عمان جو – إربد – خاص
مرور عام على تأسيس فريق ” بنقدر ” التطوعي في مركز اربد الثقافي.
محمد الأصغر محاسنه / اربد .
احتفل فريق “بنقدر” التطوعي بمرور عام على انطلاقته، في حفل رسمي أقيم في مدينة إربد، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والفعاليات المجتمعية وأهالي المتطوعين. جاء هذا الاحتفال تتويجًا لعامٍ كامل من الجهد المتواصل والعمل الإنساني، الذي جسّد روح المسؤولية المجتمعية لدى شباب اختاروا أن يكونوا جزءًا من التغيير الإيجابي.
في كلمته خلال الحفل، ونيابة عن رئيس بلدية إربد الكبرى الدكتور نبيل الكوفحي، أشاد هيثم الروسان، مدير العلاقات العامة في البلدية، بجهود الفريق، مؤكدًا أن ما يقدمه هؤلاء الشباب من مبادرات ومشاريع تطوعية يمثل نموذجًا يُحتذى به في العمل المجتمعي. وأضاف: “فريق بنقدر برهن أن الإرادة الصادقة قادرة على إحداث تأثير حقيقي في حياة الناس، وأن شبابنا حين تتوفر لهم بيئة آمنة وداعمة، يكونون على قدر عالٍ من الوعي والالتزام والمسؤولية.” كما أكد أن رئيس بلدية إربد الكبرى يدعم طاقات الشباب في المحافظة، ويحث على مشاركتهم في الأعمال التطوعية.
عامٌ من العطاء، لم يكن مجرد فترة زمنية، بل لوحة مكتملة رسمها الفريق بمبادرات تجاوزت الدعم المباشر إلى مشاريع تنموية مستدامة. فقد أطلق الفريق حملات إنسانية شاملة وصلت إلى مئات الأسر المحتاجة، ونفّذ برامج صحية وتوعوية في المدارس والمراكز الشبابية، بالإضافة إلى حملات إعادة تدوير وترميم مساكن متضررة، في بادرة تجمع بين الحس الإنساني والوعي البيئي.
وضمن إنجازاته النوعية، نفّذ الفريق أعمالًا ترميمية لعدد من بيوت العائلات العفيفة، بهدف توفير بيئة سكنية كريمة وآمنة تليق بكرامتهم، وتُسهم في تخفيف أعباء الحياة اليومية عنهم.
كما نظّم الفريق ورشات توعوية صحية استهدفت المجتمع المحلي في مختلف مناطق إربد، سعيًا لنشر الوعي الصحي وتعزيز سبل الوقاية، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة ترفيهية للأطفال تهدف إلى غرس قيم التطوع في نفوسهم منذ الصغر، وإتاحة الفرصة لهم لاكتشاف أهمية المبادرة والعطاء في خدمة مجتمعهم.
وفي إطار توسيع نطاق العمل وتخصص المشاريع، أطلق الفريق مشروعين نوعيين:
مشروع “نبض”، الذي يُعنى بالأنشطة التطوعية الطبية، ويهدف إلى تقديم خدمات صحية مباشرة للفئات الأقل حظًا، من خلال أيام طبية مجانية وحملات توعية صحية.
أما مشروع “حياة”، فهو مخصص للأنشطة الميدانية التي تُعيد الأمل في قلوب الناس، عبر حملات دعم نفسي ومجتمعي، وإحياء الروح الإيجابية في المناطق الأكثر احتياجًا.
إلى جانب ذلك، أسّس الفريق شراكات مع مؤسسات طبية وتعليمية وجمعيات أهلية، لتوسيع أثره وضمان وصول المساعدات والخدمات إلى مستحقيها. وبرزت مبادراته خلال الأزمات الموسمية، إذ قدّم وجبات ساخنة خلال فترات البرد القارس، ونظّم حملات رمضانية هدفت إلى إطعام الصائمين وتوزيع الطرود الغذائية على العائلات الأقل حظًا.
شهد الحفل فقرات متعددة عبّرت عن مسيرة الفريق وتنوع أنشطته، حيث عُرض فيلم يوثّق محطات العمل التطوعي، وتخللته كلمة لرئيس الفريق، وفقرة إنشادية، وكلمات من داعمين ومشاركين في الرحلة، إضافة إلى تكريم المتطوعين الذين شكّلوا القلب النابض لهذه المسيرة.
رئيس الفريق، محمود القرعان، عبّر عن فخره بأعضاء الفريق، مؤكدًا أن ما تم إنجازه لم يكن نتيجة عمل فردي، بل ثمرة تعاون حقيقي بين متطوعين متفانين ومجتمع محلي داعم. وقال: “نجاحنا هو دليل واضح على أن شباب هذا الوطن قادرون على تقديم نموذج مُلهِم حين يتوفر لهم الإيمان بقدراتهم والدعم الحقيقي لمسيرتهم.”
الأهالي بدورهم عبّروا عن اعتزازهم بأبنائهم، مشيرين إلى الأثر الإيجابي الذي لمسه الجميع في شخصياتهم وسلوكهم وانخراطهم في قضايا مجتمعهم، واعتبروا الفريق بيئة آمنة تُشجّع على المبادرة والتميّز.
قصة الفريق بدأت بفكرة من مجموعة من الشباب المؤمنين بالعطاء، اجتمعوا على هدف واحد: أن يكونوا نواة للخير في مجتمعهم. ومن تلك البداية المتواضعة، تشكّل “بنقدر” ليكون عنوانًا للأمل والعمل، ورويدًا رويدًا أصبح اسمًا يُذكر في كل مناسبة تطوعية وإنسانية في إربد. هؤلاء الشباب لم يتوقفوا عند عامهم الأول، بل يؤكدون اليوم أنهم مستمرون، بخطى أكثر ثباتًا، ليصلوا إلى كل من يحتاجهم، ويصنعوا فرقًا حقيقيًا في كل بيت، وكل حي، وكل روح تنتظر يدًا تمتد لها بالخير.
“بنقدر” لم يكن مجرد اسم، بل التزام، ومسؤولية، ورسالة واضحة بأن الشباب قادرون، إذا ما أُتيحت لهم الفرصة، على أن يكونوا شركاء فاعلين في خدمة مجتمعهم وبناء وطنهم. حضر الحفل مندوب رئيس بلدية إربد هيثم الروسان ومدير ثقافة اربد الدكتور سلطان الزغول وأعضاء اللامركزية ومدراء مؤسسات.