مقالات الصباح
الجمعة، 17 أكتوير 2025 16:05
❞أحد الطقوس الرمزية التي حافظ عليها المهرجان منذ انطلاقه هو عرض «الموسيقى والصمت»❝
❞عدد آخر من الفنانين من تونس وخارجها في الموعد، يجمعهم هاجس التجريب والتجديد❝
أعلنت الهيئة المديرة لمهرجان «نجع الفن»، أمس الخميس 16 أكتوبر الجاري، خلال ندوة صحفية، عن تفاصيل برمجة الدورة الرابعة التي تُقام بمدينة دوز من ولاية قبلي، والتي سيختتمها الفنان اللبناني مارسيل خليفة.
يقوم المهرجان «نجع الفنّ» على فكرة الإقامة الفنية المشتركة، وجمع فنانين من تونس ومن بلدان مختلفة، يعيشون معا تجربة جماعية تقوم على الإبداع، المشاركة، والعيش في قلب الصحراء. وهذه الدورة الرابعة ليست سوى حلقة جديدة في مسار تجربة متواصلة تجمع بين الفن، الصحراء، والإنسان، وفق ما أكده مدير ومؤسس المهرجان رضا بن منصور خلال الندوة الصحفية، الذي ذكر قائلا: «بدأنا بالدورة الأولى كتجربة، أردنا أن نكتشف ما يمكن أن تُخرجه الصحراء من إبداع لدى الفنانين والموسيقيين».
وأضاف: «تلك الدورة الأولى، التي استضافت الفنان محمد علي كمون، كانت بمثابة اختبار للرؤية. ثلاثة أيام فقط من العيش المشترك والإلهام الصحراوي، فتحت الباب لدورات لاحقة أكثر نضجا. ومنها، وُلد التعاون مع الموسيقيين زياد الزواري وكريم الثليبي، اللذين حملا التجربة إلى مستوى جديد من التكامل الفني».
وواصل المتحدث قائلا: «في الدورات السابقة، انطلق العمل على مشروع موسيقي متكامل، تبلورت ملامحه اليوم في الدورة الرابعة تحت عنوان «رملة»، وهو عمل فني يجمع المسرح، الموسيقى، الفنون التشكيلية، وكل أشكال التعبير الممكنة».
ومن بين المشاريع التي ستُقدَّم هذا العام، عرض موسيقي بعنوان «Échos du Désert» أو صدى الصحراء، وهو عمل تونسي – مالي – بوركيني – فرنسي، يجمع بين الإيقاعات الإفريقية والأنغام المغاربية. كما سيتم تقديم مشروع بالشراكة مع جمعية كندية تُعنى بإحياء أصوات الأقليات في العالم، اختارت أن تشتغل على الصوت البدوي النسائي في دوز.
ومن بين أحد الطقوس الرمزية التي حافظ عليها المهرجان منذ انطلاقه هو عرض «الموسيقى والصمت»، حيث يسير الفنانون والجمهور على الأقدام داخل الصحراء، ليلتقوا وسط الظلام بفنانين يؤدّون عروضا مضاءة من بعيد، ثم ينغمس الجميع في لحظة صمت وتأمل قبل العودة إلى المخيم.
وفي هذا السياق، أكد رضا بن منصور في تصريح لـ»الصباح» أنّ هذا الحدث الثقافي ظلّ وفيًّا منذ تأسيسه لفكرته الجوهرية: أن يكون فضاء للتلاقي بين الفنانين، ومنبعا للمشاريع الفنية المشتركة. فالمهرجان لا يقوم على العروض الجاهزة، بل على ورشات عمل وإقامات فنية تمتد أسبوعا كاملا، يعيش خلالها الفنانون معا في المكان ذاته والزمان ذاته، لتولد من تفاعلهم مشاريع فنية أصيلة.
وأضاف: «حافظنا على هذا المبدأ منذ البداية، وما زلنا نتمسك به إلى اليوم. أما الإضافة الأبرز في هذه الدورة الرابعة، فهي إدراج عرض ضخم في الاختتام يقدّمه الفنان الكبير مارسيل خليفة».
ولم يكن هذا العرض، بحسب مدير المهرجان، حدثا عاديا، إذ اشترطت إدارة المهرجان أن يعمل مارسيل خليفة مع موسيقيين تونسيين شبّان تتراوح أعمارهم بين 14 و23 سنة، ممن تدرّبوا وتحمّسوا للمشاركة في هذه التجربة الفريدة.
فقال: «أردنا أن تكون هذه الفرصة رسالة ثقة في شبابنا، ومارسيل خليفة رحّب بالفكرة بكل حماس».
ولهذا الغرض، تم تنظيم إقامتين فنيتين: الأولى بإشراف أشرف بالطيبي لتحضير العرض الموسيقي الرئيسي، والثانية تحت إشراف الفنانة عائدة النياطي لتدريب الكورال الذي سيرافق الأوركستر في الأداء.
