«الجزيرة» – الرياض:
أصبحت الحوكمة والتطوير الإداري من المرتكزات الأساسية التي تعتمد عليها المؤسسات في القطاع غير الربحي لتحقيق الاستدامة والفعالية. وفي ظل التحولات الوطنية الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، برزت الحاجة إلى إعادة هيكلة العمل المؤسسي في الجمعيات والهيئات الثقافية ومواءمتها لتعزيز الشفافية، وتحقيق الكفاءة، ورفع مستوى جودة الخدمات المقدمة للمجتمع. ومن هذا المنطلق، بات لزاماً على الجمعيات الفنية والثقافية أن تواكب هذه التوجهات، من خلال تبني مبادرات تطويرية تعكس التزامها بالمشاركة في مسيرة التنمية. ولهذا سعت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» لإطلاق مبادرة نوعية تهدف إلى تطوير العمل الإداري وتنظيم العلاقة مع أعضائها على أسس أكثر شفافية وفاعلية. حيث ذكرت الدكتورة هناء الشبلي رئيس مجلس ادارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت»: ان هذه المبادرة التي تم العمل عليها منذ اعتماد تشكيل مجلس ادارة الجمعية في اكتوبر 2024 م وخصص لها ميزانية ولجان عمل واستقطب لها كفاءات سعودية، وقد تضمنت عدداً من المشاريع المهمة، أبرزها: مشروع الحوكمة الذي يرسّخ مبادئ الشفافية والمساءلة والكفاءة، ومشروع تعديل اللائحة الأساسية للجمعية بما يتماشى مع المتغيرات والتطورات الحديثة، وكذلك مشروع استحداث عضويات جديدة وهذا يعزز من المشاركة المجتمعية ويفتح آفاقاً أوسع للانضمام بحيث تتناسب شروط ومزايا العضويات مع امكانيات الفنانين التشكيلين وتلبي احتياجاتهم حيث خفضت رسوم بطاقة عضوية الفنان المشارك، وأصبحت ب 250 ريال بدلا عن 300 ريال، وأصبحت رسوم عضوية الفنان الطالب ب 100 ريال بدلا عن 150ريالا، وأصبحت بطاقة عضوية الفنان الموهوب والفنان من ذوي الإعاقة عضويتهم مجانية، كما شملت المبادرة مشروع ربط عضويات الجمعية بالتطبيق الالكتروني الحكومي «توكلنا»، مما ساعد على تسهيل إجراءات التحقق من العضوية وتكامل البيانات مع المنصات الرسمية، بعد موافقة من لجنة القبول بالجمعية التي تشكلت حديثا بالجمعية، وهو ما انعكس إيجاباً على الأعضاء وساهم في تعزيز الثقة والانتماء المؤسسي. وتأتي هذه الخطوة تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تمكين القطاع غير الربحي، وتطبيق معايير الحوكمة الحديثة، وتواكب العصر الرقمي بالمملكة، كما تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في مجالات بناء مؤسسات فاعلة، وتعزيز اشفافية، وتوسيع قاعدة الشراكة المجتمعية.
وفي ضوء ذلك قال خالد با يونس، مدير جسفت فرع مكة: تسعى الجمعية منذ نشأتها إلى التطور والرقي ومواكبة المتغيرات والمستحدثات الزمنية ومنذ انطلاق رؤية المملكة 2030 اصبح جل اهتمامها هو تطوير مستوى اعضائها وبرامجها وفعالياتها وانشطتها لتحقيق الاهداف المروجة والوصول بالجمعية إلى أعلى سقف من الطموح من خلال تنمية الوعي الفني لدى المتلقي وابراز دور الفن التشكيلي الهام للمجتمع وسوف نحظى بثمرات هذا التطور مستقبلا، وكل الشكر والتقدير لأعضاء مجلس إدارة الجمعية وعلى رأسهم الدكتورة هناء الشبلي على جهودهم المبذولة للارتقاء بالجمعية وأعضائها.
أضاف محمد بن ابراهيم الخرجي، مدير جسفت فرع الخرج، بقوله: جمعية جسفت على خطى العمل المهني والمؤسسي، وأعضاء جسفت في وطننا الغالي فخورون بهذا التحول والتطور المهني والإداري والرقمي المتسق مع اعتماد اللائحة الجديدة والمعتمدة من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وهذا التطوير نتاج جهد كبير وعمل دؤوب من قبل رئيس مجلس الادارة د. هناء الشبلي وجميع أعضاء فريق العمل، ولهم منا كثير الشكر والامتنان على جهودهم المثمرة بمخرجات تضمن تفعيل الحراك في مجال الفنون البصرية كافة، وخاصة الفنون التشكيلية بشكل ملموس ومدروس، ومن تلك النجاحات المباركة اتاحة الحصول على العضوية من خلال تطبيق توكلنا وكذلك استحداث العضويات مما يتيح فرصاً أكبر لجميع الفنانين ويتيح مساحات رائعة لإبراز إبداعاتهم في مجالات الفنون التشكيلية والبصرية. كما تبذل جسفت السعودية جهوداً مباركة في تطوير آلية عمل الفروع وتحسين مخرجاتها، وما تلك النجاحات المتعددة في جسفت السعودية إلا امتداد لرؤية المملكة 2030 في مسار دعم الفنون البصرية واستدامتها.
