خلال جلسة مناقشة مفتوحة عقدها مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين، أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد أن السودان يواجه اليوم أكبر أزمة جوع في العالم، مشيرة إلى أن الحرب المستمرة أدت إلى تفاقم المجاعة في ولايات دارفور وكردفان، في مشهد يعكس الترابط الخطير بين النزاعات المسلحة وانعدام الأمن الغذائي.
حذرت أمينة محمد من أن العلاقة المتصاعدة بين الجوع والنزاعات باتت تشكل تهديداً استراتيجياً وجودياً للأمن الدولي، مؤكدة أن التعامل مع الأزمة يجب أن يكون أولوية عالمية عاجلة. وأوضحت أن الحرب والجوع غالباً ما يكونان وجهين لأزمة واحدة، حيث يؤدي تأثيرهما المتبادل إلى تفاقم معاناة المدنيين ويغذي حلقات عدم الاستقرار. وأكدت أن السودان يمثل اليوم المثال الأبرز لهذه الأزمة، إذ أدت الحرب المستمرة إلى تفاقم المجاعة في ولايات دارفور وكردفان، ما يضع ملايين المدنيين في مواجهة مباشرة مع خطر فقدان الغذاء.
أشارت نائبة الأمين العام إلى أن الوضع في غزة لا يزال بالغ الخطورة منذ تأكيد حالة المجاعة في أغسطس، لافتة إلى أن الغذاء أصبح يستخدم كسلاح عبر التجويع المتعمد في مناطق النزاعات. وأضافت أن الدوامة ذاتها تتكرر في دول أخرى مثل هايتي واليمن ومنطقة الساحل وجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يحاصر العنف ملايين السكان في دائرة متكررة من الفقر والجوع. وأكدت أن هذه الأزمات المتزامنة تعكس اتساع نطاق التحديات الإنسانية المرتبطة بالنزاعات المسلحة حول العالم.
دعت أمينة محمد المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل اعتماداً على أربع ركائز رئيسية، تشمل ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، دعم وقف إطلاق النار، تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي، وتقوية النظم الغذائية لتكون مساراً للانتقال من الهشاشة إلى الصمود. وشددت على أن العمل المناخي يجب أن يُعتبر جزءاً أساسياً من الأمن الغذائي والسلام، مؤكدة أن الحلول السياسية وحدها قادرة على إنهاء الحروب وأن إحلال السلام يتطلب التعامل مع الغذاء والزراعة كأولويات استراتيجية.
من جانبها، أكدت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ جويس مسويا أن أحدث تقارير “بؤر الجوع الساخنة” الصادرة عن الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية تكشف بوضوح أن أشد الأزمات الغذائية، بما في ذلك المجاعة في أجزاء من قطاع غزة والسودان، تغذيها النزاعات المسلحة والعنف. وأوضحت أن خطر المجاعة لا يزال قائماً في بعض مقاطعات جنوب السودان المتأثرة بالعنف المحلي، مشيرة إلى أن كلما اشتد العنف تفاقم انعدام الأمن الغذائي. وأضافت أن الهجمات على المدنيين والبنى التحتية تؤدي إلى هجر الحقول وتعطيل سلاسل الإمداد وارتفاع الأسعار وتدمير سبل العيش.
يُشار إلى أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي طورته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لأول مرة في الصومال عام 2004، أصبح اليوم معياراً عالمياً لتقييم انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية. وتضم المبادرة 21 منظمة دولية تضمن دقة وحياد التصنيفات. وفي العام الماضي تم تأكيد حدوث المجاعة ثلاث مرات، مرتان في السودان ومرة في غزة، في سابقة هي الأولى من نوعها، وفق ما أوضحه كبير خبراء الاقتصاد في الفاو ماكسيمو توريرو، الذي أكد أن جميع تلك الحالات كانت مرتبطة مباشرة بالنزاعات المسلحة.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا

