دافع رئيس أكبر شركات إنتاج النفط في روسيا عن قرار مجموعة الدول الثمانية في تحالف أوبك+ بزيادة حصص إنتاج الخام من مايو/أيار وشهرين تاليين.
وقال مدير الشركة وهي روسنفط (Rosneft) إيغور سيتشين إن قرار تسريع الزيادة الإنتاجية يبدو الآن “مبررًا” في ضوء الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي دخلت أسبوعها الثاني.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تستهدف دول أوبك+ تنظيم المعروض العالمي من النفط الخام، وتشكّل نحو 41% من إنتاج الخام في العالم أجمع.
وانخفضت أسعار النفط فور الإعلان عن قرار دول أوبك+ إلا أنها عاودت الارتفاع فور اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل لتقفز بنسبة 7% في أول أيام الحرب (الجمعة 13 يونيو/حزيران) ثم سجلت أمس (20 يونيو/حزيران) 77.01 دولارًا للبرميل بعد تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 3.7%.
إنتاج أوبك+ النفطي
في تصريحات له على هامش انعقاد المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرج، قال رئيس شركة روسنفط إيغور سيتشين إن قرار الدول الثماني في أوبك+ بتسريع زيادة إنتاج النفط يبدو ثاقبًا ومبررًا في ضوء الحرب بين إسرائيل وإيران.
وأوضح: “القرار الذي اتخذه قادة أوبك بزيادة الإنتاج يبدو ثاقبًا للغاية ومبررًا من وجهة نظر السوق مع الأخذ قي الاعتبار مصالح المستهلكين في ضوء حالة عدم اليقين المرتبطة بنطاق الصراع الإيراني الإسرائيلي”.
كما ألمح إلى إمكانية تقديم موعد الزيادة الكاملة لإنتاج أوبك+ النفطي بنحو عام من الخطة الأصلية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن وكالة رويترز.
واتفقت الدول المشاركة في الخفض الطوعي للإنتاج في تحالف أوبك+ في أبريل/نيسان الماضي (2025) على زيادة الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز رغم انخفاض أسعار النفط وتراجع الطلب.
وكانت الزيادة أكبر من المتوقع، وتعادل ثلاث دفعات شهرية من الخطة الأولية لزيادة الإنتاج وهو ما أصاب السوق بصدمة.
إذ بعد سنوات من خفض الإنتاج، اتخذت الدول الثماني قرارًا بزيادة متواضعة في أبريل/نيسان ثم مضاعفتها 3 مرات في خامس وسادس وسابع شهور العام الجاري.
وبدأت تلك الدول بدءًا من أبريل/نيسان إعادة ضخ 2.2 مليون برميل يوميًا تدريجيًا إلى الأسواق العالمية، بعدما كانت قد خُفّضت طوعيًا من 2024 وحتى نهاية مارس/آذار 2025.
وما يزال تحالف أوبك+ ملتزمًا بخفض طوعي إضافي يبلغ 1.65 مليون برميل يوميًا، تُنفذه 9 دول أعضاء حتى نهاية عام 2026، إلى جانب سياسة خفض إلزامية تبلغ مليوني برميل يوميًا بدأ تنفيذها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وتستمر حتى نهاية العام المقبل (2026).
ودول الخفض الطوعي الثمانية هي المملكة العربية السعودية والعراق والإمارات والكويت وقازاخستان والجزائر وسلطنة عمان وروسيا.
الطلب على النفط
لا يتوقع رئيس روسنفط إيغور سيتشين حدوث فائض في الإنتاج على المدى الطويل على الرغم من زيادة الإنتاج العالمي، وأرجع ذلك إلى انخفاض المخزونات على الرغم من أن نمو تبني السيارات الكهربائية في الصين ربما تؤثر في الطلب.
يتفق مع ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال خلال اجتماع مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص إنه يتفق مع تقديرات المجموعة بشأن استمرار ارتفاع الطلب العالمي على النفط.
ويرصد الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- توقعات أوبك لحجم الطلب على النفط في 2025:
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، ثبتت أوبك توقعات الطلب على النفط خلال عامي 2025 و2026 المقبل لينمو بنحو 1.29 مليون برميل يوميًا في العام الجاري إلى 105.13 مليون برميل يوميًا.
كما أبقت أوبك توقعاتها لنمو الطلب على النفط في عام 2026 عند 1.28 مليون برميل يوميًا، دون تغيير عن التقديرات السابقة، ليصل الإجمالي إلى 106.42 مليون برميل يوميًا.
من جانبه، دافع مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي عن قرار أوبك+ بتسريع الزيادة في الإنتاج بدءًا من مايو/أيار قائلًا، إنها لم تؤثر في أسعار النفط للأسباب التالية:
الطلب على النفط في الدول النفطية يزيد كثيرًا خلال أشهر الصيف، لتذهب أغلب الزيادة لتلبية الطلب المحلي وليس إلى الأسواق العالمية. زيادة سقف إنتاج النفط “على الورق” فقط لأن أغلب هذا النفط الذي زادوه موجود مسبقًا في السوق. ارتفاع الطلب على البنزين والديزل ووقود الطيران وزيت الوقود في السعودية خلال موسم الحج. انخفاض صادرات الغاز الإيراني إلى العراق بصورة كبيرة. تراجع صادرات الأميركتَيْن من النفط الخام.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
تصريحات رئيس شركة روسنفط عن أوبك+ لوكالة رويترز