محاولات مستمرة أقدم عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، والولاية الحالية لحصار جماعة الإخوان الإرهابية داخل الولايات المتحدة، وإدراج التنظيم على قوائم الإرهاب، إدراكاً لما تشكله الجماعة من مخاطر تهدد السلم والأمن المجتمعي عبر الفكر المتطرف والعنف.
وفى تحرك رسمي ربما يكون الأقوى، أعلن جريج أبوت حاكم تكساس تصنيف الجماعة ومجلس العلاقات الامريكية الإسلامية CAIR تنظيمات إرهابية في الولاية.
في بيان نشره حاكم تكساس عبر حسابه على موقع اكس الأربعاء، قال : لطالما أوضحت جماعة الإخوان وكير أهدافهما: فرض الشريعة الإسلامية بالقوة، وترسيخ سيادتهما على العالم وأضاف: إن الإجراءات التي اتخذتها جماعة الإخوان وكير لدعم الإرهاب في جميع أنحاء العالم، وتقويض قوانيننا من خلال العنف والترهيب والمضايقة، غير مقبولة.
وقال أبوت في بيانه ان بموجب القرار سيتمكن المدعي العام في الولاية بمنع الأشخاص او الشركات المنتميتان الى الكيانين او على صلة بالإخوان او بمجلس العلاقات الامريكية الإسلامية من شراء الأراضي في تكساس وسيكون له الحق في غلق مقار المنظمتان الارهابيتين.
ترامب والجماعة الإرهابية.. مواجهة مفتوحة لحصار الإخوان
وخلال الأشهر الأولي من الولاية الرئاسية الحالية، أقدم مسئولو إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على وضع خطط لتقييد الزيارات المؤقتة والهجرة القانونية لأعضاء جماعة الإخوان الأرهابية وغيرها من الجماعات المتطرفة، فى أحدث خطواتها الساعية لحظر الجماعة رسميا فى الولايات المتحدة وإدراجها ضمن قوائم الإرهاب.
وفى تعليق علي تلك القرارات قال جو إدلو، مدير وكالة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية: نعيد النظر في بنود في قانون الهجرة والجنسية لم تُستخدم من قبل، وذلك لفهم هوية هؤلاء المتقدمين بشكل أفضل، ومن ثم سنتمكن من تقييم ما يمكن فعله لاستبعاد المنتمين للاخوان والمتطرفين
وأضاف لموقع بريتبارت نيوز الأمريكى: علينا التأكد من أن المهاجرين المحتملين لا يتبنون أيديولوجية تضر بشدة بسلامة وأمن هذا البلد.
في وقت سابق ، صرح وزير الخارجية ماركو روبيو أن المسؤولين يستعدون لتصنيف بعض فروع الإخوان واسعة الانتشار بالإرهاب. وأضاف: ” تصنيف الاخوان منظمة ارهابية قيد الإعداد – من الواضح أن هناك فروعًا مختلفة لجماعة الإخوان لذا يجب تصنيف كل فرع منها”.
وحذر كل من روبيو وإيدلو من ضرورة حماية المسؤولين للحقوق القانونية للأمريكيين في محاولتهم كبح الحركة السياسية للإخوان، وقال روبيو : ستُطعن في هذه الأمور أمام المحكمة.
وتابع يمكن لأي جماعة أن تقول: حسنًا، أنا لست إرهابيًا حقًا، وهذه المنظمة ليست منظمة إرهابية.. عليك أن تظهر عملك كمسألة حسابية عندما تذهب إلى المحكمة. كل ما تحتاجه هو قاضٍ فيدرالي واحد – وهناك الكثير منهم – على استعداد لإصدار هذه الأوامر القضائية على مستوى البلاد، ومحاولة إدارة البلاد من على منصتها. لذا علينا أن… كونوا حذرين للغاية.
ترامب والولاية الأولى.. لماذا فشلت محاولات حصار الإخوان السابقة؟
وفى الولاية الأولى، قاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محاولات جادة لإداراج الاخوان بقوائم الإرهاب، إلا أن تلك الخطوة لم تكلل بالنجاح، حيث اصطدمت بما أسماه ترامب حينها بـ الدولة العميقة، حيث عارض وزير خارجيته ريكس تيلرسون تلك الخطوة ، ما دفعه لإقالته وتعيين مارك بومبيو في المنصب.
