رغم النجاحات الكبيرة التي حققها الموسيقار الراحل بليغ حمدي، فإن مسيرته الفنية، الحافلة بالأعمال الخالدة، جعلته واحدًا من أبرز رموز الموسيقى في العالم العربي، إذ ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري بألحانه، ليبقى اسمه حاضرًا في وجدان الجمهور حتى اليوم، ومع ذلك، جاءت نهاية حياته مؤلمة وحزينة، ويصادف اليوم، السابع من أكتوبر، ذكرى ميلاده عام 1931.
وكان حادث انتحار فنانة مغربية في منزله، سميرة مليان، قلب حياته شيئًا فشيئًا، حيث أنه كان يترك منزله حتى يدخله من يشاء، ويرحّب بقدوم القريب والغريب، وكان «مليان» من بين ضيوفه، والتي انتحرت إحداهم من شرفة منزله، ويرحل الجميع وتصيبه لعنة انتحارها في منزل، تخيل بليغ أن القضية لن تتطوّر بتلك الطريقة حتى أنه تواصل مع وردة حينها مقدمًا لحنًا جديدًا «من بين ألوف» وتغنيه ورده.
خلال تلك الفترة كان بليغ، متهمًا بالشروع في الدعارة، في ديسمبر 1984، وقبل أن يصدر الحكم ويشعر بأن لا مجال للخروج من المأزق يسافر في اليوم الثاني من حفل وردة، وغنائها «من بين ألوف» إلى باريس، وبعد يوم من سفره، يصدر الحكم من محكمة الاستئناف بالحبس سنة مع الشغل في قضية تسهيل الدعارة، وقضى بليغ عدة سنوات في باريس حتى أراد المُلحّن العودة إلى مصر وتدّخل الرئيس الأسبق حسني مُبارك في حصوله على البراءة.
وتأتي مرحلة المرض، وهي النهاية في حياة بليغ، ويصاب بمرض في الكبد ويسافر إلى باريس للعلاج، لكنه لا يزال يفكر بمحبوبته وردة فيختتم حياته وذكرياته معها بأغنية الوداع، ويسمعها الأغنية بعد أن يهاتفها دون أن يخبرها بمرضه إلا أنها علّمت عن طريق الصدفة من أحد أصدقائه، ويقدّم إليها أغنية «بودعك» ورغم قسوة كلمات الأغنية، إلا أنها لبّت طلبه، وأختتم كلاهما قصة الحب بعبارات «بودعك وبودع الدنيا معك.. جرحتني قتلتني وغفرت لك قسوتك» ويختتمان «حبي الكبير حيحرسك في سكتك الله معك»، ويرحل عن عالمنا في 12 سبتمبر 1993 عن عُمر 62 عامًا.
فنانين جسدوا سيرة الموسيقار بليغ حمدي
وظهرت سيرة بليغ حمدي، في عدد من الأعمال الفنية التي حرص صُنّاعها على تجسيد عبقريته الفنية وحياته المليئة بالأحداث.
صبري فواز يجسد بليغ مرتين
والفنان صبري فواز، من أوائل من قدموا شخصية بليغ حمدي على الشاشة، حيث جسدها مرتين؛ الأولى في مسلسل «أم كلثوم» عام 1999، الذي تناول مسيرة كوكب الشرق وعلاقتها بعدد من رموز الفن، ومنهم بليغ حمدي. ثم أعاد فواز تجسيد الشخصية مرة أخرى في فيلم «حليم» عام 2006، الذي تناول السيرة الذاتية للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وشارك فيه إلى جانب النجم الراحل أحمد زكي.
بليغ حمديإيهاب فهمي يعيد الروح للموسيقار في الدراما والمسرح
كما قدّم الفنان إيهاب فهمي شخصية بليغ حمدي مرتين أيضًا؛ الأولى في مسلسل «العندليب: حكاية شعب» عام 2006، والذي تناول رحلة حياة عبدالحليم حافظ، والثانية من خلال المسرحية الغنائية «سيرة الحب» عام 2019.
بليغ حمديحلم فضل شاكر الذي لم يتحقق
وكشف محمد نجل الفنان فضل شاكر في تصريحات لبرنامج «ET بالعربي»، أن والده كان من أشد المعجبين بالموسيقار بليغ حمدي، وكان بالفعل يستعد لتقديم سيرة بليغ حمدي في عمل فني.
وأوضح محمد أن المشروع لم يكتمل لأن القائمين عليه طلبوا من والده التوقف عن الغناء مؤقتًا للتركيز في التمثيل، لكنه رفض الابتعاد عن الغناء، مما أدى إلى تجميد الفكرة.
وقال محمد شاكر: «الوالد تأثر كثيرًا بحياة بليغ حمدي، وكان يتمنى تقديمها على الشاشة، لكنهم طلبوا منه يوقف الغناء علشان يركز في التمثيل، وده كان سبب تراجع الفكرة».
