أكد عضو العلاقات العامة في فرقة “موكب يا حسين” صادق حسين، أن انطلاقة الموكب تعود إلى أكثر من 15عامًا، عندما كانوا مجموعة من الشباب الموسيقيين يحضرون مواكب العزاء في منطقة السقية.
ولفت إلى أن “بعض الأخوة في السقية اقترحوا حينها تشكيل موكب عزائي خاص يضم مجموعة كاملة من العازفين بآلات موسيقية متنوعة، وهو ما لاقى قبولًا بينهم ليبدؤوا أولى المشاركات في المنطقة”.
وأوضح أن الفرقة شاركت بموسمين عزائيين في السقية، حيث لفتوا أنظار أعضاء من مواكب العاصمة المنامة الذين تساءلوا عن سبب اقتصار مشاركة الموكب على السقية، واقترحوا عليهم التوسّع والمشاركة في المنامة.
وأضاف “كنا مترددين في البداية من خوض تجربة المشاركة في مواكب المنامة؛ نظرًا لكثافة الحضور وصعوبة الترتيب، لكن بعد التشاور قررنا التوكل على الله، وأرسلنا خطابًا رسميًا إلى المواكب الحسينية في المنامة نطلب فيه الموافقة على مشاركتنا، وفعلا تم الترحيب بنا، وشاركنا لأول مرة في فعالية عزائية بمناسبة ذكرى وفاة النبي في العام 2011، حيث قدمنا عرضًا موسيقيًا فقط من دون وجود رادود”.
وبيّن أن التجربة لاقت ترحيبًا واسعًا من الحضور في المنامة؛ ما شجع الفرقة على الاستمرار، مشيرًا إلى أن عدد الأعضاء تطوّر من نحو 15 شخصًا في البداية إلى ما يقارب 100 شخص في بعض المواسم، ممن أحبوا الفكرة وانضموا للفرقة.
وعن الاستعدادات الموسيقية، أشار إلى أن “موكب يا حسين” يختلف عن المواكب التقليدية، إذ لا تقتصر التحضيرات على اختيار الرادود والكلمات، بل تتطلب تجهيزات موسيقية تبدأ من قبل شهر رمضان، إذ يتم إعداد الألحان التي ستُستخدم في موسم عاشوراء، ثم تنطلق التدريبات الفردية والجماعية وصولًا إلى شهر محرم.
وتابع “نوقف التدريبات مع بداية محرم للانخراط في المشاركة الفعلية بالمواكب والمجالس، ونبدأ عادة بالمشاركة في مآتم عبدالله ترك في منطقة القضيبية ليلة السابع من محرم، باعتبارها تجربة عملية لاختبار الجهوزية، ثم نواصل مشاركاتنا ليلة التاسع والعاشر، ويوم العاشر في المنامة”.
وردًا على التساؤلات بشأن استخدام الموسيقى في موسم عاشوراء، قال حسين إنهم ينظرون إلى الموسيقى على أنها “لغة عالمية” تتجاوز الحواجز الجغرافية واللغوية وتخاطب المشاعر مباشرة، مشبهًا تأثيرها بما يحدث عند رحيل الشخصيات الكبرى إذ تبقى ألحان الوداع حاضرة في الذاكرة الجمعية.
وأوضح أن الفرقة لم تقدم على هذه الخطوة إلا بعد مراجعة عدد من وكلاء مراجع دينيين ومكاتب المراجع في البحرين، وحصلوا على تأكيد أن المشاركة الموسيقية “جائزة شرعًا”، وإن كان بعضهم يفضل الأسلوب التقليدي، إلا أنه لم يُحرّمها.
وأضاف “نحرص دائمًا على اختيار الألحان بعناية بما لا يتعارض مع القيم الشرعية، ونخضع لإشراف هيئة المواكب الحسينية، ولدينا اجتماعات سنوية تتم فيها مناقشة أي ملاحظات أو مشكلات، والحمد لله على مدار 15 عامًا لم تسجل علينا أي ملاحظات سلبية من الجهات الرسمية”.
وأشار إلى أن معظم الانتقادات التي وُجهت إليهم كانت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن أشخاص لم يسبق لهم حضور مواكب الفرقة في المنامة، مؤكدًا أنهم يرحبون بالحوار والتفاهم مع أي طرف لديه ملاحظات، ويدعون المنتقدين إلى الحضور والاطلاع بأنفسهم قبل إصدار الأحكام.
وختم حسين بتأكيد التزام الفرقة بالشروط الشرعية والإدارية والتنظيمية كافة، مشيرًا إلى أن رسالتهم تسعى للوصول إلى قلوب الناس بلغة يفهمها الجميع، وهي “لغة الموسيقى”.
تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.