في 21 مايو 2025، نشر مستخدم معروف باسم 齐天的孙猴子 على موقع “ويبو” صوراً يُقال إنها تُظهر طائرة J-35A مطلية باللون الأخضر، وهو لون يُستخدم عادةً للهياكل غير المطلية أو النماذج الأولية في مراحل الإنتاج المبكر، مما أثار تكهنات بأن الطائرة قد تكون أول نموذج من الإنتاج التسلسلي للمقاتلة J-35A.
وعلى الرغم من أن بعض المصادر والمعلقين على الإنترنت زعموا أن الطائرة مخصصة لباكستان أو دخلت الخدمة التشغيلية بالفعل، فإن هذه التفسيرات لم تؤكدها أي جهة رسمية. وأشار الخبير “روبريخت دينو” إلى أن الطائرة J-35 لم تدخل الخدمة بعد، ولم تُصدر لأي طرف، ومن المرجّح أنها مخصصة للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني (PLAAF).
وتدل هذه المعطيات على أن الطائرة لا تزال في مرحلة الإنتاج الأولي، رغم عدم صدور أي تأكيد رسمي من السلطات الصينية بشأن بدء الإنتاج التسلسلي.
تُعدّ J-35A النسخة البرية من برنامج المقاتلة الصينية من الجيل الخامس الذي تطوره شركة “شنيانغ لصناعة الطائرات” (SAC)، التابعة لمؤسسة صناعة الطيران الصينية (AVIC). وتعود أصول هذه الطائرة إلى النموذج FC-31 “جيرفالكون”، وهي طائرة تجريبية تكنولوجية أجرت أولى طلعاتها الجوية في 31 أكتوبر 2012، ولم تكن ممولة آنذاك من الجيش الصيني، ولذلك حملت رمز “FC” بدلاً من الرمز “J” المخصص للمقاتلات التشغيلية التابعة للجيش. وقد عُرضت الـFC-31 علناً في فعاليات مثل معرض “تشوهاي” الجوي عام 2014 ومعرض دبي الجوي عام 2015، في محاولة لجذب زبائن خارجيين. وبعد سنوات من الاختبارات والتعديلات – بما في ذلك ظهور النموذج الثاني “31003” عام 2016 بخصائص معدّلة – بدأت القوات المسلحة الصينية تُبدي اهتماماً متزايداً بالمشروع، ما أدى لاحقاً إلى تطوير نسخ بحرية وبرية.
قامت النسخة البرية J-35A بأولى طلعاتها الجوية في 26 سبتمبر 2023، وتختلف عن نسختها البحرية في عدد من الجوانب الهيكلية، من بينها عجلة أمامية مفردة، وتصميم جناح مختلف، وتعديلات في شكل الذيل.
وقد تم الكشف الرسمي عن الطائرة J-35A خلال الدورة الخامسة عشرة من معرض الصين الدولي للطيران والفضاء (تشوهاي 2024) في نوفمبر 2024. وكانت الطائرة تحمل علامات القوات الجوية الصينية ورقماً هو “75”، يُعتقد أنه يرمز إلى الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس القوات الجوية. وأكّد العقيد “نيو وينبو” من إدارة العتاد بالقوات الجوية مشاركة الطائرة في الحدث. ووصف “وانغ يونغ تشينغ”، الباحث الرئيسي في معهد تصميم وبحوث الطائرات بشنيانغ، دور الطائرة القتالي بأنه يساهم في “تنسيق الأنظمة”، مشيراً إلى أنها قد تتكامل مع وحدات الدفاع الجوي ومنصات أخرى، وأنها قد تستخدم رادارها لتبادل بيانات الاستهداف أو لتوجيه الأسلحة. وهذا يُشير إلى أن J-35A يتم تقديمها كعنصر تكاملي ضمن شبكة الدفاع الجوي الأوسع. وقد أجرت الطائرة عرضاً جوياً خلال المعرض، كما ظهرت في العرض الثابت، مما عزز ارتباطها بالقوات الجوية الصينية ويمثل أول ظهور علني رسمي لها.
ولم تُنشر بعد بيانات رسمية كاملة حول مواصفات J-35A أو أدائها. ولكن وفقاً للملاحظات المتاحة، فهي مقاتلة ثنائية المحرك، ذات مقعد واحد، وتحتوي على خزائن داخلية للأسلحة، ومآخذ هواء من نوع DSI (بدون فواصل هوائية)، وجناح شبه مثلثي. كما يُعتقد أن جناحها أصغر من جناح النسخة البحرية، وتختلف منظومة العجلات كذلك. ويبدو أن هيكل الطائرة يحتوي على خصائص تقليل للبصمة الرادارية، مثل الأسطح المتوازية الحواف، والانتقالات الناعمة بين الألواح، والحواف المسننة عند المفاصل المتحركة.
ويُرجح أن الطائرة مزودة برادار صفيف إلكتروني نشط (AESA)، ونظام استهداف بصري-كهربائي، وشاشات عرض مثبتة على الخوذة، رغم أن هذه المعلومات لا تزال غير مؤكدة رسمياً. وقد استُخدمت في النماذج السابقة محركات WS-13E وربما WS-21، بينما تشير بعض المصادر إلى إمكانية تزويد نسخ الإنتاج المستقبلية بمحركات WS-19. وتقدّر المصادر المفتوحة وزن الإقلاع الأقصى للطائرة بنحو 28 طناً، ومدى القتال بين 1,200 و1,900 كيلومتر، إلا أن هذه الأرقام لم يتم التحقق منها رسمياً.

