تتجه شركة عالمية إلى تعزيز حضورها في أفريقيا من خلال خطط جديدة لبناء مصنع سيارات في الجزائر، ما يعكس رغبتها بتوسيع نشاطها الصناعي في سوق واعدة تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على المركبات، خصوصًا من الفئات الصغيرة والمتوسطة.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع السيارات في الجزائر، فقد بدأت شركة هيونداي الكورية وضع أسس إستراتيجية شاملة لزيادة إنتاجها الإقليمي، بالتزامن مع توقعات اقتصادية تشير لتحوّل الجزائر إلى مركز صناعي مهم لقطاع المركبات في شمال أفريقيا خلال السنوات المقبلة.
ويأتي التوسع الجديد في إطار رؤية هيونداي للانتقال نحو مستقبل أكثر مرونة في أسواق السيارات، إذ ترى الشركة أن إنشاء مصنع سيارات في الجزائر يتيح لها بناء قاعدة إنتاجية بالقرب من أسواق نمو رئيسة في القارة الأفريقية مع توفير فرص تصنيع محلية.
يمثّل هذا التحرك خطوة محورية لتعزيز تنافسية الشركة عالميًا، إذ يشكّل إنشاء مصنع سيارات في الجزائر جزءًا من خطط أوسع للتركيز على مشروعات صناعية قادرة على تلبية احتياجات السوق الإقليمية، ورفع معدلات الإنتاج، ودعم الصناعات المرتبطة بسلسلة توريد المركبات.
هيونداي في الجزائر
التوجّه نحو إنشاء مصنع هيونداي في الجزائر ينسجم مع إستراتيجيتها الهادفة إلى تأمين موقع صناعي متقدم يخدم أسواق أفريقيا المتسارعة، خاصة في ظل تنامي الطلب على المركبات الاقتصادية وحرص الشركة على تعزيز قدراتها الإنتاجية داخل القارة.
وأشار رئيس قسم الأعمال العالمية في هيونداي لي غون-يونغ إلى أن أفريقيا أصبحت مركز جذب لصناعة المركبات بفضل إمكاناتها الكبيرة، موضحًا أن بناء المصنع يمنح الشركة نقطة انطلاق مهمة لتوسيع حصتها السوقية في دول المغرب العربي والأسواق المجاورة.
وتعتمد إستراتيجية الشركة على 3 محاور رئيسة تشمل تحسين التنافس وتأسيس بنية مستقبلية للنقل الذكي، إضافة إلى تحقيق نمو مشترك مع الشركاء، وهو ما يجعل بناء مصنع سيارات في الجزائر عنصرًا أساسيًا في خريطة أعمالها المستقبلية داخل المنطقة.
وكشف المسؤول الكوري أن المصنع الجديد لهيونداي في الجزائر سيخصص لتجميع المركبات بطاقة تصل إلى 50 ألف وحدة سنويًا، ما يعزز قدرات الإنتاج الإقليمي ويرفع إمكانات هيونداي في استهداف فئات متنوعة من المستهلكين، ويجعل المصنع نقطة محورية في خطط الشركة.
وتضع هيونداي في مقدمة أولوياتها إنتاج مركبات صغيرة ذات طلب محلي مرتفع، وهو ما يدعم اتجاهها للاستجابة السريعة لاحتياجات السوق، ويرسّخ الدور المتوقع لمصنع سيارات في الجزائر بوصفه رافدًا أساسيًا لتلبية الطلب المتزايد على المركبات الاقتصادية.
كما تخطط الشركة لتطوير نماذج ملائمة لطبيعة السوق الأفريقية، لضمان نجاح مصنع السيارات في الجزائر في تعزيز تنافسيتها الصناعية ودعم حضورها بالأسواق المجاورة، بما يسهم في بناء قدرات إنتاجية محلية متقدمة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
السيارات الكهربائية وتوسُّع الصناعة في الجزائر
يشهد قطاع المركبات تحولًا متسارعًا، إذ يشكّل التوسع في المركبات النظيفة جزءًا مهمًا من رؤية الجزائر الصناعية، ما يعزز الحاجة إلى بنية إنتاجية داعمة قد تتكامل معها خطوة مصنع سيارات في الجزائر مستقبلًا، خصوصًا مع تنامي الطلب على حلول النقل منخفضة الانبعاثات.
ومن المقرر أن تحتضن ولاية باتنة أول مشروع جزائري-صيني لإنتاج سيارات كهربائية مخصصة للتنقل الحضري، في خطوة تعكس رغبة البلاد في تطوير مشروعات صناعية متقدمة، وتوفير بديل نظيف يدعم توجهات الانتقال الطاقي على مستوى صناعة المركبات.
وسيُنشئ مصنع “إيكونومي مودرن” بالتعاون مع شريك صيني أول خط لإنتاج السيارات الكهربائية داخل الجزائر، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، بينما يتجه المصنع إلى رفع إنتاج خزانات سيرغاز، ما يعزز قدرته على دعم سوق المركبات والطاقة البديلة.
وأعلن مدير المصنع تفاصيل مشروع تصنيع أول سيارة كهربائية في الجزائر، مؤكدًا إحراز تقدُّم كبير في المفاوضات مع شريك صيني، في وقت قد يُبنى فيه مصنع سيارات في الجزائر من طرف هيونداي لتعزيز التكامل الصناعي بين المركبات التقليدية والكهربائية مستقبلًا.
ومن المرجّح أن يوفر المشروع فرص عمل متنوعة، مع إنتاج نماذج تعمل بالكهرباء أو بمحركات ثنائية الوقود، في إطار خطط تستهدف إطلاق مركبات جزائرية-صينية تحمل بصمة وطنية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
