في مشهد يجسد قوة الفن وتأثيره بالمجتمع، احتفى عدد كبير من الفنانين المصريين بصدور حكم السجن المؤبد على المتهم بالاعتداء على الطفل ياسين، حيث أن هذا الحكم الذي جاء في ختام محاكمة تحولت إلى قضية رأي عام، استدعى لدى الكثيرين أحداث ووقائع مسلسل “لام شمسية” الذي عُرض في الموسم الدرامي الرمضاني الماضي، والذي تناول قضية التحرش والاعتداء على الأطفال.
احتفاء بالحكم.. واستذكار “لام شمسية”
العديد من نجوم الفن، عبّروا عن امتنانهم لصناع العمل الدرامي الذي بدا وكأنه استشرف الواقع أو ساهم في تسليط الضوء على مثل هذه القضايا الحساسة، فقد وجهت الفنانة كندة علوش رسالة شكر لفريق العمل، بينما كتبت جميلة عوض عبر خاصية “ستوري” في “إنستغرام” معبرة عن سعادتها بتأثير “القوى الناعمة” وشكرها لفريق “لام شمسية”.
أما الفنانة وفاء عامر، فقد وجهت رسالة مؤثرة للأمهات، مؤكدة على ضرورة وجود أخصائي خدمة اجتماعية في كل فصل دراسي، وأهمية توعية الأم ومتابعتها المستمرة لأبنائها، كما أشادت بوالدة الطفل ياسين، ناصحة كل أم بالتركيز مع أبنائها لرفع مستوى وعيهم.
بطلة مسلسل “لام شمسية”، الفنانة أمينة خليل، نشرت مقطع فيديو من الحلقة الأخيرة تزامناً مع صدور الحكم في القضية المعروفة إعلامياً بـ “الاعتداء على طفل دمنهور”، وعلقت قائلة: “يوسف أخذ حقه وحُكم على وسام”، في إشارة واضحة إلى التطابق بين قرار المحكمة في الواقع وأحداث المسلسل.

من جانبه، أعرب مخرج “لام شمسية”، كريم الشناوي، عن اعتزازه بالقضاء المصري، وقام بإعادة مشاركة مقطع فيديو لأغنية “إسلمي يا مصر” التي عُرضت في الحلقة الأخيرة من المسلسل، في لفتة ربطها الكثيرون بتأكيد الصلة بين العمل الدرامي والقضية الواقعية.

مؤلفة المسلسل، مريم نعوم، طالبت وسائل الإعلام باحترام خصوصية الطفل ياسين وعدم تداول صورته حرصاً على مستقبله وسلامته النفسية، وشددت في منشور عبر “فيسبوك” على ضرورة عدم نشر صور الطفل الضحية بجوار صور المتهمين، مشيرة إلى أن “هذا ليس وقت التريند”.
قضية الطفل ياسين وتفاصيل الحكم
وما يمكن ذكره، أن محكمة جنايات دمنهور كانت قد أصدرت حكمها في جلسة سرية، بحضور الطفل ياسين وأسرته والمتهم ودفاعه، بالسجن المؤبد على المعتدي عليه.
وقد أثارت قضية الطفل ياسين، التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، نقاشات حادة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية الهامة والمساهمة في تحقيق العدالة.
وقد رأى الكثيرون من مدونين وناشطين وغيرهم، في التشابه بين أحداث المسلسل الدرامي الرمضاني “لام شمسية”، وقضية الطفل ياسين، دلالة قوية على قدرة الدراما، ملامسة الواقع والتأثير فيه.
جاء تعليق مخرج العمل بنشره أغنية النهاية التي تحمل قيماً وطنية وإنسانية، ليؤكد في نظر الكثيرين على الرسالة التي سعى المسلسل لتقديمها، والمتعلقة بحماية الأجيال القادمة وتحقيق العدل.
تجدر الإشارة إلى أن مسلسل “لام شمسية” ضم نخبة من نجوم الدراما المصرية، من بينهم أمينة خليل، ياسمينا العبد، أحمد السعدني، يسرا اللوزي، ومحمد شاهين، وغيرهم، وقد لاقى العمل استحساناً كبيراً خلال عرضه في شهر رمضان الماضي لما تناوله من قضايا اجتماعية حساسة بجرأة ومسؤولية.
وقد كشفت تفاصيل قضية الطفل ياسين عن تعرضه لاعتداء من قبل رجل مسن بمساعدة مسؤولة في الروضة التي كان يرتادها، واستمر الأمر لمدة عام كامل، مما أثار غضباً واسعاً في الأوساط الشعبية والفنية، وأكد على أهمية الوعي وحماية الأطفال من أي أذى.
واستجابت المحكمة في النهاية، لطلبات الدفاع بتعديل وصف القضية إلى الاعتداء بالقوة تحت التهديد، وهو ما يعكس جدية التعامل مع مثل هذه الجرائم.

