وأكد د. دحلان بهذه المناسبة، أنَّ الفنان أحمد فلمبان يُعدُّ من روَّاد الفن التشكيلي في المملكة، وهذه الجائزة باسمه هي تقدير لمسيرته الفنيَّة الحافلة.
فنان متميِّز وكتابه للتاريخ
وحضر حفل التدشين، نخبة من الشخصيَّات والأكاديميِّين والمثقَّفين والفنَّانين، والبداية كانت بكلمة من الدكتور عبدالله دحلان، والذي رحَّب بالحضور، ثم تحدَّث عن الفن التشكيلي في المملكة، وعن العديد من الروَّاد الذين درسوا في الخارج وخاصَّة في إيطاليا، ومنهم الفنان أحمد فلمبان ابن مكة المكرمة، وقال عنه إنَّه فنَّان متميِّز ليس فقط في الفن التشكيليِّ، وإنَّما -أيضًا- عازف على آلة الكمنجة، والعود، وعاشق للفن، وأنا كنتُ معه في المدرسة، وكان يطربنا بفنه، وهو له دور كبير ومهم في تأريخ وتوثيق الفن التشكيليِّ في المملكة.
وأضاف: إنَّ كتابه الجديد، الذي نحتفي به اليوم، دليل على ما يقوم به من جهد في هذا المجال، ورغم ظروفه الصحيَّة، يقوم بهذا الدور بكل حب واجتهاد، وقد بدأ من الآن يجهز لكتابه الجديد، الذي سيصدر بعد أشهر، وقلتُ له لا تتعب نفسك وأنت في حالتك الصحيَّة هذه، فقال لي: إذا لم أؤرخ الفن التشكيلي في هذا الوطن، فلن يستطيع الفنانون الآخرون كتابته، ولهذا واجب عليَّ أنْ أقوم بهذا الدور، وأوثِّق تاريخ فننا التشكيلي.
وأضاف: اليوم نسعد بتدشين كتاب «الفن التشكيلي السعودي في ذكرى التسعين» لفناننا أحمد فلمبان، وقد سعدتُ بكتابة مقدمته، ويضيف إضافة جميلة للمكتبة الفنيَّة وللتاريخ، وقد سألت الأستاذ أحمد فلبمان: بكم ستبيع هذا الكتاب؟ فقال: لا يهمني أنْ أبيع، أو أكسب، ولكن يهمني أنْ يصل إلى مَن يستفيدون منه.
شكرًا لك أحمد فلمان زميلًا نفخر بك، وبما تقدِّمه.
وتطرَّق الدكتور دحلان -خلال كلمته- لعدد من روَّاد الفن التشكيلي، أمثال الراحلَين عبدالحليم رضوي، وهشام بنجابي، كما قدَّم شكره الكبير لقيادة مملكتنا الرشيدة، على ما يولونه من دعم وتشجيع للنشاط الثقافيِّ.
تقدير الروَّاد ودعم للفن
وخلال الحفل أعلن الدكتور عبدالله دحلان، عن تخصيص جائزة سنويَّة باسم الفنان التشكيلي الرائد أحمد فلمبان، وتتولَّى جمعيَّة الثقافة والفنون بجدَّة تنظيمها، وتكفُّله شخصيًّا بقيمتها الماديَّة، وجوائزها، وبكافَّة مصاريفها، وأيضًا التكفُّل بطباعة الكتاب الجديد للفنان فلمبان، والذي سيصدر بعد أشهر بعنوان «الفن التشكيلي في 120 عامًا»، وقد لاقت هذه البادرة من الدكتور دحلان تقدير الحضور وتصفيقهم طويلًا، معبِّرين عن شكرهم وامتنانهم، وفي الوقت نفسه، مؤكِّدين أنَّ الفنان فلمبان رائد يستحق كل تقدير.
الجدير بالذكر أنَّ هذه البادرة تأتي امتدادًا لدعمه الكبير والدائم للحركة الفنيَّة والثقافيَّة، وللفن التشكيلي، فقد سبق وأنْ أعلن وتكفَّل بجائزة سنويَّة باسم الراحل الكبير الفنان التشكيلي الرائد عبدالحليم رضوي.
