دمشق-سانا
بينت رئيسة دائرة النحل والحرير في وزارة الزراعة المهندسة إيمان رستم أن النحلة السورية المعروفة عالمياً باسم “سيرياكا”، مصنفة ضمن 24 سلالة رئيسية عالمياً متأقلمة بيئياً مع الظروف المناخية، حيث تتحمل التقلبات الجوية والبيئية القاسية، مشيرة إلى أن مشروع النحل الحكومي أثبت تميزه عبر اهتمامه بـ سلالة النحل السوري الأصيلة، التي تُعد من أندر وأجود السلالات في العالم.
وأوضحت رستم في تصريح لـ سانا، أن النحل السوري لا يُعد فقط من أفضل السلالات في التحمل، بل يتمتع أيضاً بقدرة عالية على إنتاج العسل بنكهة مميزة وجودة عالية، وهو ما يفسر التميز الكبير للعسل السوري مقارنة بنظيره في دول المنطقة.
وقالت: إن مشروع وزارة الزراعة حدد مهام واضحة تتعلق بـ نقل قطاع النحل من التربية التقليدية إلى التربية الحديثة باستخدام الخلايا الخشبية (لانجستروث)، وتطبيق الضوابط والتشريعات الناظمة للمهنة، ومنها قرار تنظيم عمل النحالين وقرارات استيراد وتصدير منتجات الخلية ومستلزمات التربية.
خطة إنتاج سنوية وتطوير للقطاع
وأوضحت رستم أن الوزارة تعتمد خطة إنتاج سنوية تهدف إلى دعم النحالين وتطوير قدراتهم، من خلال إنتاج طرود نحل وبيعها بأسعار تشجيعية، ما يتيح لهم تأسيس مشاريع صغيرة تسهم في تأمين مصدر دخل مستقر.
برنامج تأصيل وتحسين السلالة السورية
وبيّنت رستم أن الوزارة تعمل ضمن برنامج وطني لتأصيل وتحسين سلالة النحل السوري، يعتمد على الحفاظ على السلالة المحلية وتحسينها من خلال التهجين المدروس مع سلالات عالمية مختارة، بهدف رفع الإنتاجية والجودة، والحصول على سلالة هجينة تمتلك أفضل الصفات من الأبوين مع المحافظة على ملاءمتها للبيئة السورية.
سوريا في المرتبة الرابعة عربياً بإنتاج العسل
ولفتت رستم إلى أنه حسب إحصائيات وزارة الزراعة لعام 2024، تحتل سوريا المرتبة الرابعة عربياً في إنتاج العسل بعد مصر والمغرب وتونس، إذ يبلغ عدد الخلايا العاملة في البلاد أكثر من 532 ألف خلية، منها خلايا حديثة وتقليدية وطينية، ووصل إنتاج العسل إلى نحو 3500 طن سنوياً، في حين بلغ إنتاج الشمع العسلي نحو 161 طناً.
وأكدت رستم أن هذه الأرقام رغم الظروف الاقتصادية المناخية الصعبة، تُعد مؤشراً إيجابياً على تعافي قطاع النحل واستمراريته كأحد روافد الاقتصاد الزراعي الوطني.
تحديث التشريعات وتوسيع مجالات الإنتاج
وشددت رئيسة الدائرة على أهمية تحديث القوانين والتشريعات الناظمة لعمل النحالين بما يتناسب مع التغيرات البيئية والتقنية، موضحةً أن كثيراً من القرارات التي وُضعت عام 2004 تحتاج إلى مراجعة وتطوير لتواكب الواقع الحالي.
وقالت: إن الوزارة تعمل على رفع الوعي لدى النحالين حول أهمية تنويع منتجات الخلية، إذ تمتلك الخلية منتجات أخرى ذات قيمة اقتصادية كبيرة مثل العكبر، وغذاء الملكات، وحبوب الطلع، والشمع العسلي، مشيرةً إلى تميز طعم العسل السوري، حيث إن المستهلك يمكن أن يلاحظ الفرق بين عسل الحمضيات السوري وغيره من الأنواع المستوردة، رغم أن مصدر الرحيق واحد، وهو ما يؤكد دور سلالة النحل في جودة العسل.
انتشار واسع ومشاريع صغيرة واعدة
وحول انتشار المناحل والعاملين فيها، أوضحت رستم أن هناك 4 محافظات تتصدر في عدد النحالين والخلايا، وهي درعا، وطرطوس، وإدلب، وريف دمشق، وذلك بفضل ملاءمة المناخ وتوفر المراعي الطبيعية للنحل، مبينةً أن النحّال يمكنه إدارة نحو 25 خلية بكفاءة، بينما المشاريع الكبرى تحتاج إلى عمالة إضافية وخبرة فنية أكبر.
وتعد تربية النحل في سوريا قطاعاً واعداً ومستداماً، يجمع بين الإرث الزراعي العريق والعلم الحديث، ويسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحسين سبل عيش الريفيين، لذا تحرص وزارة الزراعة على تنفيذ خططها لتطوير هذا القطاع وحماية النحلة السورية.

