في منطقة تشهد تطوراً سريعاً في مجال السينما والإنتاج، تبرز شركة “1301 فيلمز” FILMS 1301، ليس فقط كشركة إنتاج بقيادة نسائية، بل كقوة إبداعية تُعيد تعريف كيفية سرد القصص الإماراتية ومشاركتها مع العالم. أسست هيام صليبي شركة 1301 فيلمز التي تجمع بين المنظور الدولي والأصالة الإقليمية، مُنتجةً أعمالاً أصلية تهدف إلى الوصول إلى أبعد من الشرق الأوسط.
ومن خلال محفظة أعمالها التي تتضمن الفيلم الذي نال استحسان النقاد Yellow Bus وحملات راقية لعلامات تجارية مثل Aston Martin وHearts on Fire، تضع صليبي وفريقها معياراً جديداً وجريئاً لرواية القصص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تقول صليبي إن مصدر إلهامها لإنشاء دار الإنتاج “كان تولي زمام المبادرة الإبداعية وبناء الصيغ الأصلية التي لطالما رغبتُ في ابتكارها – قصص تطور في الإمارات العربية المتحدة بطموحٍ للوصول إلى جمهورٍ عالمي”. وقد لاحظت وجود فجوةٍ في صناعة المحتوى المحلي الأصيل، المُروى بجودةٍ سينمائيةٍ وجاذبيةٍ عالمية، فقررت سدّ هذه الفجوة.
في حوار مع صحيفة سيتي تايمز ، تتحدث صليبي عن رحلتها الإبداعية، وتحديات الموازنة بين الصوت المحلي والرؤية العالمية، ولماذا حان الوقت الآن لمحتوى مولود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليحتل مركز الصدارة.
باعتبارك مؤسسة إنتاج تقودها النساء، كيف تعتقدين أن نهجك في سرد القصص يختلف عن الآخرين في المنطقة؟
يختلف أسلوبنا في سرد القصص ليس لكوننا نساءً، بل للتأثيرات العالمية التي تُشكّل فريقنا. فريقنا مزيج من الثقافات الغربية والشرقية، لذا يتأثر محتوانا بتفاعلنا مع العالم. ونظراً لخلفية فريقنا الريادية، نُولي دائماً الأولوية للتفكير الإبداعي من بدايته إلى تنفيذه، لضمان إثراء إبداعنا بالعمق والاتساع.
كيف توازنين بين إنشاء محتوى يلقى صدى لدى الجماهير الإقليمية وفي الوقت نفسه يجذب الأسواق العالمية؟
أؤمن بأن الأصالة هي ما تربط الجماهير. عملت على فيلم روائي طويل بأربع لغات، وهذا التنوع هو ما يجعله عالمياً. من خلال سرد قصص ذات جذور إقليمية بمواضيع عالمية، أهدف إلى إنتاج محتوى يخاطب المشاهدين المحليين والدوليين دون المساس بهويته الثقافية.
كيف تصفين الوضع الحالي لصناعة السينما والإنتاج في الإمارات ؟ ما هي التوجهات التي ترينها؟
يشهد قطاع السينما والإنتاج في الإمارات العربية المتحدة مرحلة نموّ متسارعة. وهناك توجه واضح نحو تطوير محتوى أصلي، مع دعم قوي للمواهب والقصص المحلية. وفي الوقت نفسه، تجذب المنطقة الإنتاجات العالمية بفضل تنوع مواقعها وبنيتها التحتية وحوافزها. ومن أبرز التوجهات التي ألاحظها تنامي الثقة في سرد قصص تعكس هويتنا، مع السعي في الوقت نفسه للوصول إلى العالمية.
هل تعتقدين أن المحتوى الإماراتي يحظى بالتقدير العالمي الذي يستحقه؟ ما الذي يجب فعله أكثر؟
أعتقد أن أمامنا طريق طويل لتحقيق الشهرة العالمية. لكن المحتوى القادم من هذه المنطقة يجذب الانتباه بلا شك. علينا مواصلة تصدير المحتوى المُصنع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإبراز المواهب التي تُشكّل صناعة الإبداع في هذه المنطقة.
ما الذي يجعل الإمارات مركزاً جذاباً لصناعة الأفلام والإنتاج؟
تُعدّ الإمارات العربية المتحدة مركزاً رائعاً لما توفره من تنوع كبير – صحاري، ومناظر طبيعية خلابة، وسواحل – في مكان واحد. وتتميز بتنوعها الكبير بالنسبة للإنتاجات العالمية. كما أنها توفر دعماً حقيقياً للمحتوى الأصلي، مما يجعلها وجهةً رائعةً للإبداع.
هل يمكنك مشاركة رؤيتك حول صناعة فيلم Yellow Bus وما يعنيه بالنسبة إلى شركة 1301 Films؟
كان العملُ جزءاً من خط الإنتاج وإدارة ما بعد الإنتاج في فيلم Yellow Bus تجربةً لا تُنسى. لقد جعل تنوع الفيلم – الذي تضمن أربع لغات – والفريق الرائع الذي عمل معاً لمدة شهرٍ كاملٍ رحلةً مُؤثرةً ومؤثِرةً. بالنسبة إلى شركة “1301 فيلمز”، كانت هذه التجربة نقطة تحولٍ بالنسبة لي، فقد دفعتني إلى فهم كيفية البدء في إنتاج محتوانا الأصلي، وهو ما نركز عليه الآن تحديداً.
ما هي القصص التي تعتقدين أن العالم يريد رؤيتها من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوقت الحالي؟
أعتقد أن العالم مستعدٌّ لرؤية قصصٍ واقعيةٍ من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قصصٍ تتجاوز الصور النمطية المألوفة. قصصٌ تُظهر تعقيدَ الناس وجمالَهم ومعاناتهم وحياتهم اليومية. تزخر هذه المنطقة بعمقٍ وثقافةٍ ومشاعر عميقة، وأعتقد أن الجمهور في كل مكانٍ يبحث عن هذا النوع من الأصالة.
ما هي النصيحة التي تقدميها لصناع الأفلام الناشئين في الإمارات العربية المتحدة الذين يرغبون في اقتحام السوق العالمية؟
نصيحتي الأهم هي بناء علاقات تعاون حقيقية. صناعة الأفلام جهد جماعي، وإحاطة نفسك بمن يشاركونك رؤيتك يمكن أن يرتقي بعملك إلى مستوى أعلى. حافظ على أصالتك، وكن فضولياً، ولا تتردد في التواصل مع الآخرين – فبعض أفضل الأفكار تأتي من شراكات إبداعية غير متوقعة. يُقدّر السوق العالمي الأصوات الجديدة، والفرق القوية تساعد هذه الأصوات على التألق.