بقلم |
فريق التحرير: |
الاربعاء 01 اكتوبر 2025 – 03:09 م
نسخ الرابط المختصر
توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول نظام غذائي غني بالوجبات السريعة قد يضر بالدماغ خلال أيام ويزيد من خطر الإصابة بالخرف.
ويشمل ذلك الأطعمة فائقة المعالجة مثل البسكويت ورقائق البطاطس والوجبات الخفيفة الجاهزة التي تشكل جزءًا أساسيًا من الأنظمة الغذائية اليومية.
ووجدت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة نورث كارولينا، ونشرت في مجلة “نيورون”، أن تناول هذه الأطعمة بانتظام يضعف الذاكرة ويعطل خلايا المخ الرئيسة – ما يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف.
أضرار النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة
وقال الباحثون إن اتباع نظام غذائي غربي غني بالدهون المشبعة – ما يعادل البرجر بالجبن ورقائق البطاطس – أدى إلى تغيير الحُصين، مركز الذاكرة في الدماغ.
وكشفت الاختبارات التي أجريت على الفئران أنه بعد أربعة أيام فقط من اتباع نظام غذائي عالي الدهون، أصبحت الخلايا الحُصينية المعروفة باسم الخلايا العصبية CCK مفرطة النشاط وغير قادرة على معالجة الجلوكوز بشكل صحيح.
وقد يساعد الاضطراب الناتج عن ذلك في مسارات الذاكرة في تفسير كيفية مساهمة النظام الغذائي السيئ في التدهور الإدراكي، وفقًا لصحيفة “ديلي ميل”.
ومن المشجع أن الباحثين وجدوا أن استعادة الوصول الطبيعي للجلوكوز – إما من خلال الصيام أو تغيير النظام الغذائي – أدى إلى تهدئة الخلايا العصبية وعكس مشاكل الذاكرة.
ولاحظوا أنه بمجرد إيقاف النظام الغذائي الغني بالدهون عن الفئران، فإنها لم تعد تعاني من صعوبات في اختبارات الذاكرة.
وقال الباحث الرئيس خوان سونج: “كنا نعلم أن النظام الغذائي والتمثيل الغذائي يمكن أن يؤثر على صحة الدماغ، لكننا لم نتوقع العثور على مثل هذه المجموعة المحددة والضعيفة من خلايا الدماغ، الخلايا العصبية CCK في الحُصين، التي تعطلت بشكل مباشر بسبب التعرض لنظام غذائي عالي الدهون على المدى القصير”.
وأضاف: “ما أدهشنا أكثر هو مدى سرعة تغيير هذه الخلايا لنشاطها استجابة لانخفاض توفر الجلوكوز، وكيف كان هذا التحول وحده كافيًا لإضعاف الذاكرة”.
وتابع: “يسلط هذا العمل الضوء على كيفية تأثير ما نأكله بسرعة على صحة الدماغ وكيف يمكن للتدخلات المبكرة، سواء من خلال الصيام أو الدواء، أن تحمي الذاكرة وتخفض خطر المشاكل الإدراكية طويلة الأمد المرتبطة بالسمنة واضطرابات التمثيل الغذائي”.
وأشار إلى أنه “على المدى الطويل، يمكن أن تساعد مثل هذه الاستراتيجيات في الحد من العبء المتزايد المتمثل في الخرف ومرض الزهايمر المرتبط بالاضطرابات الأيضية، وتوفير رعاية أكثر شمولية تعالج كل من الجسم والدماغ”.
عادات الأكل الصحية تحمي من الخرف
وتشير دراسات سابقة إلى أن عادات الأكل الصحية – مثل الأنظمة الغذائية الغنية بالأسماك والبقوليات والخضروات – يمكن أن تؤخر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 25 في المائة.
وتوصل باحثون بريطانيون مؤخرًا إلى أن الالتزام بمثل هذا النظام الغذائي بين سن 48 و70 عاما يعمل على تعزيز النشاط في مناطق الدماغ التي تتدهور قبل التشخيص.
وفي العام الماضي، أشارت دراسة بارزة في مجلة لانسيت إلى أن ما يقرب من نصف حالات الإصابة بمرض الزهايمر في جميع أنحاء العالم يمكن الوقاية منها من خلال معالجة 14 عامل خطر، بما في ذلك ارتفاع نسبة الكوليسترول وفقدان البصر.
ومن بين العوامل الأخرى التي تم تسليط الضوء عليها ضعف التعليم في وقت مبكر من الحياة، وفقدان السمع، وإصابات الرأس، وارتفاع ضغط الدم، والإفراط في شرب الكحول، والسمنة، والتدخين، والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، وقلة ممارسة الرياضة، ومرض السكري، وتلوث الهواء.
وقال الخبراء إن معالجة هذه القضايا من خلال أنماط حياة أكثر صحة، ورعاية صحية أفضل، ودعم اجتماعي، يمكن أن يؤخر أو حتى يمنع ملايين حالات الخرف على مستوى العالم.
