انخفضت أسعار النفط، اليوم الخميس، بعد أن سجلت مكاسب بنسبة 3% في الجلسة السابقة، وسط حذر المستثمرين من إمكانية إعادة فرض رسوم جمركية أمريكية أعلى. ما قد يؤدي إلى انخفاض في الطلب على الوقود. يأتي هذا التراجع في ظل توقعات بإعلان كبار المنتجين عن زيادة في الإنتاج، ما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 53 سنتًا، أو بنسبة 0.77%، لتصل إلى 68.58 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:36 بتوقيت جرينتش. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 51 سنتًا، أو بنسبة 0.76%. ليصل إلى 66.94 دولار للبرميل، حسبما أفادت وكالة “رويترز”.
فهرس المحتوي
تقلبات السوق بعد التوترات الجيوسياسية
وكان كلا العقدين قد سجلا أعلى مستوياتهما خلال أسبوع أمس الأربعاء، بعدما أعلنت إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ما أثار مخاوف من أن الخلاف المستمر بشأن برنامجها النووي قد يتصاعد مجددًا إلى صراع مسلح. في حين، توصلت الولايات المتحدة وفيتنام إلى اتفاق تجاري أولي. ما أضاف تعقيدًا للوضع العام.
علاوة على ذلك، تزداد حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية الأميركية؛ حيث من المقرر أن تنتهي مهلة الـ90 يومًا لتجميد تطبيق الرسوم الجمركية الأعلى في 9 يوليو. يأتي ذلك دون التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة مع عدة شركاء تجاريين كبار مثل الاتحاد الأوروبي واليابان. ما ينذر بتصعيد محتمل للتوترات التجارية.
“أوبك+” وتوقعات زيادة الإنتاج
من ناحية أخرى، من المرجح أن تتفق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها مثل روسيا، المعروفون بتحالف “أوبك+”. على زيادة إنتاجهم بمقدار 411 ألف برميل يوميًا خلال اجتماعهم المرتقب هذا الأسبوع. هذا القرار قد يُسهم في زيادة المعروض العالمي من النفط، ما يؤثر على الأسعار.
وفي ظل هذا الغموض المحيط بكلا الحدثين. ومع اقتراب عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة في الرابع من يوليو، قال محللو بنك “ING” في مذكرة اليوم الخميس إن “المشاركين في السوق على الأرجح لن يرغبوا في تحمل الكثير من المخاطر خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الولايات المتحدة”.
تراجع نشاط الخدمات الصيني
كذلك، مما زاد من الأجواء السلبية، أظهر مسح للقطاع الخاص اليوم الخميس أن نشاط الخدمات في الصين -أكبر مستورد للنفط في العالم- قد نما بأبطأ وتيرة له منذ تسعة أشهر في يونيو. وسط ضعف في الطلب وتراجع في الطلبيات التصديرية الجديدة. ما يشير إلى تباطؤ محتمل في النمو الاقتصادي الصيني.
كما أدى الارتفاع المفاجئ في مخزونات الخام الأميركية إلى تسليط الضوء على مخاوف بشأن الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأربعاء إن المخزونات المحلية من الخام ارتفعت بمقدار 3.8 مليون برميل إلى 419 مليون برميل الأسبوع الماضي. بينما توقع محللون في استطلاع أجرته رويترز انخفاضًا قدره 1.8 مليون برميل.
قلق بشأن الطلب المحلي
وانخفض الطلب الأسبوعي على البنزين إلى 8.6 مليون برميل يوميًا. ما أثار القلق بشأن الاستهلاك خلال ذروة موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة. ويعكس ضعفًا محتملاً في الطلب المحلي على الوقود.
وأشار محللون إلى أن السوق سيراقب عن كثب صدور تقرير الوظائف الشهري الرئيسي في الولايات المتحدة اليوم الخميس. لتشكيل التوقعات بشأن مدى توقيت تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في النصف الثاني من هذا العام. وقد تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي. وهو ما قد يدفع بدوره إلى زيادة الطلب على النفط.
وكان تقرير خاص عن الوظائف قد أظهر أمس الأربعاء انكماشًا لأول مرة منذ عامين. رغم تحذير المحللين من عدم وجود ارتباط قوي بين هذه البيانات وبيانات الحكومة الرسمية.
الرابط المختصر :