علق الفنان أحمد وفيق، على عمله بالصحافة، قائلا: “عملي كصحفي فرع مكمل لطريقي لأصبح ممثلا، فلما إلى القاهرة من المنصورة انضممت إلى جريدة الوفد، وكنت أكتب في صفحة الفن، وكنت متخصصا في المسرح، وفي فترة كنت أقيم الفن التشكيلي”.
وأضاف “وفيق”، في حواره مع الإعلامية آية عبد الرحمن، مقدمة برنامج “ستوديو إكسترا”، عبر قناة “إكسترا نيوز”: “وبالتالي، كان هذا العمل مكملا لعملي كفنان، أما الإخراج، فقد عملت فيه بالجامعة، فالبعد عن العاصمة يجعلك أكثر اجتهادا، كما أن الجامعة بها عمل ذاتي، وكل شخص يحاول أن يريد اكتشاف مواهبه، ولديه ثقافات متنوعة .. مثلا، كنت أرسم، وبدأت أعمل ديكور لبعض زملائي وأنا بمثل، كما عملت على إعداد بعض النصوص العالمية، سواء تمصيرها أو عمل إعداد لها بحيث تصبح صالحة للعرض، وبعد ذلك عملت على إضاءة عروض مسرحية لبعض زملائي، وبعدها أحببت العمل كمخرج، وبخاصة أن المخرج لديه خيال مختلف، وأنا كنت أظن في نفسي ذلك”.
وتابع: “كنت أظن أن لديّ خيال مختلف في تفسير النصوص وهو ما يميز الإخراج المسرحي، فالمسرح عموما قد يصاب بالتكلس عندما نبدأ نعمل على مراجع، نقوم بإعادتها .. لا أقصد الريبرتوار، فهو مهم، لكننا مش هنعيش على ده، بدليل أننا لم نقدم نصوصا جديدة منذ فترة”.
وقال وفيق إن المخرج الراحل يوسف شاهين لم يكن يطلب من الممثلين أن يقلدوه، موضحًا: «لم يكن شاهين يطلب من أحد أن يقلده، بل كان البعض يقع في فخ التقليد تلقائيًا، وإذا شعر بأن الممثل قد وصل إلى أقصى طاقته، يتركه على ذلك، لكن هو شخصيًا لم يطلب ذلك أبدًا».
وأضاف أنه لم يكن يقلد شاهين، بل كان يحاول التقاط الإحساس الذي يريده، مؤكدًا أنه فهم هذا التوجه منذ أولى البروفات، واعتبره تمردًا على الأساليب النمطية التي اعتاد الآخرون الحديث عنها.
وتابع: «كنت كثير النقاش معه، وكان يُحب ذلك، وكان يمنحني المساحة للتعبير، هو بمثابة «أبو المساحة»، وتعلمت منه أهمية الحرية في الأداء».
وكشف وفيق عن كواليس اختياره، قائلًا: «يوسف شاهين هو من اختارني من على خشبة المسرح، لم أذهب إليه طالبًا فرصة، بل هو من رآني وآمن بموهبتي، شعرت حينها بأنه يثق في قدراتي، خاصة وأن المسرح هو مجاله الأكاديمي الأساسي».
وقال وفيق، إنّه يحب الكتابة ويتمنى أن يكتب سيناريو، ويفضل البداية من المسرح، فقد شهد بزوغ نجمه في عالم الفن، موضحًا: “بعض الزملاء يقولون إن المسرح صعب، وهذا لأنهم لم يجربوا العمل فيه، ولكن أي ممثل بدأ حياته المهنية في المسرح، يكون المسرح بالنسبة إليه أمرا سهلا، كذلك ينطبق الأمر على الكتابة، فمن تعود على إعداد النصوص وإخراجها والعمل على توليف الحواديت، يمكنه الكتابة”.
وأضاف “وفيق”،: “لدي زملاء كثر، منهم اثنين من أهم كتاب المسرح، وهما الأستاذ وليد يوسف، والراحل أسامة نور الدين، وبالتالي، أنا أتعلم الكثير في هذا الصدد، والبعد عن العاصمة يجعلك أكثر اجتهادا، فقد كنا نتعلم من بعض، ومن يعلم شيئا يعلمه للآخر، فلو كان لدينا شخص ليس ممثلا لكنه مؤلف، والعرض ينقصه ممثل، كنا نتولى تدريبه”.
وعن رفض معهد الفنون المسرحية الالتحاق به، وفي اليوم التالي مباشرة حصوله على إعجاب الراحل جلال الشرقاوي عندما شاهده في عرض مسرحي، قال: “الأستاذ جلال الشرقاوي شاهدني من قبل في عرض جامعي، قبل أن أقدم في المعهد، ولما قدمت كنت على علم بعدد من الدارسين هناك، فقد التقينا في مسرح الجامعة، وعندما قدمت في المعهد رُفضت رغم أن نشاطي كان مميزا وكنت معروفا، وشعرت بشيء من الإحباط لم يستمر كثيرا، ولم يزد عن يومين”.
وواصل: “لم يكن والدي مرحبا بانضمامي إلى المعهد، وكان يخشي عليّ من الفشل، وبعد رفضي من المعهد، طلبني الأستاذ جلال الشرقاوي، وضمني إلى فرقة مسرح الفن، ومنحني الثقة كأني انضممت إلى المعهد، وقال لي أنت معك شهادة جامعية، واترك مكانا لغيرك في المعهد، ويمكنك العمل بالتمثيل، وهنا في مسرح الفن هتكون حاجة مهمة”.