بعدَ أيّامٍ من التأمُّل، والإصغاء، ومراقبةِ المشهدِ عن كثب،
وبعدَ أخذٍ وردّ، وبلوغِ الصخبِ أقصى مداه…
وبتدخلٍ من أحد أبناء الضيعة ” اللي بمون” وحثه المستمر بالتريث والعزوف،لتجنيب الضيعة أي انقسامات.
اختارت “حصرون بتمون” أن تلجأ إلى الصمتِ المؤقّت…
لا عن عدم مقدرة ، بل عن حكمة.
واختارت “العزوف”…
نعم… قرّرْنا العزوفَ عن خوضِ الانتخاباتِ البلديّةِ.
فالعزوفُ هنا… موقفٌ، لا تراجع.
هو فعلٌ إراديّ، نابعٌ من قناعة، لا ردّ فعلٍ على واقعٍ مفروض.
هو تعبيرٌ عن رفضُنا للانجرارِ إلى منافسةٍ لا تنبعُ من وجدانِ حصرون.
ومن هذا الموقف، نتوجّه بدعوةٍ صادقة، إلى كلِّ حصرونيٍّ حرّ بانتخابات أو بدونها :
عبِّروا… اكتبوا… تحدّثوا… وارفعوا أصواتَكم.
قولوا ما في قلوبِكم، لا ما يُملى عليكم.
فما حدث و يحدثُ اليوم، ليس تفصيلاً عابرًا… بل لحظات مفصلية جدية ، لا يليقُ بها الصمتُ فيما بعد، ولا تُحتملُ فيها المجاملة لأحد على حساب حصرون..
إلى كلِّ من أحبّ “حصرون بتمون”،
إلى من لم يجد نفسَه في ما يُفرَضُ اليوم،
إلى من يحلمُ ببلدةٍ أقربَ إلى أهلِها من أيّ جهة…
قولوا كلمتَكم، على طريقتِكم.
نحنُ لم ننسحبْ من “حصرون”… بل انسحبْنا لأجلِها.
فلتكنْ أصواتُكم امتدادًا لهذا الموقف.
وتركْنا الساحة… لمن اختاروا أنفسَهم بأنفسِهم،
ليفرحوا بانتصارِهم الوهميّ، وبمواجهتِهم الكرتونية… ضدّ لا أحد،
تركنا “الميداني … لحديداني”
ما فعلناه… هو خيارٌ نادر، في زمنِ الحساباتِ الصغيرة.
وقفْنا وقفةَ رجال، وقلنا: “لا”، حين كانت كلمةُ “نعم” أسهل.
وماذا بعد؟
نُمهِل… لا نغيب.
نُراقب… لا ننسى.
وننتظرُ أن تُثبتَ البلديّةُ “الممدد لها” ، أنّها فعلًا ستغير، ستبدل ، ستنجز و ستمثّل “الجميع” لا جزءًا من الناس بل كل الناس..
وليس كما :
“تفبركت، جيبني ل جيبك “…
أمّا نحن، فباقون… في قلوبِ من نثقُ بهم،
في قلوبِ من وثقوا وشدّوا على أيدينا،
ومن أعطونا كلَّ الدعم.
نُعدّ لما هو أعمقُ :
مشروعٌ، ونهج، ومسارٌ طويل…لأجل حصرون
إلى إخوتِنا الحِصارنة،
نحنُ منكم… ولكم… ومعكم… ولسنا عليكم.
نحنُ كنّا… وسنظلّ دائمًا…لأجلكم ولأجل حصرون..
عشتم… وعاشت “حصرون بتمون”.
وإلى اللقاء… حين يحين اللقاء