تبحث شركات النفط الهندية تأمين فرص بقطاع الطاقة في أنغولا، الدولة الواقعة في جنوب أفريقيا، عبر عقود شراء الخام طويلة الأجل، وفق تصريحات رئيسة الدولة الآسيوية العملاقة دروبادي مورمو.
وأشارت مورومو، التي بدأت زيارة إلى أنغولا تستغرق 4 أيام، أمس الأحد 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، إلى أن شركات بلادها لا تهتم بالنفط الأنغولي فقط، بل بالغاز والمعادن الأرضية النادرة والألماس -أيضًا-، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتأتي خطوة الهند في وقت يشهد فيه إنتاج النفط في أنغولا أول تراجع منذ انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك قبل عامين.
وانخفض إنتاج النفط في أنغولا إلى ما دون مليون برميل يوميًا، وهو أول تراجع إلى مستوى تاريخي منذ الانسحاب، إذ بلغ الإنتاج خلال شهر يوليو/تموز 2025 نحو 30 مليونًا و961 ألفًا و452 برميلًا، أي ما يعادل متوسطًا يوميًا قدره 998 ألفًا و757 برميلًا من النفط يوميًا.
وتُقارن هذه المستويات بالتوقعات البالغة مليون و73 ألفًا و542 برميلًا يوميًا، بحسب البيانات التي أصدرتها الوكالة الوطنية للنفط والغاز في أنغولا.
كما تواجه نيودلهي ضغوطًا هائلة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوقف عن شراء النفط الروسي في إطار مساعي لإجبار موسكو على وقف الحرب التي شنّتها على أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022.
ومنذ بدء الحرب، وفرض الدول الغربية عقوبات على روسيا، سعت الأخيرة لبيع نفطها في أسواق جديدة عبر تقديم حسومات كبيرة، وكانت كل من الهند والصين أكبر المشترين.
شركات النفط الهندية تلبي احتياجات الطاقة من الخام الأنغولي
تتطلع شركات النفط الهندية إلى شراكات في قطاع الطاقة في أنغولا، وفق الرئيسة دروبادي مورمو، التي شهدت خلال زيارة إلى الدولة الأفريقية توقيع مجموعة من الاتفاقيات المشتركة في قطاعات عديدة مثل: صيد الأسماك والنقل، بحسب ما ذكره موقع “بزنس إنسايدر أفريكا”.
وتستهدف الشراكة بين البلدين إلى مساعدة الهند على تلبية متطلبات الطاقة لديها.
وتعتمد الهند -وهي ثالث أكبر مصدر عالمي لانبعاثات غازات الدفيئة- على توليد ثلثي احتياجاتها من الكهرباء من محطات التوليد التي تعمل بالفحم.
وتشهد الهند ارتفاعًا وتغيرات بأنماط الطلب على الكهرباء؛ بسبب تسارع النمو الاقتصادي والسكاني وانتشار الأجهزة والتوسع الحضري.
وتشير التوقعات إلى نمو الطلب على الكهرباء في الهند بمعدل سنوي مركب يتراوح بين 6% و6.5% خلال السنوات الـ5 المقبلة؛ نتيجة تبني المركبات الكهربائية والهيدروجين الأخضر، وتوسّع مراكز البيانات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
كما برز دور المركبات الكهربائية والهيدروجين الأخضر، إذ ارتفع استهلاك الكهرباء للمركبات 10 أضعاف بين 2021 و2024، بحسب التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
إنتاج الألماس ومصافي النفط
تسعى كل من الهند وأنغولا إلى توطيد علاقتهما في مجال عمليات إنتاج الألماس، وتقييم المنافع المشتركة منها.
كما ترغب الهند في ضخ استثمارات في قطاع استكشاف المعادن الأرضية النادرة، إضافة إلى مصافي النفط في أنغولا.
وخلال اجتماع لرئيسة الهند دروبادي مورمو مع نظيرها الأنغولي جواو مانويل غونسالفيس لورينكو، أعلنت أن الشركات الهندية مهتمة بقطاعات عديدة إضافة إلى معالجة الألماس واستكشاف المعادن النادرة، فهي ترغب في العمل في صناعة الأسمدة في أنغولا.
وقالت رئيسة الهند في اليوم الأول في زيارتها إلى أنغولا: “إن دور أنغولا في أمن الطاقة الهندي مهم جدًا، إذ إن نيودلهي مشترٍ كبير للنفط والغاز من الدولة الأفريقية، لذلك فإن شركات النفط الهندية تسعى لإبرام اتفاقيات شراء طويلة الأجل مع أنغولا”.
وتابعت: “إن أنغولا من الدول الواعدة في مجال إنتاج الألماس عالميًا، والهند دولة قائدة في مجال قطع الألماس وتلميعه، لذلك يمكن استغلال خبراتنا في تحقيق منفعة مشتركة للبلدين”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
الهند تتطلع إلى ثروات أنغولا النفطية والأرضية النادرة في إطار سعيها الطموح في مجال الطاقة، من أفريكا بزنس إنسايدر

