أبريل/ نيسان الجاري، عرض مجموعة من الأفلام التي تم إنتاجها بدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.