تحدثت مذيعة CNN، كريستيان أمانبور، مع الناشط الفلسطيني محمود خليل، والذي اعتقلته السلطات الأمريكية على خلفية مشاركته بمظاهرات في جامعة كولومبيا، حيث ناقشا تفاصيل ليلة اعتقاله واقتياده من مدينة إلى أخرى.
نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:
كريستيان أمانبور: محمود خليل، أهلاً بك في البرنامج.
محمود خليل: شكراً لك، شكراً لاستضافتي.
كريستيان أمانبور: عد بنا إلى ذلك اليوم الذي كان مروعاً لك ولعائلتك ولجميع أصدقائك وأقاربك ولمن شاهدوا الأمر، عندما جاءوا إلى منزلك، أعتقد أن ذلك حدث ليلاً، ولدينا فيديو، واعتقلوك.
محمود خليل: أجل، كريستيان، شعرتُ وكأنني أتعرض للاختطاف، أن يتبعني عملاء بملابس مدنية إلى بهو المبنى، إلى مكان خاص، ويهددون زوجتي بالاعتقال إن لم تنفصل عني. رفضوا الإجابة على أي أسئلة، ورفضوا تقديم مذكرة توقيف. وقالوا كل هذه الأمور الخاطئة، بأن لديّ تأشيرة طالب، ولم يصدقوا أنني حامل بطاقة خضراء. لذا شعرتُ حرفيًا وكأنه اختطاف واستهداف خارج نطاق القضاء، وعلى مدار الـ 24 أو 30 ساعة التالية، نُقلتُ حرفيًا من مكان إلى آخر كما لو كنتُ شيئًا. أخذوني إلى مكتب في نيويورك، ثم إلى نيوجيرسي وتكساس، ثم إلى لويزيانا، التي تبعد حرفيًا 1400 ميل عن نيويورك. كان سيكون من الأسهل السفر من نيويورك إلى لندن مقارنة باصطحابي إلى لويزيانا.
كريستيان أمانبور: وربما أكثر راحة.
محمود خليل: بكل تأكيد.
كريستيان أمانبور: دعني أسألك فقط، وانظر مباشرة إلى الكاميرا إن شئت، هل تعرضتَ للأذى في أي وقت؟ هل تعرضتَ للضرب؟ هل تعرضتَ لمعاملة القاسية؟ هل تعرضت للأذى؟
محمود خليل: لقد كنتُ مُقيّدًا طوال الوقت، مُقيّدًا هكذا، وكنت مقيّد الكاحلين أيضًا. شعرتُ وكأنني مُجرم، لم أكن أعرف ما هي التهم المُوجّهة إليّ، وبحلول الوقت الذي وصلتُ فيه إلى لويزيانا، كانت ساقي منتفخة بالكامل. لم أستطع المشي لدخول مركز الاحتجاز. إذًا، كانت تجربة مُهينة للغاية، لشخص لم يُتّهم بأي جريمة على الإطلاق.
كريستيان أمانبور: تقول هذا لأنه لا توجد أي تهم رسمية ضدك، وقد ذكرتَ أنك حامل للبطاقة الخضراء، أي أنك مُقيم دائم قانوني في الولايات المتحدة. هل ما زلتَ تحمل البطاقة الخضراء؟ هل سحبوها، ألغوها؟
محمود خليل: إنهم بصدد إلغاء بطاقتي الخضراء. ما زلت أحتفظ بها، كإقامة قانونية. وكما ذكرتَ، التهم الموجهة إليّ تتعلق بالهجرة، وليست جنائية، أو مدنية، الأمر أشبه بأنني أشكل تهديدًا للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، للمفارقة، وأضافوا لاحقًا تهمًا انتقامية، بأنني قدّمتُ طلبًا مغلوطًا للحصول على البطاقة الخضراء، رغم أنني قدّمتُ طلبي للحصول على البطاقة الخضراء قبل عام من اعتقالي، ووافقت عليه وزارة الأمن الداخلي نفسها.
كريستيان أمانبور: لنتحدث إذًا عن الاتهامات التي تقول إنها تتعلق بالسياسة الخارجية. لنكن صريحين تمامًا. وصفك الرئيس ترامب على “تروث سوشيال” بأنك “طالب أجنبي متطرف مؤيد لحماس”. قالت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، إنك “كنتَ تقف إلى جانب الإرهابيين”. لماذا تعتقد أنهم قالوا ذلك عنك؟ وكما وصفنا عندما عرّفنا بك، كنتَ أحد قادة الاحتجاجات الطلابية في هذا الوضع المتوتر للغاية، الحرب بين إسرائيل وغزة، في حرم جامعة كولومبيا. بم كنت تفكر عندما قالوا ذلك عنك؟
محمود خليل: إنه أمرٌ سخيف. هدفهم الأساسي هو ترهيبي. يريدون خلط أي خطاب يُدافع عن حقوق الفلسطينيين بخطابٍ يدعم الإرهاب، وهو أمرٌ خاطئٌ تمامًا. كانت الاحتجاجات سلمية تطلب ببساطة وقف تواطؤ جامعة كولومبيا والولايات المتحدة في الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة. ولهذا السبب أرى هذه الاتهامات ترهيبًا، ولهذا السبب لم ينجحوا في المحكمة حتى الآن. هذا مجرد تشتيت للانتباه عما يحدث بالفعل. يريدون تشتيت انتباهنا عن دعم الولايات المتحدة غير المشروط لإسرائيل، وما ترتكبه من حرب إبادة جماعية في غزة. هذا ما يحدث، أو ما حدث، لي وللآخرين، وهي رسالة مفادها أنهم يريدون أن يجعلوا مني مثالاً، حتى لو كنت مقيماً قانونياً، حتى لو كنت مواطناً فعلياً، بأننا سنجد طريقة لملاحقتك ومعاقبتك إذا تحدثت ضد ما نريد.
