دبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 أكتوبر 2023
في خطوة تُعزز من مكانة دبي كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا، أعلنت هيئة “صحة دبي” عن إطلاق خطة شاملة تهدف إلى تسريع تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) في قطاع الرعاية الصحية. تأتي هذه الخطة ضمن جهود الإمارة لتعزيز الرعاية الصحية المتقدمة، وتحقيق رؤية دبي 2030، التي تركز على دمج التكنولوجيا الحديثة لتحسين جودة الحياة.
أهداف الخطة وأهميتها
تهدف الخطة الجديدة، التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر صحي دولي في دبي، إلى دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الرعاية الصحية، بما في ذلك التشخيص الطبي، إدارة الملفات الصحية، والرعاية الوقائية. وفقًا للدكتور عبد الله الخاجة، المدير التنفيذي لهيئة صحة دبي، “يُمثل الذكاء الاصطناعي فرصة ثورية لتحويل نظام الرعاية الصحية في دبي، حيث يمكنه تحسين الدقة في التشخيص بنسبة تصل إلى 30%، وتقليل وقت الانتظار للمرضى، مما يعزز الكفاءة العامة”.
من بين الأهداف الرئيسية للخطة:
تحسين التشخيص والعلاج: استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية، مثل الأشعة والماسح الضوئي، للكشف المبكر عن الأمراض مثل السرطان والأمراض القلبية. هذا يساعد في تقديم توصيات دقيقة بناءً على بيانات كبيرة (Big Data). تعزيز الرعاية الوقائية: تطوير تطبيقات AI للتنبؤ بالأمراض المحتملة من خلال تحليل بيانات المرضى، مما يسمح بإجراء فحوصات وقائية وتقليل معدلات الإصابة. تحسين الخدمات الرقمية: إدخال تطبيقات ذكية للحجوزات الطبية، متابعة الحالات عن بعد، وتقديم استشارات افتراضية عبر منصات مثل الروبوتات الطبية أو التطبيقات المتنقلة. تعزيز الكفاءة التشغيلية: تقليل الأخطاء البشرية في إدارة المستشفيات، وتحسين توزيع الموارد الطبية بناءً على تحليلات AI.
كيفية تنفيذ الخطة
ستعتمد هيئة صحة دبي على شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل جوجل ومايكروسوفت وشركات محلية مثل “جي42″، لتطوير وتنفيذ هذه التطبيقات. الخطة تشمل برامج تدريبية للأطباء والممرضين لتعلم استخدام تقنيات AI، بالإضافة إلى إنشاء مراكز بحثية متخصصة في دبي لتطوير حلول مخصصة.
كما سيتم تخصيص ميزانية كبيرة تصل إلى مئات الملايين من الدراهم لدعم المشاريع الأولى، مع التركيز على الامتثال لمعايير الخصوصية والأمان، مثل الامتثال لقوانين حماية البيانات في الإمارات. وفقًا للخطة، من المتوقع أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى خلال السنة القادمة، مع توسيعها تدريجيًا لتشمل جميع المؤسسات الصحية في دبي.
الفوائد المتوقعة للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
يُعتبر تبني الذكاء الاصطناعي خطوة حاسمة في مواجهة التحديات الصحية العالمية، خاصة مع زيادة عدد السكان وانتشار الأمراض المزمنة. في دبي، من المتوقع أن تؤدي هذه الخطة إلى:
زيادة الدقة والسرعة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات المريض في دقائق، مقارنة بالساعات أو الأيام في الطرق التقليدية. توفير التكاليف: من خلال تقليل الزيارات غير الضرورية للمستشفيات وتحسين استخدام الموارد. تعزيز الوصول إلى الرعاية: خاصة في المناطق النائية، حيث يمكن استخدام التطبيقات الرقمية لتقديم استشارات طبية عن بعد. دفع الابتكار المحلي: سيفتح هذا الباب أمام الشركات الناشئة في دبي لتطوير حلول AI محلية، مما يعزز الاقتصاد الرقمي.
قال الدكتور خالد الملا، خبير في الذكاء الاصطناعي بصحة دبي: “لقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من المستقبل الصحي. هذه الخطة لن تقتصر على تحسين الخدمات المحلية، بل ستجعل دبي نموذجًا عالميًا للرعاية الصحية الذكية”.
الخاتمة: نحو مستقبل صحي أكثر ذكاءً
مع إطلاق هذه الخطة، تؤكد دبي على التزامها بتحقيق رؤية “دبي الذكية”، حيث يلتقي الابتكار التكنولوجي مع احتياجات الإنسان. من المتوقع أن تكون هذه الخطة محفزًا للمنطقة بأكملها، مما يساهم في جعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة وإنسانية. في ظل التحديات العالمية مثل جائحة كورونا، التي أظهرت أهمية التكنولوجيا في الاستجابة السريعة، يبدو أن دبي على الطريق الصحيح لتحقيق قفزة نوعية في مجال الرعاية الصحية.
للمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة موقع هيئة صحة دبي الرسمي أو متابعة حملات التوعية على وسائل التواصل الاجتماعي. هل أنت مستعد لعصر الرعاية الصحية الذكية؟ دبي بالفعل على الطريق.
