توقعات بانتعاش إنتاج النفط الليبي مع الإعلان عن اكتشافات حديثة

سلط موقع «بيزنس إنسايدر أفريكا» الضوء على انتعاش الإنتاج النفطي في ليبيا، مع الإعلان عن اكتشافات حديثة في مجالي النفط والغاز بمساهمة من كبرى الشركات الدولية المتخصصة في الطاقة.

وأشار الموقع في تقرير أخير، إلى حفر بئر حديثة تابعة لشركة «الخليج العربي» في حوض غدامس بطاقة إنتاجية تصل لنحو 4 آلاف و 675 برميلًا من النفط الخام يوميًا، ومليوني قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

إنجاز جديد لشركة الخليج العربي للنفط
وأوضح التقرير أن مشروع البئر «H1-NC4 » المحفور حديثًا مملوك بالكامل للمؤسسة، مضيفًا أن هذا الإنجاز في ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا، يؤكد أن البلاد تشهد انتعاشا اقتصاديا مع اكتشاف احتياطيات جديدة من الخام وعودة الشركات العالمية إلى الاستكشاف.

ويرى الموقع أن هذا الاكتشاف يؤكد قدرة ليبيا على استعادة مكانتها كلاعب رئيسي في صناعة النفط والغاز في أفريقيا بعد سنوات من الصراع والاضطرابات التشغيلية.

ونقل الموقع عن مصدر نفطي بشركة «الخليج العربي» أن إجمالي إنتاج الشركة من النفط بلغ 310 آلاف برميل يوميا بنهاية أكتوبر الماضي، مما يشير إلى تعافٍ كبير في إنتاج ليبيا.

تحسن أمني يعيد «أو أم في» النمساوية إلى ليبيا
وفي حوض سرت، اكتشفت شركة «أو أم في» النمساوية نفطًا جديدًا، مع إجراء اختبارات للبئر الاستكشافية في القطاع 106/4، التي يصل عمقها إلى 10476 قدمًا، وهي التي تُنتج أكثر من 4200 برميل يوميًا، بينما يتجاوز إنتاج الغاز 2.6 مليون قدم مكعب يوميًا. وهو الاكتشاف الأول للشركة النمساوية في المنطقة منذ توقيع اتفاقية الاستكشاف ومشاركة الإنتاج مع مؤسسة النفط في العام 2008.

حسب التقرير، فإن عودة الشركة النمساوية إلى ليبيا في نهاية العام 2024، بعد غياب دام أكثر من عقد من الزمان، يعكس «تحسن البيئة الأمنية التي تمكن الشركات الأجنبية من استئناف عمليات الاستكشاف».

كذلك، استأنفت شركة الطاقة الحكومية الجزائرية (سوناطراك) أعمال الحفر في حوض غدامس منتصف أكتوبر الماضي، إذ عادت للعمل بموقع حوض غدامس، بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات بسبب عدم استقرار الوضع الأمني.

واستأنفت شركة «إيني» الإيطالية أيضا أعمال التنقيب البحري في شمال غرب ليبيا بعد توقف دام أكثر من خمس سنوات.

بجانب ذلك، وقعت مؤسسة النفط اتفاقيات مع شركتي «بي بي» و«شل» لتقييم إمكانات الإنتاج في العديد من الحقول، حيث تخطط «بي بي» لإعادة فتح مكتبها في طرابلس بحلول الربع الرابع من العام 2025 للإشراف على العمليات.

– بمعدل 2400 برميل يوميًّا.. إعادة بئر نفطية بحقل مسلة إلى الإنتاج
– زيادة إنتاج بئر في حقل الحمادة من 27 إلى 692 برميلا يوميا
– المنطقة الحرة بسرت تعلن تدشين أول خط شحن دولي عبر مينائها البحري

37 شركة تتنافس على 22 منطقة بحرية وبرية
وحسب «بيزنس إنسايدر أفريكا»، تجذب ليبيا اهتمامَا دوليًا متجددًا بقطاع الطاقة، ففي وقت سابق من العام الجاري، أطلقت البلاد أول مناقصة لاستكشاف النفط والغاز منذ العام 2007.

وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة مسعود سليمان، لوكالة «بلومبرغ» إن شركات «إكسون موبيل»، و«شيفرون»، و«توتال إنرجيز»، و«إيني»، فضلا عن 33 شركة أخرى، تتنافس على 22 منطقة برية وبحرية، مشيرا إلى «عودة ليبيا كوجهة استراتيجية للاستثمار العالمي في مجال الطاقة».

ويضيف التقرير أن شبكة التكرير الليبية «وعلى الرغم من تواضعها»، تشكل ركيزةً أساسيةً لقطاعها النفطي، إذ تشغل البلاد خمس مصافي رئيسية: الزاوية، ورأس لانوف، وطبرق، والبريقة، والسرير، وواجه بعضها، مثل «رأس لانوف» تحديات تشغيلية، «لكن هذه المرافق لا تزال تُعالج الجزء الأكبر من نفط البلاد، وتظلّ مراكز رئيسية للتحديث والاستثمار».

ويختتم التقرير الأفريقي بالإشارة إلى ظهور علامات انتعاش قوية في قطاع النفط والغاز، «فمع الاكتشافات الجديدة، وارتفاع الإنتاج، وشبكة مصافي موثوقة، فإن القطاع مهيأ لنمو مستدام».