قال المخرج الكبير تامر محسن، خلال الماستر كلاس الذي قدمه ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة والمقام حاليا، أنه يعتبر فيلم ثقافي يعد من أبرز أيقونات السينما المصرية في السنوات الماضية، وأنه دائمًا ما يتساءل عن طبيعة علاقته بالأفلام، وهل هي علاقة تحليل أم نقد، لكنه يفضل في النهاية مشاهدة الأفلام بقلب طفل .
وكشف المخرج تامر محسن خلال مشاركته في ماستر كلاس ضمن فعاليات مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة عن ملامح تجربته المهنية الأولى مع المخرج يوسف شاهين، مؤكدًا أن بدايته جاءت من خلال فرصة للعمل مساعد مخرج في عدد من أفلامه.
وقال محسن إنه شارك في فريق عمل فيلمي “المهاجر” و”المصير” ضمن قسم الديكور، موضحًا أن علاقته بشاهين كانت تحمل قدراً من الارتباك، لكنه ظل يعتبره مخرجًا رائعًا وعظيمًا رغم امتلاكه بعض التحفظات تجاه مدرسته الفنية.
وأضاف: اختلفت مع مدرسة شاهين، لكن كان لي الحظ أن أشاهد عن قرب كيف تصنع الأفلام في عالمه، وكانت صناعة كما يقول الكتاب، فيها درجة عالية من الإخلاص، وتحضير على أعلى مستوى.
وخلال مشاركته في ماستر كلاس ضمن فعاليات مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، استعاد المخرج تامر محسن ذكريات طفولته مع الفن، مؤكداً أن شغفه بدأ مبكراً من خلال تعلقه بعالم العرائس المتحركة.
وقال محسن إنه كان طفلاً مهموماً بفكرة الفن، ومفتوناً بالعرائس وبشكل خاص عرائس الماريونت، موضحاً أنه نشأ على مشاهدة عروض “الليلة الكبيرة” التي شكلت جزءاً أساسياً من ذاكرته الفنية.
وأضاف: كان حلمي الدائم هو زيارة مسرح القاهرة للعرائس وحضور الكواليس، وعندما رأيت عرائس الليلة الكبيرة أمامي كنت أشعر أنها لحظات فارقة في حياتي.
وتحدث المخرج عن أهمية المسرح في تكوين الممثل، قائلاً: الممثل الذي لا يمر على خشبة المسرح يكون ناقصه شيء، فالمسرح يمنح الفنان خبرة وتجربة لا يمكن تعويضهما.
ويواصل مهرجان الفيوم فعالياته بمشاركة عدد من صناع السينما والفنانين، إلى جانب ورش ومحاضرات تهدف لدعم الفنون المعاصرة والاهتمام بقضايا البيئة.
وانطلقت يوم الثلاثاء الماضي فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، وسط حضور كبير من نجوم الفن وصنّاع السينما وعدد من قيادات الحكومة والمسؤولين، وعلى رأسهم الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزيرة البيئة والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، في أجواء احتفالية أبرزت مكانة الفيوم كأحد أهم مراكز الفعاليات الثقافية والفنية.
وشهد حفل الافتتاح تواجد نخبة من نجوم الفن، من بينهم المخرج الكبير علي بدرخان، والكاتب الدكتور مدحت العدل، والفنانة داليا مصطفى، والفنان محمود عبد المغني، والفنان صبري فواز، والفنان صدقي صخر، والفنان أحمد مجدي، والفنان أحمد فتحي، والمخرج يسري نصر الله، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة ووفود عربية وأجنبية مشاركة في المهرجان.
وقدّمت الإعلامية رباب الشريف الحفل، مؤكدة في كلمتها أن الدورة الثانية تأتي لتعزيز دور السينما في نشر الوعي البيئي وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه البيئة محليًا وعالميًا، من خلال عروض أفلام ومسابقات وندوات وورش عمل متخصصة.
وألقى المخرج هاني لاشين، رئيس المهرجان، كلمة خلال الافتتاح أكد فيها أن الدورة الثانية تشمل مجموعة متنوعة من الفعاليات وعروض الأفلام، موجّهًا شكره لمحافظ الفيوم على دعمه الكبير للمهرجان، كما قدّم التحية للمكرَّمين هذا العام.
وشهد الحفل تكريم المخرج الكبير علي بدرخان عن مشواره الفني، إضافة إلى تكريم السيناريست مدحت العدل والفنانة داليا مصطفى، الذين أعربوا عن سعادتهم بالتكريم الذي يأتي من محافظة لها مكانة خاصة لديهم.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى 30 نوفمبر، وتشمل عروضًا لأفلام روائية ووثائقية قصيرة وطويلة، إلى جانب برامج موازية تستهدف دعم المواهب الشابة وتسليط الضوء على القضايا البيئية في إطار فني مبتكر. وتقام الدورة الثانية تحت رعاية الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، على ضفاف بحيرة قارون، بمشاركة 60 فيلمًا من 22 دولة.
