عرض موقع “Very well mind”، التجربة التي خاضتها الكاتبة ويندي ويزنر للتخلص من السموم الرقمية، والتي تحدث بسبب إدمان تصفح الهاتف الذكى، وذلك لمدة أسبوع على الأقل .
ولا يتطلب التخلص من السموم الرقمية بالتوقف التام عن استخدام الهاتف ووسائل التواصل الإجتماعى، وإنما بل بإنشاء روتين ليلي واعى لإشعار عقلك بأن وقت الراحة قد حان، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل في النوم، حيث أوضحت ويندي أنها تعانى من اضطراب القلق، الذى يؤدى لإصابتها بنوم متقطع، وأنها لاحظت وجود علاقة بين أنشطة مثل تصفح هاتفها للأخبار السيئة والاستيقاظ المتكرر ليلًا.
ما هي السموم الرقمية؟
السموم الرقمية هو مصطلح يطلق على التأثيرات السلبية للاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، على الصحة الجسدية والعقلية، والتي تشمل اضطرابات النوم، وإجهاد العين، والصداع، وزيادة القلق والاكتئاب، وآلام الرقبة والظهر، وصعوبة التركيز.
ويعتمد إزالة السموم الرقمية على التوقف الطوعي عن استخدام الأجهزة الرقمية لفترة من الوقت، بهدف استعادة التوازن والتركيز على الحياة الواقعية.
فوائد التخلص من السموم الرقمية.
ازالة السموم الرقمية
يوجد عدد من الفوائد للحد من وقت استخدام للشاشات، مثل:
انخفاض التعرض للضوء الأزرق
الفائدة الأولى هي التخلص من الضوء الأزرق في ساعات المساء، والضوء الصادر من الشاشات الإلكترونية، وقد أظهرت الأبحاث أنه قد يتداخل مع الإيقاعات اليومية ويؤدي إلى قلة النوم، ويساهم التوقف عن استخدام الأجهزة الرقمية في النصف الأخير من اليوم في تقليل إنتاج الميلاتونين وتحسين جودة النوم.
التقليل من مسببات القلق
عادةً ما يكون تصفح هاتفك ليلًا فكرة سيئة إذا كنتَ عرضة للقلق، فبجانب إلتزامات العمل تؤدى ضغوط وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام إلى الإفراط في تحفيز عقلك وأفكارك.
تحولات الجهاز العصبي
الابتعاد عن الشاشات يمنح جهازك العصبي فرصة للانتقال إلى حالة أكثر هدوءًا وراحة، غالبًا ما يؤدي هذا إلى سهولة النوم وعدم الأرق والشعور براحة أكبر بشكل عام، كما يمكن أن يقلل من قلقك العام ويعزز صحتك العقلية .
زيادة الصمت
ليس المقصود هو الصمت بمعناه الحرفي، وإنما صمت من ضغوط ومحفزات الأجهزة الرقمية، مما يؤدي إلى الاسترخاء، وانتقال سلس من حالة الأرق إلى حالة من الراحة.
إبطاء الأفكار
التصفح في وقت متأخر من الليل يبقي عقلك في حالة من اليقظة والتفاعل، خاصةً إذا كنت تقرأ أخبارًا مرهقة أو تُقارن نفسك على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي، فإن إغلاق أجهزتك ليلًا يُبطئ أفكارك أو يُساعد على التواصل معها بطريقة أبطأ وأقل تحفيزًا، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من القلق.
تفاصيل التجربة
قالت الكاتبة ويندي ويزنر أنها قررت التوقف عن استخدام هاتفها في آخر ساعة ونصف من كل يوم لمدة أسبوع، موضحة أنها لم تتوقف تماما عن استخدام الهاتف لأسباب عائلية، وأشارت إلى تفاصيل ما مرت به خلال أيام التجربة، كالتالى:
اليوم الأول
كان هذا أصعب يوم، لأن كسر الروتين قد يكون صعبًا للغاية، ولاحظت أنها كانت تمد يدها باستمرار إلى هاتفها، رغم ذلك لم تفتح الهاتف إلا مرة واحدة قبل النوم.
اليوم الثاني
ظنت أنهت ترغب في إلقاء نظرة على هاتفها، لكنها لم تفعل وقضت الساعة التي تسبق النوم مع عائلتها بدون هواتف، ثم نامت بشكل جيد.
اليوم الثالث
لاحظتُ تحسنًا ملحوظًا في تعاملي مع “حكة الهاتف” في اليوم الثالث، المشكلة الوحيدة كانت انتظارها لرسالة بريد إلكتروني من أحد معلمي طفلها. وشعرتُ بتشتت انتباهها وأرادت الوصول إلى هاتفيها، لكنها لم تتحقق من الهاتف قبل آخر اتصال، ونامت نومًا هانئًا رغم القلق قبل النوم.
اليوم الرابع
في اليوم الرابع، جاهدت كي لا تمسك بهاتفها مرة أخرى، رغم علمها بخبر عاجل في وقتٍ سابق من اليوم، وأرادتُ التحقق من هاتفها بحثًا عن آخر المستجدات. لكنني لم تفعل، ولاحظت كم شعرتُ براحةٍ أكبر خلال تلك الساعات المسائية مقارنةً بالأوقات الأخرى التي كانت تتابع فيها الأخبار العاجلة .
اليوم الخامس
كان اليوم الخامس بمثابة انتصار كبير، ومررت بلحظات عابرة رغبت فيها بالوصول إلى هاتفها، لكنني شعرتُ ببعدٍ عنه وقرأتُ بعض الكتب، وتبادلتُ أطراف الحديث مع زوجها، ثم نامت بسهولة.
اليوم السادس
شعرتُ في اليوم السادس بانتكاسة، حيث قضت الساعة والنصف الأخيرة قبل النوم دون النظر إلى هاتفها، ثم تفقدته قبل النوم مباشرةً، فوجدتُ تسع مكالمات فائتة من مساعدة أمها في الرعاية الصحية المنزلية، و اضطرتُ للاتصال بها ومساعدتها في إدارة الموقف، وانتهى بها الأمر إلى النوم متأخرًا وهى منهكة تمامًا.
اليوم السابع
رغم أن اليوم السادس كان سيئًا، لكنها بحلول اليوم السابع، شعرتُ بآثار التخلص من السموم بشكل أكبر، ولم يقتصر الأمر على أنها لم تستخدم هاتفها، بل لم يخطر ببالها حتى فكرة أنها ترغب في استخدامه، ونامت نومًا هانئًا تلك الليلة، وفى اليوم التالى قلت رغبتها في استخدام الهاتف في الصباح.
هل يجب عليك القيام بإزالة السموم الرقمية للنوم الجيد؟
يتفق الخبراء على أن التخلص من السموم الرقمية يعد خيارًا هاما إذا كنت شخصًا يعيش مع القلق ويعاني أيضًا من مشاكل النوم، والتي غالبًا ما تكون مصحوبة ببعضها البعض، أو مستويات عالية من التوتر، أو انقطاع كبير عن وقتهم الشخصي والعائلي .
بتاريخ: 2025-08-18

