المجتمع يزرع القلق مبكرًا
توضح الباحثة في الصحة النفسية أن المجتمع يبدأ في تشكيل نظرة الفرد للزواج منذ الطفولة، تقول لـ”اليوم السابع”: “يربَّى الكثيرون، خصوصًا الفتيات، على أن الزواج هو المحطة الطبيعية للنجاح الاجتماعي، بل يقدَّم على أنه علامة اكتمال التجربة الحياتية. ومع مرور الوقت، ينتقل صوت المجتمع من التمني إلى التذكير ثم إلى الضغط المباشر”.
الزواج كمعيار للنجاح في المجتمعات الشرقية
تؤكد الباحثة في الصحة النفسية أن المجتمع الشرقي ما زال يرى الزواج مقياسًا للاستقرار، وتتابع: “غير المتزوجين يجدون أنفسهم عرضة لأحكام مسبقة، سواء على شكل شفقة أو تلميحات متكررة من العائلة، البعض يجبر على تبرير خياراته الشخصية أو حياته المهنية، وكأنه فى محاكمة مستمرة”، لكنها تلفت إلى تحول ملحوظ لدى الجيل الجديد الذي يتعامل مع العزوبية بوصفها مرحلة نضج واكتشاف للذات، لا كإشارة إلى الفشل، مضيفة “الكثيرون يحتفلون بيوم السناجل كمساحة للتصالح مع النفس، وليس كاحتفال ساخر”.
وبحسب الأخصائي النفسي فإن هذا النوع من القلق لا يرتبط بالزواج فقط، بل يرتبط أساسًا بالشعور بالجدارة والقبول. فالعزوبية الممتدة تضع الشخص أمام مرآة نفسه، لتظهر له مناطق لم تشفَ بعد: نقص التقدير الذاتي، الخوف من الرفض، أو الحاجة إلى الاطمئنان الداخلي.
كيف نواجه قلق التأخر فى الزواج؟
لمواجهة قلق التأخر في الزواج، يشير المتخصصان إلى ضرورة العمل على المستويين النفسي والعملي معًا، يبدأ الأمر بإعادة صياغة الفكرة داخليًا؛ فالقيمة الحقيقية للإنسان لا تقاس بوضعه العاطفي، والعمر مرحلة طبيعية لا يحمل حكمًا على أحد، على الفرد أن يحدد ما يثير قلقه تحديدًا هل هو ضغط العائلة، الخوف من الوحدة، أم فقدان الثقة بالنفس ثم التعامل مع كل سبب بخطوات صغيرة وواضحة.
كما ينصح بالاستعانة بدائرة دعم موثوقة، سواء عبر أصدقاء مقربين أو مختص نفسي يساعده على تنفيس مشاعره وتعلم أدوات فعالة مثل التأمل وتمارين التنفس والتدوين، والتي تخفف من نوبات القلق والهلع، ويعد وضع أهداف قابلة للتحقيق خطوة مهمة، كتنمية مهارة جديدة، أو توسيع شبكة العلاقات، أو المشاركة في نشاطات اجتماعية تضيف معنى للحياة وتعزز الشعور بالإنجاز والسيطرة.
إلى جانب ذلك يحتاج الفرد إلى تعلم وضع حدود واضحة مع العائلة بأسلوب هادئ ولطيف، مع شرح موقفه وطلب احترام خصوصيته وقراراته. كما يفضَّل الحد من المقارنات واستهلاك مواقع التواصل، والتركيز بدلًا من ذلك على العلاقات الحقيقية وتجارب تحقق رضا ذاتيًا أكبر.
وإذا استمر القلق بصورة مؤذية، فإن التوجه إلى معالج نفسي أو الالتحاق بمجموعات دعم يعد خيارًا صحيًا وفعالًا. في النهاية، تنجح مواجهة هذا القلق عندما يجمع الفرد بين الوعي الذاتي، والخطوات العملية، والرعاية المستمرة لنفسه.
يوم السناجل والعزوبية
يوم السناجل ومواجهة التوتر

