مدرب السد القطري: هدفنا لقب «النخبة الآسيوية»

يواجه مدرب النادي الأهلي المصري، السويسري مارسيل كولر، موجة من الانتقادات الحادة بعد إخفاق الفريق في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم. وبينما تصاعدت الأصوات بإقالته، يرى آخرون أنه يستحق التكريم على ما قدمه للفريق خلال الفترة الماضية.

وتعادل الأهلي إيجابياً مع فريق صن داونز الجنوب أفريقي في مباراة إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا (1-1)، في القاهرة، مساء الجمعة، بعد التعادل السلبي في مواجهة الذهاب في بريتوريا، ليودع حامل اللقب البطولة بسبب قاعدة الأهداف خارج الأرض.

وهو الإخفاق الذي أثار غضب الجماهير الحمراء التي كانت تأمل في رؤية فريقها يحصل على اللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي، والمرة الثالثة عشرة في تاريخه، حيث يعد الأهلي أكثر الأندية تتويجاً بالبطولة.

ورشقت بعض جماهير «الأحمر»، التي حضرت في مدرجات استاد القاهرة، المدير الفني بالزجاجات بعد نهاية المباراة، حيث حملته نتيجة الخسارة بسبب اختياراته التكتيكية وتحفظه الدفاعي خلال المباراة الحاسمة.

وصعد اسم كولر إلى قائمة «التريند» على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وسط تصاعد المطالبات بإقالته، مدفوعة بأن الفريق لم يظهر بالشكل الذي يليق بتاريخه، وأن المدرب لم يستغل الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها لاعبو الأهلي لتحقيق الفوز.

وطالب قطاع كبير من الجماهير الإدارة الحمراء باتخاذ قرار حاسم بإقالته، مع تراجع نتائج الفريق الموسم الحالي، ومع اقتراب مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم للأندية خلال يونيو (حزيران) المقبل.

وتخشى الجماهير الحمراء من عدم تحقيق نتائج جيدة في كأس العالم للأندية، وهو ما دفع البعض للمطالبة بتغيير المدرب قبل البطولة، كما زاد استياء المشجعين من قرارات كولر الفنية، مثل الاستغناء عن أليو ديانغ وأحمد عبد القادر، واستبعاد علي معلول.

على الجانب الآخر، رأى قطاع آخر من الجمهور الأحمر أن «كولر» يستحق التكريم حتى وإن تمت إقالته، وأنه يجب ألا يكون ذلك مشهد النهاية، بعد ما قدمه مع الفريق، حيث قاد الأهلي لتحقيق نتائج إيجابية خلال 3 مواسم، وأن الإقصاء من البطولة القارية لا يجب أن يلغي ما حققه المدرب من إنجازات.

ومنذ توليه زمام الأمور في سبتمبر (أيلول) 2022، توج كولر بـ11 بطولة مع الأهلي، تشمل: السوبر المحلي 4 مرات، وكأس مصر مرتين، ودوري أبطال أفريقيا مرتين، والدوري الممتاز مرتين، بالإضافة إلى التتويج ببرونزية كأس العالم للأندية، وكأس أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ مرة واحدة.

وترددت خلال الأسابيع الأخيرة أنباء عن اقتراب رحيل المدير الفني، كما تداولت تقارير إعلامية أسماء مدربين مرشحين لخلافته. وجاء توقف مشوار الأهلي الأفريقي، ليفتح باب التساؤلات مجدداً حول مستقبل الفريق تحت قيادة كولر، خصوصاً مع تكرار الأخطاء نفسها في أكثر من مباراة مصيرية.

ومن المنتظر أن يعقد مجلس إدارة الأهلي اجتماعاً طارئاً، مساء السبت، لبحث مصير السويسري، وتجد الإدارة نفسها أمام تحدٍ كبير، بين الاستجابة لمطالب الجماهير الغاضبة بإقالة المدير الفني، أو منحه فرصة جديدة، خصوصاً مع اقتراب كأس العالم للأندية بعد أسابيع.

واستبق الإعلامي بقناة الأهلي، أحمد شوبير، اجتماع الإدارة بتدوينة، ظهر السبت، قال فيها: «قرارات حاسمة في الأهلي اليوم». وهو ما عدَّه متابعوه أنه إشارة إلى نهاية مشوار كولر وجهازه مع الفريق.

وعدّ الناقد الرياضي المصري، محمد الهليس، أن مطالبات الإقالة والتكريم لا يتناقضان، فالأولى تأتي لتصحيح مسار الفريق وتجديد الفكر الخططي بعد التراجع الشديد في الأداء والنتائج، والثانية تأتي حساباً على مجمل أعمال كولر في الأهلي، التي شهدت أرقاماً قياسية وحضوراً قارياً استثنائياً.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن مشهد رشق مارسيل كولر بالزجاجات هو تعبير عن العلاقة الحالية بين المدير الفني وجماهير الأهلي، مشيراً إلى أنه «رغم أخطاء السويسري الفنية والخططية خلال الفترة الأخيرة، فإن الهجوم الزائد عليه مشهد يشعرنا بالحزن، ليس فقط لخروج المشهد عن المألوف، وإنما لما يمتلكه كولر من رصيد ونجاحات».

ويبيّن الناقد المصري أن إدارة الأهلي أمام تحدٍ كبير في الوقت الحالي بشأن تحقيق التوازن بين التقييم العادل والقرارات العاطفية، خصوصاً مع الضغط الجماهيري الكبير الذي تتم مواجهته أحياناً بـ«كبش فداء». ويلفت إلى أن الكواليس داخل النادي تشير إلى أن هناك توجهاً قوياً لإقالة كولر، وأن إنهاء التعاقد معه تم الاستقرار عليه منذ فترة، وكان الخلاف على التوقيت فقط.

ويؤكد الهليس أن «كولر سبق أن رفض عروضاً مغرية من أجل الأهلي، وحقق أرقاماً قياسية معه، وهو ما يتطلب إنهاء الاتفاق معه بطريقة تليق بحجم هذا الأثر الإيجابي».