لم يتم تأكيد تكوين تسليح المقاتلة J-35A بشكل رسمي حتى الآن، إلا أن الصور والتعليقات المتاحة تشير إلى أن الطائرة قادرة على حمل مزيج من صواريخ جو-جو قصيرة ومتوسطة المدى، مثل PL-10 وPL-15، إلى جانب ذخائر موجهة بدقة. ويُعتقد أن حواضن الأسلحة الداخلية قادرة على استيعاب ما يصل إلى ستة صواريخ، في حين يمكن تركيب حمولة إضافية على نقاط تعليق خارجية، رغم أن العقيدة التشغيلية الدقيقة للحمولة القتالية لم تُحدَّد بعد. ووصفت مصادر الدفاع الصينية وخبراء عسكريون الطائرة بأنها منصة قتالية شبكية، قادرة على تنفيذ مهام تفوق جوي وهجوم أرضي، مع القدرة على التكامل مع أنظمة أخرى. وفي هذا السياق، قد تُشكل J-35A مكمّلاً للمقاتلة J-20 ضمن هيكل قوات الجو التابعة لجيش التحرير الشعبي. ووصفت منشورات صينية المقاتلات J-10C وJ-16 وJ-20 وJ-35A بأنها تشكل “الفرسان الأربعة” في أسطول المقاتلات الصيني المتكامل.
أما النسخة البحرية من المقاتلة، المعروفة باسم J-35، فقد شهدت بدورها تطورات ملحوظة. فقد أفادت تقارير صينية بأن الطائرة نجحت في أواخر مارس 2025 في تنفيذ إقلاع باستخدام مقلاع كهرومغناطيسي على متن حاملة الطائرات “فوجيان” (Type 003). وإذا تأكد ذلك، فسيشكل خطوة مهمة نحو تشغيل مقاتلات شبحية من على متن حاملات الطائرات التابعة للبحرية الصينية. وتتميز الحاملة “فوجيان” بثلاثة مقاليع كهرومغناطيسية ونظام دفع كهربائي متكامل، ما يمكّنها من تشغيل طائرات أثقل مقارنة بالحاملات الصينية السابقة. ويقدّر المحللون أن بوسع “فوجيان” استيعاب ما يصل إلى 48 مقاتلة J-35، بينما قد تُستخدم نسخ معدّلة منها بأعداد محدودة على متن حاملتي “لياونينغ” و”شاندونغ” المزودتين بمنحدرات إقلاع (ski-jump). وباحتساب جميع المنصات، قد تقترب الصين من تشغيل نحو 100 مقاتلة شبحية بحرية بحلول نهاية هذا العقد، رغم غياب تأكيد رسمي من السلطات الصينية حول القدرات أو الجداول الزمنية للنشر.
ورغم أن التركيز الأساسي على خدمة المقاتلة داخلياً، فإن الاهتمام الخارجي بها آخذ في النمو. وتشير تقارير إلى أن باكستان تسعى للحصول على ما يصل إلى 40 مقاتلة J-35A، مع بدء تدريب الطيارين في الصين، وتوقعات ببدء التسليم الأولي في عام 2026، رغم عدم وجود اتفاق رسمي مؤكد حتى الآن. كما أفيد بأن مصر تجري محادثات أولية مع الصين بشأن احتمال اقتناء الطائرة. ويجري تطوير نسخة خاصة للتصدير تحت اسم J-35E، لكن لم تُعلن بعد مواصفاتها أو تفاصيل التعاقد بشأنها. ونظراً للبنية التحتية المعقدة المطلوبة للإقلاع بالمقلاع الكهرومغناطيسي، فإن تصدير النسخة البحرية J-35 يبدو غير مرجّح لغالبية الزبائن المحتملين.
وتستمر المقارنات بين J-35 والمقاتلة الأميركية F-35 في الظهور ضمن النقاشات العامة، خصوصاً من حيث التشابه في الشكل الخارجي والوظائف المحتملة. وقد أشار بعض المراقبين إلى اختلافات في تصميم المظلة، وشكل المقدّمة، وتكوين الذيل، ومداخل الهواء. وذكر بعض المسؤولين والمحللين الأميركيين، بمن فيهم الجنرال ديفيد ألوين، أن بعض جوانب تصميم J-35A قد تكون متأثرة بتصميم F-35. ومع ذلك، حذر خبراء آخرون من الإفراط في الاعتماد على هذه المقارنات البصرية في ظل ندرة المعلومات المتوفرة حول إلكترونيات الطيران، وخصائص التخفي، وأنظمة القتال في J-35. ولا تزال أصول بعض ميزات التصميم محل جدل، وسط استمرار مزاعم سابقة حول عمليات تجسس. من جهتها، تصرّ المصادر الصينية والروسية – ومن ضمنها فلاديمير باركوفسكي من شركة “ميغ” – على أن J-35 طائرة محلية بالكامل تلتزم بمبادئ تصميم المقاتلات الشبحية من الجيل الخامس، دون أن تكون نسخة مقلدة مباشرة من الطائرات الغربية.