اختتمت أمس فعاليات مؤتمر البحرين للسكري والدورة العالمية للقدم السكري 2025 بحضور الدكتورة مريم الهاجري نائب رئيس مجلس إدارة جمعية السكري البحرينية، الذي نظمته جمعية السكري البحرينية بالتعاون مع المجموعة الخليجية للقدم السكري، بمشاركة واسعة من الأطباء والممرضين والمتخصصين من البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى نخبة من المتحدثين والخبراء من أوروبا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية. وشارك في المؤتمر والورش التدريبية التي امتدت من 12-15 نوفمبر 2025 أكثر من 280 متدرباً من البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي.
جاء انعقاد المؤتمر تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للسكري، في رسالة تؤكد التزام مملكة البحرين بنهجها الوطني في تعزيز الوعي الصحي، والوقاية من الأمراض المزمنة، وتمكين العاملين في القطاع الصحي من خلال التعليم الطبي المستمر والتدريب العملي والتبادل المعرفي.
وقد شهدت جلسات المؤتمر مناقشة أحدث المستجدات في رعاية مرضى السكري ومضاعفاته، ولا سيما القدم السكري التي تمثل تحديًا متزايدًا على مستوى العالم. كما تم استعراض التوصيات الخاصة بضرورة تطبيق الإرشادات المحلية وتحديث بروتوكولات العمل بما يضمن تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص، وخلق قنوات واضحة للتنسيق بين مستويات الرعاية الصحية في المملكة.
وأبرز المؤتمر أهمية الوعي الصحي في العناية المنزلية والكشف المبكر، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ من المريض وبيئته، وأن التثقيف المستمر للأفراد والعائلات يمثل حجر الأساس في خفض معدلات البتر وتحسين جودة الحياة للمتعايشين مع السكري.
كما حظي المؤتمر بمشاركة لافتة من العاملين في مختلف القطاعات الصحية في المملكة، من وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الصحية الأولية والخدمات الطبية الملكية، إلى جانب مشاركة طلبة الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا – البحرين، ما يجسد التكامل بين التعليم الأكاديمي والمؤسسات الصحية، ويعزز روح الانتماء والمسؤولية لدى الجيل الجديد من العاملين في القطاع الصحي.
وشهد حفل الختام تكريم اللجنة المنظمة والمتحدثين والمشاركين تقديرًا لجهودهم في إنجاح هذا الحدث العلمي الذي رسّخ مكانة البحرين كمركز إقليمي متميز في التعليم الطبي المستمر. كما تم تكريم المشاركين في مسابقة البحوث الطبي التي أسهم الباحثون المحليون من خلال عشرين بحثاً من التعرض لقضايا صحية مهمة تعنى بالسكري بشكل عام والقدم السكري بشكل خاص. وقد عبّر المشاركون عن اعتزازهم بالمستوى التنظيمي والمهني العالي الذي تميز به المؤتمر، وبالدور المحوري الذي تؤديه جمعية السكري البحرينية في دفع عجلة التطور الصحي في مجال السكري ومضاعفاته.
وأكدت جمعية السكري البحرينية أن هذا الحدث لا يمثل نهايةً لمرحلة، بل انطلاقةً جديدة نحو مزيد من المبادرات المشتركة والتعاون الإقليمي لتوحيد الجهود العلمية والمجتمعية لمواجهة تحديات السكري والسمنة في دول الخليج، التي تتشابه فيما بينها في عوامل الخطورة والأنماط الحياتية والبيئية.
كما ثمّن المشاركون ما تشهده البحرين من خدمات صحية عالية المستوى، وبنيتها التحتية المتطورة في المجال الطبي والتدريبي، مؤكدين أن هذا المؤتمر يعكس نموذجًا ناجحًا للشراكة بين المؤسسات الصحية والأكاديمية والمجتمع المدني، ويرسّخ دور المملكة في بناء منظومة صحية مستدامة تقوم على المعرفة، والوقاية، وتمكين الإنسان ليكون محور التنمية الصحية.
واختتمت اللجنة المنظمة للمؤتمر أعمالها بتأكيد أن الوعي هو خط الدفاع الأول، وأن الاستثمار في التثقيف والكشف المبكر والعناية المنزلية هو استثمار في صحة المجتمع ومستقبل أفراده.