وفي هذا الاتجاه، أكدت عائدة النياطي في تصريح لـ«الصباح» أنّ «الدورة الرابعة تمتاز بوجود «روح جديدة ودم جديد» مقارنة بالدورات السابقة، إذ ينخرط فيها عدد آخر من الفنانين من تونس وخارجها، يجمعهم هاجس التجريب والتجديد». وأضافت: «وجود فنان بقيمة مارسيل خليفة يثري المهرجان من حيث البعد الأوركسترالي والأداء الفني، فهو ليس فقط رمزا موسيقيا بل تجربة مدرسية في الإبداع».
وأوضحت المتحدثة قائلة: «تتضمّن هذه الدورة ورشة متخصصة في تقنيات الصوت والأداء، تُوجَّه خصيصا نحو أعمال مارسيل خليفة، وتهدف إلى تطوير مهارات التنفس وتقنيات الأداء الشرقي، في تفاعل مباشر بين المشاركين وبرنامج الفنان اللبناني الكبير».
وسيكون في هذه الدورة مزيد من التشابك بين مختلف الفنون، من الموسيقى إلى التشكيل والمسرح والأداء الحي، مع حضور لافت لفنانين أجانب من أربع دول، إلى جانب موسيقيين تونسيين شبّان يشاركون في عرض مارسيل خليفة.
وحول ذلك، أكد رضا بن منصور أننا «سنشهد تمازجا جميلا بين الثقافات والأجيال، وهو ما يمنح المهرجان نكهته الخاصة».
أما من حيث البعد التشكيلي، فكشفت الفنانة التشكيلية يسر هلول في تصريح لـ»الصباح» أنه سيتمّ «إنجاز مجسم فني ضخم سيتم تركيزه وسط مدينة دوز كأثر دائم يحمل بصمة المهرجان على مدار العام».
وقالت: «لا نريد أن ينتهي المهرجان بانتهاء العروض، بل نريده أن يترك أثرا ماديا ورمزيا يذكّر الزائرين وأهالي دوز بروح الإبداع التي وُلدت هنا».
وأضافت أن «إنتاج هذا العمل التشكيلي سيكون جماعيا، بمشاركة مجموعة من الفنانين من تونس، فرنسا، والسعودية، في تجربة قائمة على الإلهام المتبادل بين المكان والإنسان»، موضحة أن «الفكرة ليست من توقيع فنان واحد، بل في الإبداع الجماعي، في لحظة يذوب فيها الانتماء الفردي داخل تجربة مشتركة نابعة من الصحراء، من تفاعل الفنانين مع سكان دوز ومع الحياة اليومية هنا».
إيمان عبد اللطيف
❞أحد الطقوس الرمزية التي حافظ عليها المهرجان منذ انطلاقه هو عرض «الموسيقى والصمت»❝
❞عدد آخر من الفنانين من تونس وخارجها في الموعد، يجمعهم هاجس التجريب والتجديد❝
أعلنت الهيئة المديرة لمهرجان «نجع الفن»، أمس الخميس 16 أكتوبر الجاري، خلال ندوة صحفية، عن تفاصيل برمجة الدورة الرابعة التي تُقام بمدينة دوز من ولاية قبلي، والتي سيختتمها الفنان اللبناني مارسيل خليفة.
يقوم المهرجان «نجع الفنّ» على فكرة الإقامة الفنية المشتركة، وجمع فنانين من تونس ومن بلدان مختلفة، يعيشون معا تجربة جماعية تقوم على الإبداع، المشاركة، والعيش في قلب الصحراء. وهذه الدورة الرابعة ليست سوى حلقة جديدة في مسار تجربة متواصلة تجمع بين الفن، الصحراء، والإنسان، وفق ما أكده مدير ومؤسس المهرجان رضا بن منصور خلال الندوة الصحفية، الذي ذكر قائلا: «بدأنا بالدورة الأولى كتجربة، أردنا أن نكتشف ما يمكن أن تُخرجه الصحراء من إبداع لدى الفنانين والموسيقيين».
وأضاف: «تلك الدورة الأولى، التي استضافت الفنان محمد علي كمون، كانت بمثابة اختبار للرؤية. ثلاثة أيام فقط من العيش المشترك والإلهام الصحراوي، فتحت الباب لدورات لاحقة أكثر نضجا. ومنها، وُلد التعاون مع الموسيقيين زياد الزواري وكريم الثليبي، اللذين حملا التجربة إلى مستوى جديد من التكامل الفني».
وواصل المتحدث قائلا: «في الدورات السابقة، انطلق العمل على مشروع موسيقي متكامل، تبلورت ملامحه اليوم في الدورة الرابعة تحت عنوان «رملة»، وهو عمل فني يجمع المسرح، الموسيقى، الفنون التشكيلية، وكل أشكال التعبير الممكنة».
ومن بين المشاريع التي ستُقدَّم هذا العام، عرض موسيقي بعنوان «Échos du Désert» أو صدى الصحراء، وهو عمل تونسي – مالي – بوركيني – فرنسي، يجمع بين الإيقاعات الإفريقية والأنغام المغاربية. كما سيتم تقديم مشروع بالشراكة مع جمعية كندية تُعنى بإحياء أصوات الأقليات في العالم، اختارت أن تشتغل على الصوت البدوي النسائي في دوز.
