تشارك في الحدث أوركسترا «حجرة» الأردنية (المهرجان)
مدار الساعة (الشرق الأوسط) ـ نشر في 2025/05/08 الساعة 19:21
مدار الساعة – على غير عادته هذا العام، يُطلق مهرجان «موسيقيات بعبدات» فعالياته في فصل الربيع، بعدما اعتاد إقامتها في الخريف في نسخه السابقة. غير أنّ غيابه في السنتين الماضيتين، بسبب الحرب الدائرة في لبنان وفي غزة، دفع إلى هذا التغيير.
وفي خطوة تنسجم مع مرحلة التغيير التي يمرُّ بها لبنان، قرَّرت بلدة بعبدات في قضاء المتن الشمالي تعديل موعد إقامة المهرجان، لتُعلن الجمعية المنظِّمة إقامته هذا العام من 17 إلى 24 مايو (أيار) الحالي. ويشير رئيس المهرجان، سليمان قرباني، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنَّ الحدث أُسَّس عام 2017، على أن تعود نسخته المقبلة إلى موعدها المعتاد في أكتوبر (تشرين الأول).
ويُقام المهرجان برعاية وزيرة السياحة لورا لحود المتحدّرة من بلدة بعبدات، وبالشراكة مع أوركسترا «حجرة» الأردنية، التي يتعاون معها منذ عام 2022. ويشكّل «موسيقيات بعبدات» منصة للموسيقيين اللبنانيين الشباب، وغالبيتهم من خرّيجي المعهد العالي للموسيقى؛ وقد اضطر بعضهم إلى الهجرة جراء الأحداث التي عصفت بالبلاد؛ هادفاً إلى الحفاظ على صلتهم بوطنهم من خلال إشراكهم في فعالياته. وتُقام العروض في قاعة الرعية المارونية في الكنيسة الجديدة في بعبدات، والدخول إليها مجاني.
يفتتح المهرجان أمسياته في 17 مايو بحفل موسيقى شرقية يقدّمه «الأنسمبل الشرقي» التابع لأوركسترا «حجرة»، ويضم 6 موسيقيين؛ 2 من الأردن و4 من لبنان، يعزفون الموسيقى الشرقية العربية واللبنانية الكلاسيكية.
ويتابع قرباني: «عمَّقت الأزمات التي شهدها لبنان ارتباطنا به أكثر. زاد تعلّقنا بالبلد، وبات هدفنا إبراز صورته الثقافية والفنّية. كما أولينا اهتماماً خاصاً بالترويج لفنانين لبنانيين اضطروا إلى الهجرة، على أمل أن يُسهم ذلك في إعادتهم إلى أرضهم».
ومن بين الموسيقيين اللبنانيين المُشاركين في حفل أوركسترا «حجرة»: جنى سمعان (تشيللو)، إيهاب جمال (كمان)، وكريم سعيد (بيانو) الذي يتحدَّر من عائلة المفكر الراحل إدوارد سعيد، أحد أبرز الأدباء الأميركيين من أصل فلسطيني. ويقود كريم سعيد أوركسترا «حجرة»، كما أنه عضو شريك في الأكاديمية الملكية في لندن.

تشارك في الحدث أوركسترا «حجرة» الأردنية (المهرجان)
ويروي قرباني نشأة «موسيقيات بعبدات»: «أحببتُ الموسيقى منذ طفولتي وأعزف على آلة البيانو. عام 2016، حوّلت منزل والديّ في بعبدات إلى مسرح احتضن حفلاً موسيقياً لي حضره نحو 80 شخصاً. ومن هنا انطلقت فكرة تأسيس جمعية (موسيقيات بعبدات)، وإطلاق مهرجانها. رأيتُ في ذلك عربون وفاء لبلدتي وفرصة لنشر الموسيقى عبر حفلات مجانية».
في 21 مايو، يعتلي خشبة «موسيقيات بعبدات» عدد من الموسيقيين اللبنانيين المحترفين، ليحيوا أمسية بعنوان «أصداء رومانسية». ويتضمَّن البرنامج مقطوعة «ثماني الوتر» لميندلسون، وأعمالاً لبيزيه، مروراً بمؤلّفات لألبينيز ودي فالا وآخرين من كبار المؤلّفين الإسبان. وتُقام بالتعاون مع سفارة إسبانيا في بيروت.
يُختتم المهرجان في 24 منه، بأمسية يحييها «ثلاثي أوركسترا حجرة» الأردنية، ويشاركهم لاحقاً 3 موسيقيين آخرين من الأوركسترا نفسها، لأداء «ثلاثية البيانو» لسميتانا و«خماسية البيانو» لميندلسون.
ومن الموسيقيين الأردنيين المشاركين: ليث سليمان (ناي) وطارق الجندي (عود). أما من لبنان، فيشارك سام دعبول (قانون) ونادر مرقص (إيقاع).
ويوفّر المهرجان وسيلتَي نقل بالباص، تنطلقان من محطّتين؛ إحداهما في شارع بدارو والأخرى في مدينة جونيه، لنقل زوّار المهرجان مباشرة إلى بلدة بعبدات.
ويختم سليمان قرباني بالإشارة إلى أنَّ النسخة المقبلة ستشهد مشاركة موسيقيين من لبنان وآخرين من الخارج.
وتُعدّ بلدة بعبدات وجهة مفضَّلة للسياحة والاستجمام، يرتادها اللبنانيون المقيمون والمغتربون، إلى جانب السيّاح العرب والأجانب. ويقصدونها لتمضية عطلات الصيف بين مقاهيها ومطاعمها، واكتشاف بيوتها وأبنيتها العريقة؛ إذ تعود بعض الأحجار إلى الحقبة الفينيقية.
مدار الساعة (الشرق الأوسط) ـ نشر في 2025/05/08 الساعة 19:21