الخليل / PNN – حلم طفولة بدأه عماد أبو تركي من مدينة الخليل بعد أن أنهى درسة دورة مهنية في عمل الخراطة والتسوية واللحام في مركز مهني الخليل عندما عمره 15 عشر عاما ، والآن أصبح مسن يعاني من ألام وأمراض جسدية لصعوبة عمله، فهو يعاني دسكات وألام باليد والقدم ورغم هذا فهو يفتخر بأنه قادر على العمل وإنجاز وتصنيع أي آلة يراها بل ويجري تعديلات عليها بحيث تتناسب وما يطلبه الزبون .
كانت بداية عمله في محل الحاج يُسر الطباخي في الخليل حيث كانوا يصلحون الدراسات الزراعية “ الحصادات” و لم نكن نصنعهم بعد ذلك أصبحوا يستوردون من تركيا الدراسات الزراعية الحديثة ، وأصبح أبو تركي يُصلحها ويُبدل أجزاء منها ويضيف أخرى حسب طبيعة المنطقة عندنا والمناخ لدينا والقش الموجود عندنا وطريقة الدراس “ الحصاد” لدينا ، ويضيف أننا في المحل أصبحنا نعتمد على صيانة الدراسات الزراعية المستوردة من تركيا والخارج لحصد القش وفصل الحبوب ، ومع ازدياد مهارته في صيانتها وإدخال التعديلات عليها بحيث تتلائم وطبيعة الأراضي والمحاصيل الزراعية والمناخ ونوعية القش في فلسطين ،وأصبح يعمل على إنتاج نموذج محلي من الدراسات الزراعية المحلية الصنع تنافس في جودتها المستورد .
ويقول عماد أبو تركي: بعد ذلك جاءت الفكرة بدلا من أن أستورد من الخارج و طالما أني أُصلح وأبدل وأُطور في المستورد على أساس ينجح في بلادنا ،بدأت في تصنيع أول دراسة زراعية “حصادة” والثانية والثالثة والحمد لله سارت الأمور وأصبحت أُصنع الدراسات على تركتور ، ويوضح أن الدراسات التي على تركتور يكون عرضها 120سم × 90 سم طولها 2.5 م ، تنتج في الساعة ما يقارب طن و600 كيلو ، ينزل ” التبن ” القش على الكرنك والشفرات تطحن القش ثم يخرج القش من خلال كُربال الذي يتحكم في خُشونة القش ونعومته ،وينزل على غُربال حيث يقوم بالغربلة وهناك شفرات تفصل التبن عن الحب، وبعد مصادرة الاحتلال لعدة الخراطة أصبح يصنع دراسات تعمل على الكهرباء.
يشير أبو تركي الى تفاجئ الزبائن بجودة عمل وقوة الدراسات الزراعية التي ينتجها ،بعد أن قارنوها بالمستورد ، فالحديد الذي يستخدمه أسمّك، كما عمل على إعطاء كل جزء من الدراسات القوة المطلوبة له حتى يستوعب ضغط العمل عليه، و الإنتاج أصبح سريع ،وأصبحت نظافة العمل ملحوظة ،فالحب يخروج نظيف ،والتبن يخرج نظيف ، التبن بعد أن يخرج يتم غربلته ،والحب يذهب لخزان ،التبن يخرج عن طريق الهواء عن طريق شكل بوري طويل .
يرى كثير من الزبائن متانة وجودة صناعة عماد أبو تركي ويفاضلون في الحصول على الدراسات الزراعية التي يصنعها بل ويبيعونها ليربحوا من ورائها كثيرا من المال .
ومن المفارقات أن أبو تركي لا يقتصر عمله على إنتاج الدراساتالزراعية بل يتعداه لصناعة أي آلة أو ماكنة يراها

ويروي لنا أبو يعقوب في نهاية حديثه عن معاناته مع الاحتلال في ممارسة هذه المهنة ، قائلا أن مهنتي سببت لي متاعب مع الاحتلال و مع اليهود، كان لدي ملف اشتباه في المحل ،وأنا أُسمي المخرطة ب مخرطة فلسطين للصناعة والتجارة،وكلما أسست محل فكل 4 الى 5 سنوات يأتي الاحتلال ويُصادر عدّة المحل والآلات “وهي المخارط ” ،يقول: كان لدي محل أنشأته في مدينة يطا صادر الاحتلال مخرطتين وفريزه “ آلة فرز الحبوب عن القش” في بداية الأحرب 2023 ، بعد ذلك فتحت محل أخر والذي الآن أنا متواجد فيه، أول الحرب لم يكن هناك مشاكل ولكن جاء جنود الاحتلال بالليل واعتقوا أحد أبنائي وجلبوا معهم ونش وأخذوا من عندي مخرطتين وفريزه ومقشطة،
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