ومن بين أحد الطقوس الرمزية التي حافظ عليها المهرجان منذ انطلاقه هو عرض «الموسيقى والصمت»، حيث يسير الفنانون والجمهور على الأقدام داخل الصحراء، ليلتقوا وسط الظلام بفنانين يؤدّون عروضا مضاءة من بعيد، ثم ينغمس الجميع في لحظة صمت وتأمل قبل العودة إلى المخيم.
وفي هذا السياق، أكد رضا بن منصور في تصريح لـ»الصباح» أنّ هذا الحدث الثقافي ظلّ وفيًّا منذ تأسيسه لفكرته الجوهرية: أن يكون فضاء للتلاقي بين الفنانين، ومنبعا للمشاريع الفنية المشتركة. فالمهرجان لا يقوم على العروض الجاهزة، بل على ورشات عمل وإقامات فنية تمتد أسبوعا كاملا، يعيش خلالها الفنانون معا في المكان ذاته والزمان ذاته، لتولد من تفاعلهم مشاريع فنية أصيلة.
وأضاف: «حافظنا على هذا المبدأ منذ البداية، وما زلنا نتمسك به إلى اليوم. أما الإضافة الأبرز في هذه الدورة الرابعة، فهي إدراج عرض ضخم في الاختتام يقدّمه الفنان الكبير مارسيل خليفة».
ولم يكن هذا العرض، بحسب مدير المهرجان، حدثا عاديا، إذ اشترطت إدارة المهرجان أن يعمل مارسيل خليفة مع موسيقيين تونسيين شبّان تتراوح أعمارهم بين 14 و23 سنة، ممن تدرّبوا وتحمّسوا للمشاركة في هذه التجربة الفريدة.
فقال: «أردنا أن تكون هذه الفرصة رسالة ثقة في شبابنا، ومارسيل خليفة رحّب بالفكرة بكل حماس».
ولهذا الغرض، تم تنظيم إقامتين فنيتين: الأولى بإشراف أشرف بالطيبي لتحضير العرض الموسيقي الرئيسي، والثانية تحت إشراف الفنانة عائدة النياطي لتدريب الكورال الذي سيرافق الأوركستر في الأداء.
وفي هذا الاتجاه، أكدت عائدة النياطي في تصريح لـ«الصباح» أنّ «الدورة الرابعة تمتاز بوجود «روح جديدة ودم جديد» مقارنة بالدورات السابقة، إذ ينخرط فيها عدد آخر من الفنانين من تونس وخارجها، يجمعهم هاجس التجريب والتجديد». وأضافت: «وجود فنان بقيمة مارسيل خليفة يثري المهرجان من حيث البعد الأوركسترالي والأداء الفني، فهو ليس فقط رمزا موسيقيا بل تجربة مدرسية في الإبداع».
وأوضحت المتحدثة قائلة: «تتضمّن هذه الدورة ورشة متخصصة في تقنيات الصوت والأداء، تُوجَّه خصيصا نحو أعمال مارسيل خليفة، وتهدف إلى تطوير مهارات التنفس وتقنيات الأداء الشرقي، في تفاعل مباشر بين المشاركين وبرنامج الفنان اللبناني الكبير».
وسيكون في هذه الدورة مزيد من التشابك بين مختلف الفنون، من الموسيقى إلى التشكيل والمسرح والأداء الحي، مع حضور لافت لفنانين أجانب من أربع دول، إلى جانب موسيقيين تونسيين شبّان يشاركون في عرض مارسيل خليفة.
وحول ذلك، أكد رضا بن منصور أننا «سنشهد تمازجا جميلا بين الثقافات والأجيال، وهو ما يمنح المهرجان نكهته الخاصة».
أما من حيث البعد التشكيلي، فكشفت الفنانة التشكيلية يسر هلول في تصريح لـ»الصباح» أنه سيتمّ «إنجاز مجسم فني ضخم سيتم تركيزه وسط مدينة دوز كأثر دائم يحمل بصمة المهرجان على مدار العام».
وقالت: «لا نريد أن ينتهي المهرجان بانتهاء العروض، بل نريده أن يترك أثرا ماديا ورمزيا يذكّر الزائرين وأهالي دوز بروح الإبداع التي وُلدت هنا».
وأضافت أن «إنتاج هذا العمل التشكيلي سيكون جماعيا، بمشاركة مجموعة من الفنانين من تونس، فرنسا، والسعودية، في تجربة قائمة على الإلهام المتبادل بين المكان والإنسان»، موضحة أن «الفكرة ليست من توقيع فنان واحد، بل في الإبداع الجماعي، في لحظة يذوب فيها الانتماء الفردي داخل تجربة مشتركة نابعة من الصحراء، من تفاعل الفنانين مع سكان دوز ومع الحياة اليومية هنا».
إيمان عبد اللطيف

