الثقافية – كتب:
صدر كتاب: «الفن التشكيلي السعودي من خلال ملتقيات شقراء الفنية 1442هـ 1444هـ 1445هـ تراجم مختصرة، عن دار تراث الوشم، هذا العام 1446هـ، وقد ازدانت هذه الطبعة الفاخرة للكتاب في 400 صفحة شغلتها الكثير من الصور الفنية الجميلة لفنانين كبار، وقد بين مؤلف الكتاب محمد بن عبدالله الحسيني أهمية هذا الإصدار بقوله: «أصبح للثقافة والفنون مساحات أرحب ومستقبل أكثر إشراقا بما حملته رؤية السعودية 2030 التي أطلقها ويقودها ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، من تحفيز للشباب والشابات وفتح آفاق ملهمة في مختلف المجالات حيث مثلت ذخيرة لانطلاق الطاقات المبدعة لتضيف المزيد من النفائس للرصيد الثقافي والفني السعودي والتي يشرف على تنفيذها بهمة ونشاط وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود هذا الحراك النشط الحيوي كان محفزا لي للعمل على مشروع رصد وتوثيق للفنون التشكيلية في بلادنا الغالية.
ويتملك الإنسان الفخر والاعتزاز حين يرد الفضل لمدينته المدينة الأرض والإنسان والمكون الثقافي عبر سني حياته، وشقراء الجميلة اليانعة هي العاصمة الإدارية لمحافظة شقراء التابعة لمنطقة الرياض، وتقع على بعد حوالي كم شمال غرب العاصمة الرياض، وهي قاعدة الوشم وحاضرة النشاط الإداري والتجاري فيها.
وكلما اعتنيت ببلدك كلما أينعت وابتسمت لك وكأنها تقول لك شكراً ، وشعرت بمزيد من الانتعاش الجميل والنشاط للعمل أكثر ، وهذا ما خالج نفسي حين تذكرت الملتقيين الملونين ، ( رسم ) و ( نحت ) اللذين قوبلا ببهجة وحبور من الجميع، وكنت أحد المبتهجين و المجتهدين العاملين في فريق العمل المعد الفن التشكيلي السعودي والمسوق لهما ، فقد ظهرت بفعل الرسم والنحت الوان جديدة في المشهد الثقافي والاجتماعى في صورة شقراء الجميلة عبر تاريخها ، وبالخصوص في حاضرها الذي ازدان باستظهار طاقاتها في الاستضافة، والمخزون الطبيعي، والكنوز الثقافية التي يتضمنها .
مع تواجد محافظ يقظ لمستقبلها ومسؤولين ينبضون بمحبة أعمالهم ثم المدينة التي ترحب بكل جديد ورائع.
ففي شهر شعبان (1442 هـ ) عُقد ملتقى شقراء للفن التشكيلي (رسم) بقيادة الفنان الكبير صالح النقيدان بمشاركة أكثر من 30 فنانا وفنانة من مختلف مناطق المملكة، وافتتحه محافظ شقراء الأستاذ عادل بن عبد الله البواردي بالبهجة والسرور، واختتمه رئيس البلدية المهندس عبد المحسن الحمادي بشهادات التقدير.
وفي شهر صفر من عام (1444هـ ) كان ملتقى ( نحت المضيء الذي شارك فيه أكثر من (25) نحاتا من عمالقة النحت السعودي وأكاديميون من الجامعات السعودية وعقدت على هامشه ندوة عن الواقع والمأمول، وكان الإسهام من قبل فنان النحت أ. أحمد الدحيم في تنظيم وترتيب هذا الملتقى شيئا مذكورا. وأيضا افتتحه المحافظ وأشاد بروعة المكان وسلاسة التنظيم. وفي ثاني أيامه تجول فيه الأستاذ أحمد البليهد ، وشجع المشاركين وشاهد نماذج من أعمالهم واستمع إلى آرائهم مؤملاً أن يكون ملتقاهم دولياً مما زاده تعبيرا وعبيرا .
هذه الأيام الأربعة للملتقيين آليت على نفسي لنجاحهما وتفردهما وحداثتهما في شقراء أن أوثق فعالياتهما ومخرجاتهما عبر هذا الكتاب، الذي يتنفس حب شقراء المتجددة، ويعول عليه في هذا الشغف الشقراوي الذي يستمد طاقته من حب الوطن الكبير.
ملتقيات شقراء للفن التشكيلي الثلاثة
وأثناء إعداد هذا الكتاب تمكنا من تنظيم النسخة الثالثة من هذا المهرجان تحت شعار : ملتقى شقراء للفنون البصرية، الذي ضم مشاركات فنية لـ أكثر من 25 فنانا وفنانة من مختلف مناطق المملكة من الرياض وبريدة، والخبر وعنيزة والدوادمي والزلفي وحائل والأحساء وشقراء والقصب والعيينة، وكذلك من خارج المملكة من ابو ظبي ، واستمرت فعالياته لمدة يومين، خلال مارس 2024 م ، وشمل مجالات الرسم والنحت والخط العربي.
وقد اجتذب المهرجان حضوراً كبيراً ، واكتسب صيتاً واسعاً، وحضره العديد من الشخصيات، منهم أمين عام اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم الأستاذ أحمد بن عبد العزيز البليهد، ووكيل أمانة منطقة الرياض لشؤون بلديات المنطقة الدكتور عبد الرحمن بن ناصر الخريف، ومساعدوه م. عبد الله الماضي ود. رياض الشعيل، ورئيس بلدية شقراء المهندس فهد الرميح ، وقد أشاد جميعهم بالدور الذي يؤديه الملتقى و المعرض في دعم وتشجيع الفنون التشكيلية في المملكة، وإبراز المواهب الفنية المحلية، ونشر الوعي والثقافة الفنية بين أفراد المجتمع. لذا، لا يسعني إلا أن أوجه جزيل الشكر والتقدير لكل من عمل في تنظيم الملتقيات الثلاثة، وأشرف عليها ، وشارك فيها ، وشكراً لمحافظ شقراء ورئيس بلديتها الذان كانا معنا خطوة بخطوة وفرحة بفرحة. وكل التقدير لمدير فرع وزارة الرياضة بالمحافظة، وشكراً للمشاركين الذين تكبدوا وعثاء السفر، وأيقظوا فينا معنى الفن وحب الهواية.
وما هذا الكتاب إلا باقة حب للجميع.
وهو من الجميع إلى الجميع، وقبل ذلك توثيق لمنعطف جديد في مبادرات شقراء الجديدة».
ويمثل هذا الكتاب توثيقًا مهمًا لمسيرة الفن التشكيلي في المملكة، ليكشف ما وصل إليه هذا الفن من نماء وازدهار.