وفى أغسطس 2017 ، كشف تقرير مشترك، لوكالة أسوشيتدبرس وموقع بوليتيكو الأمريكيان، عن تعاقد التنظيم الدولي للإخوان مع شركة لوبى جديدة مقابل 150 ألف دولار شهريا، لتأمين عدم إدراجها بقوائم الإرهاب، وضمان عدم اتخاذ أى إجراءات عقابية ضدها.
تحذيرات مستمرة من سموم الإخوان داخل الولايات المتحدة
التحركات الرسمية لم تكن وليدة اللحظة ، فخلال السنوات القليلة الماضية زاد ادراك المجتمع الأمريكي لمخاطر جماعة الإخوان ، وتزايدت دعوات حظر التنظيم وإدراجه بقوائم الإرهاب، ففي مقال لرئيس تحرير صحيفة نيوزويك الامريكية تحت عنوان “لقد حان الوقت لتصنيف الاخوان منظمة إرهابية”، قال جوش هامر إن الولايات المتحدة تعاملت مع جماعة الإخوان بمزيج خطير من السذاجة والتجاهل المتعمد ما تسبب في فشل له عواقب وصفها بالوخيمة مضيفا إن الإخوان ليست حركة سياسية عشوائية بريئة ذات توجه ديني، بل إنها منذ التأسيس قبل قرن تقريبا والى اليوم هي المنبع الأيديولوجي للتطرف، وبصماتها موجودة على جميع المنظمات والجماعات الإرهابية مثل القاعدة وحماس.
من جانبه ، ذكر موقع دايلي واير الأمريكي لرصد الأسباب الرئيسية التي يتعين علي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تضعها عين الاعتبار وأن تقدم علي إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب بشكل رسمي.
وذكر التقرير الأمريكي أن الجماعة الإرهابية أصبحت تشكل خطر على الحضارات الغربية وتساءلت عن عدم تصنيفها رسميا كمنظمة إرهابية داخل الولايات المتحدة.
وذكر الموقع أن الجماعة منظمة أسسها عام 1928 حسن البنا بدأت بسبعة رجال علمهم أن الهدف الاساسي هو إقامة خلافة عالمية – حكومة عالمية يقودها حاكم مسلم، ونمت لتصل إلى ما يقدر بمليوني عضو بحلول أواخر أربعينيات القرن الماضي والآن اصبحت منظمة دولية لها فروع في جميع أنحاء العالم الإسلامي وأوروبا والولايات المتحدة.
وفي عام 2001، نشرت صحيفة رسالة الإخوان الصادرة عن الجماعة في لندن شعار رسالتنا: السيطرة على العالم. بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، أزال المحررون هذا الشعار من الصحيفة، لكن السيطرة على العالم لا تزال رسالتهم.
وتابع التقرير : في عام 1939، أنشأ حسن البنا والدائرة المقربة من الإخوان جناحا عسكري يسمى الجهاز السري بعد الحرب العالمية الثانية، نفذ الجهاز السري للإخوان عمليات اغتيال وإرهاب ضد اليهود والمسيحيين والسياسيين المصريين. في ديسمبر 1948، اغتال الإخوان رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي.
في أكتوبر 1954، حاول الإخوان اغتيال جمال عبد الناصر، لكن ناصر نجا من المحاولة ونتيجة لذلك، أصبح أقوى من أي وقت مضى، وأعدم أو سجن العديد من أعضاء الإخوان وفر آخرون إلى الدول المجاورة
وتطرق التقرير إلى ألاعيب الجماعة الإرهابية ، قائلاً : منذ سبعينيات القرن الماضي، عملت الإخوان الإرهابية على تبييض صورتها من خلال القيام بأعمال خيرية، تتظاهر بأنها منظمة إنسانية ومع ذلك، فإن العمل الخيري ما هو إلا غطاء لمهمتهم الحقيقية – تقويض المجتمع الغربي، والسعي إلى الهيمنة العالمية.
وسلط التقرير الضوء علي محاولات السيناتور تيد كروز من تكساس الذي أمضي أكثر من عقد يدفع باتجاه تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية أجنبية وقدم أربعة مشاريع قوانين سابقة كان من شأنها إضفاء الطابع الرسمي على هذا التصنيف، لكن النقاد عرقلوا جميعها

