شارك الدكتور هشام عزمى، رئيس الجهاز المصرى للملكية الفكرية، اليوم، فى احتفال جامعة الدول العربية باليوم العالمى للملكية الفكرية.
وأكد الدكتور هشام عزمى، خلال كلمته أن اختيار الموسيقى محورا رئيسا لاحتفالية هذا العام، والذى أقرته منظمة الوايبو العالمية يحمل فى طياته خصوصية كبيرة لمصر والتى برعت منذ فجر التاريخ وقديم الأزل فى الموسيقى والنغم، فنجد جدران المعابد قديما نقشت على جدرانها ألحان ونغمات ثم تطورت وتوارثت عبر الأزمان فصارت جزءا لا يتجزأ من الهوية المصرية.
وفى العصر الحديث حافظت الموسيقى المصرية على مكانتها كجزء أصيل من الهوية الوطنية وتطورت وتنوعت وامتدت كجسر للتواصل الحضارى والإنسانى مع مختلف شعوب العالم بدءا من الموسيقى الشعبية الأصيلة والفلكلور، والتى تحمل عبق الماضى إلى الإبداعات المعاصرة التى تمزج بين الماضى بأصالته والحاضر المعاصر.
وأشار هشام عزمى إلى أن مصر تزخر بمواهب موسيقية فريدة تستحق كل الدعم والحماية ومن هنا يأتى دور الجهاز المصرى للملكية الفكرية، والذى يدرك الأهمية الخاصة لحماية حقوق الملكية الفكرية فى المجال الموسيقى، فالموسيقى جزء أصيل من الهوية الثقافية المصرية والتى تعد كنزا يجب صونه وتنميته، وسيعمل الجهاز بكل جد واجتهاد على تطوير الأطر التى تضمن حماية حقوق المؤلفين والملحنين والموزعين والمنتجين الموسيقيين وتمكينهم من الاستفادة من إبداعاتهم بشكل عادل ومستدام، كما يسعى جاهدا بالتعاون الوثيق مع كافة المؤسسات المعنية على تنفيذ بنود الاستراتيجية الوطنية من خلال نشر الوعى بأهمية حقوق الملكية الفكرية فى المجال الموسيقى ومكافحة التعدى على هذه الحقوق بكل الوسائل القانونية المتاحة والسعى إلى توفير بيئة قانونية وتشريعية محفزة لصناعة الموسيقى فى مصر.
وذكر “عزمي” أهم التحديات التى تواجه الملكية الفكرية فى الموسيقى ومن أهمها تبرز القرصنة الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعى كإحدى أهم تلك التحديات، حيث يهدد تناول الأعمال الموسيقية عبر منصات غير مرخصة الحقوق المادية والأدبية للفنانين، كما تنتج أدوات الذكاء الاصطناعى موسيقى تحاكى أعمال فنانين دون ترخيص بذلك مما يعيق حقوق النشر . ومن التحديات كذلك اختلاف قوانين الملكية الفكرية بين الدول مما يعرقل ملاحقة الانتهاكات عبر الحدود خاصة فى دول لا تلتزم بأية معايير أو ضوابط.. ويعد أيضا ضعف الوعى القانونى لكثير من الموسيقيين الناشئين عائقا كبيرا حيث يجهل الكثير منهم كيفية تسجيل أعمالهم وحماية حقوقهم .
وقدم الدكتور هشام عزمى عدة مقترحات فى ختام كلمته لدعم الموسيقى والإبداع الموسيقى وهي:
أولا: تفعيل السياسات الثقافية المحلية من خلال إنشاء مراكز دعم فنى تقدم استشارات قانونية مجانية للموسيقيين.
ثانيا: تعزيز التعاون الدولى وذلك من خلال تبنى معاهدات دولية تُلزم المنصات الرقمية بتحقيق الشفافية فى توزيع الإيرادات.
ثالثا: دعم المنظمات الإقليمية (مثل اتحاد الموسيقيين العرب) ومؤسسات الإدارة الجماعية لإنشاء قاعدة بيانات موحدة للأعمال المحمية.
رابعا: الاستفادة من التكنولوجيا، حيث يمكن استخدام تقنيات Block chain لتتبع استخدام الأعمال الموسيقية وتوزيع الإيرادات بشكل عادل.
خامسا: تطوير أنظمة ذكاء اصطناعى للكشف عن الانتحال أو الاستخدام غير المرخص.
سادسا: الحفاظ على التراث الموسيقى، فمن الأهمية بمكان توثيق الموسيقى التقليدية عبر أرشيفات رقمية مشفرة، وإدراجها ضمن قوائم اليونسكو للتراث الثقافي.
سابعا: دمج مفاهيم الملكية الفكرية فى المناهج الفنية بالمدارس والجامعات.
وختم هشام عزمى كلمته مؤكدا أن الملكية الفكرية ليست مجرد قوانين جامدة، بل أداة ثقافية لضمان استدامة الإبداع، ويتطلب ذلك رؤية استراتيجية توفر تكاملًا بين التشريعات التى تتواءم والتحديات الرقمية وتستوعبها، وأيضا التوعية الثقافية لتمكين الفنانين من حقوقهم، وأخيرا تأتى الشراكات العالمية لمواجهة تعقيدات العولمة وتحدياتها، فبهذه الكيفية فقط يمكن تحويل الموسيقى من مجرد مُنتج استهلاكى إلى تراثٍ إنسانى يمكن صونه وحمايته.