في مايو/أيار من عام 2018، حققت شركة إيني الإيطالية كشفًا مهمًا في حقل مليحة الواقع في الصحراء الغربية، على بعد 130 كيلومترًا شمال واحة سيوة، لتبدأ بعدها مسيرة مهمة للنفط والغاز في مصر.
لاحقًا، في يوليو/تموز من عام 2019، خرج إلى النور الإنتاج التجريبي الأول من هذا الحقل الواقع في امتياز مليحة، إذ أعلنت -حينها- إيني الإيطالية إنتاج أول 5 آلاف برميل من النفط الخام يوميًا، وزادت هذه الكميات إلى 7 آلاف يوميًا في شهر سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وفق قاعدة بيانات النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
إلّا أن الإنتاج الرسمي من حقل مليحة تأخَّر حتى شهر أبريل/نيسان من عام 2022، إذ بدأت الشركة الإيطالية عملية الإنتاج من حقول النفط والغاز في امتياز مليحة بالصحراء الغربية، بقدرة إنتاجية بلغت 8500 برميل من النفط المكافئ يوميًا.
ويحتوي حقل مليحة على كميات عملاقة من الغاز الطبيعي والنفط المكافئ، ما جعله يسهم في زيادة إنتاج مصر من هذين الخامين المهمين لقطاع الطاقة العالمي، الأمر الذي دعا القاهرة إلى الاهتمام بشكل كبير بعمليات تطويره.
مراحل تطوير حقل مليحة
تضمنت المرحلة الأولى من عمليات تنمية وتطوير حقل مليحة إنتاج كميات من الغاز الطبيعي تصل إلى نحو 40 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، إذ تبغ التكلفة الاستثمارية للمشروع في مرحلته الأولى نحو 26 مليون دولار، وفق ما نشره الموقع الرسمي لمجلس الوزراء المصري.
كما تضمنت خطط تطوير الحقل العملاق إنشاء خط أنابيب لنقل كميات النفط المنتجة في مناطق جنوب غرب الامتياز، إلى محطة معالجة النفط الخام في المنطقة، المقدّرة بنحو 7 آلاف برميل يوميًا، وذلك بتكلفة 31 مليون دولار، حسب الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية.
وكانت المرحلة الأولى من تطوير حقل مليحة قد انتهت في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2023، بينما تستعد الدولة لبدء أعمال المرحلة الثانية من تنمية وتطوير الحقل وذلك تلبية مستهدفات قطاع النفط المصري “2024-2030″، وفق منصة الطاقة.
وتشمل هذه المستهدفات توسعة أنشطة البحث والاستكشاف، بهدف تعزيز طاقة مصر الإنتاجية من النفط والغاز، تمهيدًا لتصبح لاعبًا مهمًا في سوق الطاقة العالمية، وذلك من خلال ضخ مزيدًا من الاستثمارات العالمية والمحلية في القطاع.
ومع استعداد القاهرة لإطلاق المرحلة الثانية من تنمية وتطوير حقل مليحة في الصحراء الغربية، وقّعت شركة بتروجت -وهي إحدى أهم شركات قطاع النفط المصري- عقد مقاولة لأعمال التصميم والتوريد والتشغيل لمحطة تسهيلات الإنتاج المبكر في الحقل، مع شركة “شلمبرجيه” (إس إل بي حاليًا).
وتعدّ شركة شلمبرجيه العالمية جزءًا مهمًا من مشروع تطوير حقل مليحة في المرحلة الثانية، التي تتضمن أعمال تصميم وتوريد وتنفيذ واختبار خط غاز بقطر 20 بوصة، وبطول 130 كيلومترًا، بجانب وتصميم وتوريد وتنفيذ واختبار شبكة خطوط 19 بئرًا، بطول 122 كيلومترًا.
تاريخ الاكتشافات في حقل مليحة
في عام 1970، توصلت الهيئة المصرية العامة للبترول إلى اكتشاف للنفط والغاز في منطقة امتياز مليحة، ولكنها قدّرت حينها -لظروف الحرب وكذلك لظروف اقتصادية- أن الاحتياطيات ضعيفة، وفضّلت الاتجاه إلى مناطق أخرى للاستكشاف والإنتاج.
ولكن، في عام 1990، انطلق مشروع امتياز منطقة مليحة بقوة، لتصبح شركة لوك أويل الروسية حينها شريكًا فيه، بموجب عقد ساري المفعول حتى العام الجاري 2024، ليصبح المشروع أول إسهاماتها في مشروعات لإنتاج النفط والغاز خارج الحدود الروسية.
وشاركت الشركة الروسية العملاقة في المشروع منذ بدايته، إذ تشارك فيه حاليًا، مع شركة إيني الإيطالية التي كانت تملك -حينها- نسبة 76% فيه، وتقوم بدور المشغّل الرئيس للحقل، بينما تملك شركة لوك أويل نسبة 24% فقط، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني للشركة.
وشهد امتياز مليحة، قبل التوصل إلى حقل مليحة في عام 2018، عددًا من الاكتشافات الأخرى، من بينها حقلا شمال ندى وجواهر في عام 2007، وحقل أركاديا في عام 2010، وحقل آمري العميق في عام 2012، وحقل شمال روزا في عام 2013، وحقل غرب مليحة في عام 2014.
في أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعلنت شركة إيني أنها توصلت إلى 3 اكتشافات جديدة في مناطق امتيازات مليحة وجنوب غرب مليحة، في الصحراء الغربية، تضم كميات من النفط والغاز والمكثفات، بالإضافة إلى اكتشاف نفطي في منطقة امتياز جنوب مليحة.
يشار إلى أن القاهرة كانت قد وقّعت مع شركة إيني الإيطالية اتفاقية في ديسمبر/كانون الأول 2021، تلزمها بإنفاق استثمارات لا تقلّ عن مليار دولار في المشروع، بجانب إنفاق ما لا يقلّ عن 20 مليون دولار إضافية لحفر 4 آبار جديدة.
احتياطيات حقل مليحة من النفط
في أبريل/نيسان 2022، أعلنت شركة إيني الإيطالية توصُّلها إلى اكتشافات جديدة للنفط والغاز في امتياز مليحة، التي رُبِطَت بخطوط الإنتاج، إذ وجدت في بئر ندى العميق نحو 60 مليون برميل من النفط الخام.
وفيما يخص حجم الاكتشافات النفطية الجديدة في حقل مليحة، أشارت الشركة إلى أنها اكتشفت 35 مليون برميل من صافي الهيدروكربونات في الحجر الرملي الطباشيري الضخم، بحسب ما جاء في بيان نشره الموقع الإلكتروني للشركة الإيطالية، حينها.
وتواصل الشركة حتى الآن، بالتعاون مع شركة عجيبة للبترول، اكتشافاتها في منطقة حقل مليحة، وذلك بمنطقة الحوض الناضج في الصحراء الغربية، بهدف زيادة الإنتاج إلى الحدّ الأقصى، من خلال احتواء تكاليف التطوير، وتقليل وقت الوصول إلى السوق.
موضوعات متعلقة..