كما أُلقيت خلال الحفل، كلمات لكل من الدكتور عبدالمحسن القحطاني، والدكتور عبدالله السلمي، ومحمد الصبيح، والدكتورة مها عبدالحليم رضوي، والفنَّانة أروى عبدالله نواوي، وعدد من الحضور.
وشكر الدكتور عبدالله دحلان، منظِّمي هذه الليلة بالجامعة، ومنهم الدكتور فهد الشريف، وأشاد بجهود مسؤولة المكتبة بالجامعة الأستاذة حنين الغامدي، والتي حوَّلت المكتبة لمنتدى ثقافيٍّ للمفكرين والكتَّاب والباحثين، ونوَّه باحتضانها مكتبات لبعض الروَّاد أمثال المستشار محمد حسين قاروب «مدير عام وزارة التجارة بجدَّة، وعضو مجلس الشورى -سابقًا-، كما شكر مدير الجامعة، الدكتور وئام تونسي، وزملاءه، والزملاء في العلاقات نزيه مكوار، ومي اللويحق.
فلمبان لـ المدينة: أوثِّق تاريخًا غير معروف عن الفن التشكيلي
عريس الليلة الفنان الرائد أحمد فلمبان، شكر -خلال كلمته بالحفل- جميع الحاضرين على حضورهم ومشاركتهم، والدكتور عبدالله دحلان على حضوره ورعايته للحفل، ودعمه الدائم، كما أبدى شكره للدكتور فهد الشريف، والموسيقار مدني عبادي.
وأشار إلى أنَّ كتابه هو الرابع له، ويصدر كتابه المقبل في نهاية العام عن الفن التشكيلي السعودي في 120 عامًا.
وقدم شكر خاص لسمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، على ما يقدِّمه للثقافة السعوديَّة من عطاء كبير.
وفي تصريح خاص لصحيفة «المدينة»، قال الفنان القدير أحمد فلمبان: « سعيد جدًّا بأنْ أقوم بدوري كفنان في تأريخ الفن التشكيلي السعودي، ومن خلال بحوثي واطِّلاعي اكتشفتُ أنَّ جذور الفن التشكيلي في المملكة تعود إلى أكثر من 100 عام، وهناك كثير من الفنَّانين القدامي لم تُذكر أسماؤهم في التاريخ، ولهذا لابُدَّ أنْ أسجِّل هذه المعلومات وأدوِّنها في كتب، وأكتب عن الكثير من الروَّاد غير المعروفين، والذين لم يأخذوا حقهم؛ لكي تبقى كل هذه المعلومات محفوظةً ومرجعًا تاريخيًّا موثَّقًا للأجيال».
وقدم فلمبان شكره الكبير للدكتور عبدالله دحلان على إعلانه تخصيص جائزة سنويَّة باسمه، وتكفُّله بطباعة كتابه المقبل، وقال: إنَّ هذا ليس بمستغرب، فقد تعوَّدنا منه دعمه وتشجيعه.
الوفاء يجمع مدني بفلمبان
موقف رائع شهده الحفل، فقد حضر الموسيقار مدني عبادي، وأثرى الليلة بعزفه الرائع على آلة القانون، وكانت مفاجأة جميلة، عندما كشف الفنان مدني، عن أنَّ الفنان أحمد فلمبان كان أستاذه في المدرسة الثانوية بمكَّة المكرَّمة قبل أكثر من 50 عامًا، وبعد ذلك أصبحا زميلين، فالفنان فلمبان رغم ريادته في الفن التشكيلي، هو أيضًا يعزف على آلتي العود والكمنجة، وقدَّم شكره العميق لزميله على حضوره اليوم، ووفائه ومشاركته فرحة تدشين كتابه الجديد.
فيما عبَّر مدني عن عميق تقديره لزميله فلمبان.
وتبادل الاثنان التحايا وكلمات المحبة والتقدير، وسط تصفيق جميع الحضور.