وأضافت مها الصويان مديرة جسفت فرع الرياض بقولها: أشكر مجلس الادارة بالجمعية السعودية للفنون التشكيلية وفريق العمل على جهودهم المتميزة في دعم الفنانين والحركة التشكيلية في المملكة، فالجمعية تشهد تطورات مهمة منها: استحداث العضويات لتشمل فنانين وموهوبين مع تحديث اللائحة الأساسية لتعزيز الشفافية والكفاءة، وكذلك ربط العضويات بمنصة توكلنا لتحسين التواصل. وهذا له دور كبير في دعم الفنانين وتقديم فرص لعرض أعمالهم. وتيسير تنظيم المعارض والمهرجانات الفنية مع بناء الشراكات مع المؤسسات الثقافية، وأخيرا نتمنى للجمعية السعودية للفنون التشكيلية مزيدا من النجاح في تحقيق رؤيتها الطموحة.
وتحدث الفنان التشكيلي فهد العمار، نائب مدير جسفت فرع الرياض، وقال: بفضل الجهود المبذولة والإمكانات التي وفرتها حكومتنا الرشيدة، تشهد الجمعية السعودية للفنون التشكيلية برئاسة الدكتورة هناء الشبلي ومجلس الادارة والهيئة الإدارية نقلات نوعية من خلال فترة القادمة للعمل على العديد من المشاريع والمبادرات التي تخدم الساحة التشكيلية بالمملكة وترتقي بها إلى مصاف الدول المتقدمة التي تُعنى بالثقافة الفنية البصرية التشكيلية وتعزيز حضور الفن التشكيلي السعودي في المشهد الثقافي المحلي والدولي ، وإتاحة الفرص للفنانين للمشاركة في المعارض الفنية، ودعم حضورهم على الساحة الثقافية، وتنمية المواهب بإقامة الورش المتخصصة في الفن التشكيلي.
وأكدت الفنانة التشكيلية د. زكية محمد الصقعبي ذلك بقولها: تشهد الجمعية السعودية للفنون التشكيلية تحولاً ملحوظًا يعكس التزامها بتطوير الحركة الفنية في المملكة، وإن وجودها تحت مظلة المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي ووزارة الثقافة يمثل خطوة هامة نحو تعزيز الدعم للفنانين والمبدعين، ورؤيتي للمستقبل تتضمن تعزيز دور الجمعية كمركز للإبداع والتبادل الفني، فتعزز من تفاعل الفنانين مع المجتمع، وإني أؤمن بأهمية دورها من خلال عمل الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات التعليمية والثقافية لتوفير فرص تدريبية وتطويرية لتساهم في صقل المهارات الفنية، وربط العضويات عبر منصة «توكلنا» هو إنجازيهدف إلى تسهيل وصول جيد لأنشطة الجمعية، مما يعكس رؤية حديثة تتماشى مع التطورات الرقمية.
كما ان سعي الجمعية إلى تعزيز الهوية الوطنية من خلال الفنون، حيث يمثل وسيلة فعالة للتعبير عن ثقافتنا وتراثنا من خلال دعم الفنانين في إبراز إبداعاتهم، وستعمل على إرساء قيم الثقافة السعودية في المجتمع، مما يعزز الفخر والانتماء، والجمعية تهدف إلى أن تكون رائدة في تشكيل مستقبل الفن في المملكة، وتطوير مشهد فني نابض يعكس التنوع والإبداع. ونحن نطمح إلى أن تكون صوتًا للفنانين ونقطة انطلاق لأفكار جديدة تسهم في تحقيق رؤية ثقافية متكاملة.
وأضاف الفنان التشكيلي زيد الميموني بقوله: إن الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، بتطوراتها النوعية تحت مظلة المركز الوطني ووزارة الثقافة، تقف اليوم على أعتاب مرحلة مشرقة. وربط عضوياتها بمنصة «توكلنا» يعكس التزامها بالتحول الرقمي وتسهيل التواصل مع الفنانين. وأتطلع إلى أن جسفت كيان حيوي يجمع الفنانين التشكيليين من مختلف أنحاء المملكة، ويوفر لهم بيئة داعمة للإبداع والابتكار. وأتطلع إلى أن تكون جسفت منصة لإطلاق المواهب الشابة، وتقديم الدعم اللازم لهم للوصول إلى العالمية. وأتمنى أن تلعب جسفت دورًا محوريًا في إثراء المشهد الثقافي السعودي، من خلال تنظيم المعارض والفعاليات الفنية رفيعة المستوى. ونراها قريبًا جسرًا للتواصل الثقافي بين المملكة والعالم، وتعريف العالم بالإبداع التشكيلي السعودي.
وتقدم جسفت دعمًا شاملاً للفنانين، وتوفر لهم فرص المشاركة في المعارض والمسابقات، والعمل على حفظ الحقوق الفنية والمادية للفنانين وأعمالهم. كما تسهم في تعزيز الوعي الفني في المجتمع، من خلال تنظيم ورش العمل والمحاضرات والندوات، وخلق علاقات وطيدة بينها وبين الجمعيات والقطاعات الحكومية والخاصة. وأود أن أثني على الدور البارز الذي تقوم به الدكتورة هناء الشبلي ومجلس الإدارة وفريق العمل في تحقيق هذه الرؤية الطموحة. إن جهودهم المخلصة وتفانيهم في العمل يستحق كل التقدير والاحترام.