تألق منتخب المغرب في كأس العالم للشباب 2025 تحت 20 عاما، وبات أمام خطوة لكتابة التاريخ حيث يواجه الأرجنتين في نهائي البطولة، فجر الإثنين.
مشوار “أسود الأطلس” الصغار لم يكن مفروشا بالورود في البطولة، إذ وقع في مجموعة الموت التي ضمت البرازيل، وإسبانيا، والمكسيك، إلا أن أشبال المدرب الوطني محمد وهبي صنعوا التاريخ وتفوقوا على “السامبا” و”الماتادور” الإسباني، ليتأهلوا متصدرين للمجموعة.
وواصل المنتخب المغربي الشاب طريقه نحو المجد، إذ تخطى كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، قبل أن يتجاوز المرشح القوي للقب المنتخب الفرنسي في نصف النهائي.
تألق “أسود الأطلس” الصغار فتح بابا للنقاش في وسائل التواصل الاجتماعي، حول تكوين اللاعبين، الذين ينشط العديد منهم في الدوريات الأوروبية.
ومع انتشار شائعات بأن جل اللاعبين نشأوا وتكوّنوا كرويّا في دول أوروبا، ترصد “عربي21” حقيقة الأمر. إذ تبين أن 11 من أصل 21 لاعبا في القائمة المشاركة بالمونديال، هم من خريجي الأكاديميات المغربية.
وفي التشكيلة الأساسية، جاء 6-7 لاعبين من أصل 11 في المباريات الماضية من أكاديميات مغربية، ما يعني أن المنتخب الذي وصل إلى نهائي كأس العالم للشباب أكثر من نصف لاعبيه جاؤوا من المغرب.
أستاذ يقود تلاميذه إلى المجد
وقبل الخوض في تفاصيل اللاعبين، يبرز في قيادة هذا الجيل الشاب، المدرب محمد وهبي، أستاذ مادة التربية الرياضية في بلجيكا، والذي أوصل منتخب بلاده إلى نهائي المونديال، رغم أنه لم يمارس كرة القدم الاحترافية في حياته قط.
وهبي البالغ من العمر 49 عاما، والمولود في سخاربيك بضواحي بروكسل في بلجيكا سنة 1976، لأُسرة مغربية تعود جذورها إلى الحسيمة شمال المملكة. بدأ مسيرته التدريبية مبكرًا، في الحادية والعشرين من عمره، بالموازاة مع تدريسه مادة الرياضة في أحد المدارس.
ولاحقا، تخلى وهبي عن مهنة التدريس،ليحترف التدريب، بعد التحاقه في أكاديمية أندرلخت العريقة، ودرّبً فئات الناشئين حتى تحت 21 عامًا. خلال هذه الفترة، أشرف على تكوين لاعبين أصبحوا لاحقًا نجومًا دوليين في بلجيكا مثل يوري تيليمانس، جيريمي دوكو، ولياندر ديندونكر.
“المجد للأكاديميات”
رغم وجوده في بلجيكا، التي تضم واحدة من أكبر الجاليات المغربية حول العالم، إلا أن محمد وهبي اعتمد في اختياره 21 نجما لمونديال الشباب على لاعبين تخرجوا من أكاديميات مغربية.
وتُعد الأكاديميات المغربية لكرة القدم، وخاصة أكاديمية محمد السادس في مدينة سلا، ركيزة أساسية في إعادة صياغة منظومة التكوين الرياضي الوطني، منذ تأسيسها عام 2009.
وتركّز الأكاديمية على دمج التعليم والرياضة في برنامج تعليمي متكامل يجمع بين اللياقة البدنية، المهارات الفنية، والتكوين النفسي والثقافي، يمضون جل وقتهم في الأكاديمية التي تمتد على مساحة تزيد عن 30 هكتارًا، مزودة بأحدث المرافق الرياضية التي تتوافق مع معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا.
وتعيد الأكاديمية استثمار أرباح بيع اللاعبين في تطوير بنيتها التحتية، مما يجعلها هيكلًا غير ربحي يركز على الاستدامة طويلة الأمد. وقد أثمرت هذه الرؤية عن إنجازات تاريخية، إذ ساهمت في تألق المنتخب الوطني الأول في كأس العالم 2022 بقطر، حيث شكل خريجوها عاملا مهما في هذا الإنجاز، وفي مقدمتهم نايف أكرد، ومحمد أوناحي، ويوسف النصيري.
وتاليا، نبذة عن اللاعبين المغاربة المشاركون في مونديال الشباب بتشيلي، ممن نشأوا في فرق وأكاديميات مغربية:
ياسر زبيري
المهاجم الأبرز في البطولة، ولد في الرباط عام 2005، وبدأ مسيرته في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم حتى عام 2024. ثم انتقل إلى نادي اتحاد التوارْكة.
والصيف الماضي، وقع زبيري عقدًا لأربع سنوات مع نادي فاميليكَو البرتغالي.
يونس البحراوي
مهاجم مميز في “أسود الأطلس”، ولد في مراكش عام 2005، ونشأ في حيّ سيدي يوسف بن علي. وبدأ في أكاديمية محلية تحت إشراف الطاهر الخالجي، ثم التحق بأكاديمية الكوكب المراكشي في 2021.
محمد حموني
من مواليد الدار البيضاء في 2006، بدأ في نادي جمعية الشباب الجميلة قبل أن ينتقل إلى فرنسا للتدريب في نادي روان ونادي كفيلي روان، ثم انضم إلى نادي لوهافر الفرنسي.
ياسين الخليفي
ولد في مراكش عام 2005، بدأ في نادي مراكش لكرة القدم ثم انتقل إلى أكاديمية محمد السادس. لاحقًا لعب في نادي ليل الفرنسي ثم انتقل إلى سبورتينغ شارلروا البلجيكي في 2025، حيث أصبح لاعبًا أساسيًا هناك.
طه المجني
مدافع، ولد في الدار البيضاء عام 2007 وهو من أصغر المشاركين بالبطولة، وهو من ناشئي نادي اتحاد التوارْكة وصُنّف من أبرز المواهب الصاعدة.
فؤاد زهواني
الظهير الأيسر المميز في المنتخب، ولد في الدار البيضاء عام 2006، وتخرّج من أكاديمية محمد السادس قبل أن ينتقل إلى نادي اتحاد التوارْكة مطلع العام الحالي.
حمزة القوتوني
مدافع، ولد في الدار البيضاء عام 2006، بدأ في نادي الرجاء الرياضي ثم في أكاديمية محمد السادس، قبل أن ينتقل إلى نيس الفرنسي عام 2025.
عبد الحكيم المصباحي
الحارس الثالث في المنتخب، ولد في الدار البيضاء عام 2005، نشأ في أكاديمية الجيش الملكي، وشارك مع الفريق الأول في مباريات كأس المغرب.
إسماعيل باختي
ولد في مراكش في 2006، تدّرب في النادي الرياضي المراكشي وأكاديمية الجيش الملكي قبل أن ينتقل إلى نادي شتورم غراتس النمساوي عام 2024.
محمد زين الدين كبداني
ولد في مدينة المحمدية بالمغرب، وتدرّب في نادي الأمل المحمدية قبل أن ينضم إلى صفوف الفريق الرديف للجيش الملكي الرباط بعد تجربة مع أوكسير الفرنسي.
حسام الصادق
صانع ألعاب، وُلد في الدار البيضاء في 2005، تدرّج في أكاديمية محمد السادس، ثم انتقل إلى نادي اتحاد التواركة عام 2024، وشارك في البطولات المحلية.
