«مونديال الأندية»: «فيفبرو» يحث «فيفا» على إعادة تقييم توقيت مواعيد المباريات
أثارت درجات الحرارة المرتفعة في كأس العالم للأندية لكرة القدم هذا العام، المخاوف بشأن مواعيد انطلاق المباريات بعد الظهر في بطولة كأس العالم للمنتخبات 2026، إذ تفرض البطولة الموسَّعة تحديات لوجيستية على المنظمين.
وشهدت الولايات المتحدة موجة حر شديدة، إذ واجه لاعبو بروسيا دورتموند فريق أولسان الكوري الجنوبي في سينسناتي، أمس (الأربعاء)، في درجة حرارة تجاوزت 32 مئوية مع انطلاق المباراة في الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي.
واستغل اللاعبون فترات الراحة التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مرة كل شوط في المباريات هذا الأسبوع؛ لترطيب أجسادهم، بينما قال إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي للصحافيين إنه «من المستحيل» تنظيم جلسات تدريبية منتظمة بعد الظهر في فيلادلفيا شديدة الحرارة.
وقال الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) إن هذه الظروف «يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار».
وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين لـ«رويترز»: «نظراً لأن تغير المناخ يجعل ظروف الطقس صعبةً، بما في ذلك درجة الحرارة العالية، أصبحت هذه القضية مُلحةً بشكل متزايد للجميع في صناعة كرة القدم. المخاطر التي تنطوي على إقامة مباريات في درجات حرارة مرتفعة أصبحت حقيقيةً ومتزايدةً».
وحثَّ «فيفبرو» الهيئات العالمية المختصة باللعبة على إعادة تقييم مواعيد انطلاق المباريات للتعامل بشكل أفضل مع ظروف الحرارة، في حين أشاد بالمنظمين مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمرونتهم في إضافة فترات راحة لترطيب أجساد اللاعبين.
وقال «فيفبرو»: «نعتقد أن هناك كثيراً مما ينبغي القيام به لإعطاء الأولوية لصحة اللاعبين وسلامتهم… البروتوكولات والقوانين الحالية للعبة تتطلب مراجعة عاجلة، وهذا هو التحدي الذي يجب على صناعة كرة القدم بأكملها مواجهته معاً».
ولم يستجب «فيفا» على الفور لطلب للتعليق.
ولم يكشف «فيفا» بعد عن مواعيد مباريات كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، لكن المنظمين قد يواجهون تحديات إذا عادت الظروف الحارة.
ولن تكون مشكلة ارتفاع درجات الحرارة مفاجئة لأولئك الذين حضروا آخر نسخة استضافتها الولايات المتحدة عام 1994.
وكتبت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» بعد أسبوع من انطلاق البطولة، إذ كانت درجات الحرارة المرتفعة سبباً في إثارة غضب الجماهير: «ضوضاء الشكاوى التي تتردد في جميع أنحاء البلاد قد تطغى على الهتافات في الملاعب التسعة التي تستضيف البطولة الدولية التي تقام كل 4 سنوات».
وتوافد أكثر من 90 ألف مشجع لمشاهدة المباراة النهائية في باسادينا، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 37.8 درجة مئوية.
وكانت هذه آخر مرة تقام فيها مباراة نهائية لكأس العالم بالكامل نهاراً.
مع توسع البطولة من 32 إلى 48 فريقاً، ربما يكون من غير الممكن تجنب انطلاق المباريات في فترة ما بعد الظهيرة لتلبية احتياجات الجدول الزمني واستيعاب أسواق البث الأوروبية المربحة.
وقالت مادلين أور المتخصصة في علم البيئة الرياضي: «تستثمر شركات البث الكبرى أموالاً طائلة، لذا فهي ليست مهتمة كثيراً بتغيير الجدول الزمني لاستيعاب ارتفاع درجات الحرارة إذا كان هذا يعني أنها لن تحقق القدر نفسه من عائدات الإعلانات».
وقالت أور، في دراسة شاركت في إعدادها في وقت سابق من هذا العام، إن المدن المستضيفة الأكثر عرضة لخطر الحرارة في عام 2026، بما في ذلك ميامي ومونتيري وفيلادلفيا وكانساس سيتي وبوسطن ونيويورك، عليها تجنب مواعيد انطلاق المباريات في ساعات ما بعد الظهر الأكثر حرارة.
وقالت أور إن نقل مزيد من المباريات بعد الظهر لأحد الملاعب الأربعة المغلقة للبطولة في أتلانتا ودالاس وهيوستن وفانكوفر، قد يكون جزءاً من الحل.
وأضافت أور: «إذا كنا نتحدث عن السلامة أولاً، فالأمر ليس معقداً على الإطلاق. أما إذا كنا نتحدث عن استضافة حدث ضخم وجعله مجدياً مادياً وإقامته، فالأمر معقد».